تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: لماذا تعلن إسرائيل أنها دمرت منشأة في سورية قبل عشر سنوات..؟!

مصدر الصورة
sns

في خطوة مفاجئة واستثنائية، اعترف جيش العدو الإسرائيلي أمس، بأن طائراته دمرت منشأة في شرق سورية زعم أنها مفاعل نووي سري قبل أكثر من عشر سنوات.

وبهذا الاعتراف الذي يحمل في طياته رسالة تهديد واضحة لإيران، والذي يتزامن مع تكثيف إسرائيل تحذيراتها من أخطار تعزيز طهران لوجودها العسكري في سورية، وتحريضها ضد الاتفاق النووي الدولي مع إيران، وبأن طهران ستكون اللاحقة بعد سورية، حسمت تل أبيب الشكوك حول مسؤوليتها عن تدمير المنشأة السورية في محافظة دير الزور عام 2007، وسجلت تلك الغارة الجوية رسميا باسمها بعد أن تكتمت عليها طويلا. والغارة الجوية الإسرائيلية نفذت ليلة السادس من كانون أول 2007، وأسفرت عن تدمير منشأة صحراوية في منطقة "الكُبر" في محافظة دير الزور، قالت عنها الولايات المتحدة إنها تضم مفاعلا نوويا تشيده سورية سرا بمساعدة من كوريا الشمالية، الأمر الذي نفته دمشق مؤكدة أن المنشأة التي تم استهدافها كانت قاعدة عسكرية مهجورة. ورغم اتفاق الجميع على مسؤولية سلاح الجو الإسرائيلي عن تلك الغارة، إلا أن تل أبيب أعلنت رسميا للمرة الأولى بعد مضي أكثر من 10 سنوات أن طائراتها الحربية هي من نفذ تلك الغارة التي دمرت المنشأة السورية. ورفض متحدث عسكري إسرائيلي الرد على سؤال  بشأن دوافع رفع السرية عن هذه الوثائق في هذا التوقيت بالذات، وما إذا كان الهدف من ذلك توجيه تحذير لإيران بأن منشآتها ستلقى المصير ذاته، وفقاً لروسيا اليوم.

ولفت يحيى دبوق في صحيفة الأخبار، إلى تبني إسرائيل رسمياً قصف ما تصفه بالمفاعل النووي السوري، بالقرب من مدينة دير الزور عام 2007. التبني بمفعول رجعي، قد لا يضفي جديداً على الاعتداء وهوية المعتدي، وإن كان الخلاف قائماً حول المنشأة السورية المستهدفة وادعاء تل أبيب أنها مفاعل نووي كان في مرحلة التطوير. كذلك لا يضفي جديداً التأكيد على موافقة أميركية مسبقة، إذ لا اعتداء إسرائيلياً بهذا الحجم من دون مصادقة أميركية؛ الجديد هو توقيت التبني ونشره واستهدافاته، والأكثر هو التراكض واللهاث وراء الاستغلال بإفراط. لكن الأهم هو قراءة الدافع وراء تبني إسرائيل الرسمي للاعتداء بعد عقد من الزمن. والأهم هو تفسير هذا الإفراط (الخارج عن المعقول) في محاولة الاستغلال، إلى الحد الذي يثير الدهشة.

الإفراط والجلبة الإعلامية في وسائل الإعلام العبرية، أبرزا معطيات دالة على أهداف التبني الإسرائيلي لاعتداء عام 2007، وإعادة العمل على تثميره. وهي معطيات لا تشير إلى ارتباط بصورة الاقتدار الإسرائيلي وتحسينها في الوعي الجمعي للأعداء، بل ترتبط أيضاً بالقدرة نفسها وبميزان هذه القدرة، بناء على معادلات حسية مادية، لم تعد كافية لتحقيق المصالح الإسرائيلية في المحيط المباشر، حيث ترصد التهديدات وتطورها وتناميها، وبشكل أكثر تأكيداً في الساحة السورية التي باتت ميدان تصارع إقليمي ودولي يفوق ميزانه قدرات إسرائيل الذاتية على فرض الإرادات؛ تقف خلف قرار النشر المؤسسة العسكرية، لا المؤسسة السياسية؛

وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، التي كانت واحدة من الثالوث الذي اتخذ حينه قرار الاعتداء عام 2007، تؤكد في مقابلة إذاعية أمس، أن «اتخاذ قرار النشر لم يأت الآن نتيجة وجود خطر من سوريا، أي نتيجة الوضع الحساس في مواجهة (الرئيس) الأسد، بل نتيجة الوضع الحساس المتأتي من الوجود الإيراني هناك». أما المصادر الأمنية الرفيعة فتؤكد (ليديعوت أحرونوت) أنه «جرى إعلام القيادة السياسية بقرار النشر والتبني، واطلع المستوى السياسي على القرار مسبقاً»، أي أنه لم يكن متدخلاً فيه؛ إذن هو قرار تقف خلفه المؤسسة العسكرية في تل أبيب، وموجه تحديداً إلى الجانب الإيراني، في سياق «الخط الأحمر» الإسرائيلي الطموح، لمنع الوجود العسكري الإيراني وتمركزه في الساحة السورية؛

وتابعت الأخبار: يرد في صحيفة «إسرائيل اليوم»، ضمن مقالاتها التحليلية التي تجاوزت العشرة أمس حول تبني الاعتداء ومدلولاته: «يقف خلف توقيت نشر قصف المفاعل النووي السوري وتبنيه، فتح أعين إيران على مؤشر رئيسي، بأن إسرائيل لا تتخلى عن الخيار العسكري». وتضيف الصحيفة في عرضها للأسباب: «يأتي قرار التبني في مرحلة بات وضع إسرائيل يتعقد أكثر فأكثر على الجبهة السورية – اللبنانية، فالفترة الأفضل خلال السنوات السبع الأخيرة (من الحرب السورية)، انتهت بالفعل»؛ وكان واضحاً أمس، ولا يزال، إرادة الاستغلال الإسرائيلية، في مرحلة حساسة جداً ومتفلتة حداً وغير يقينية، بين إسرائيل وأعدائها. استغلال يشبه في منطلقاته وأسبابه وأهدافه كل المقاربة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة، التي لا تدع أي حدث أو استحقاق أو حتى تدريب عسكري روتيني، دون توظيفه لرفع قدرة ردع إسرائيل وإعلائها في وجه أعدائها. لكن «همروجة» أمس، المتفلتة والمفرطة، كانت لافتة جداً إلى حد أثارت الاستغراب حولها؛ تبدو إسرائيل في موضع المتلهف لإيجاد أو تلقي أو البحث عن أفعال تعاظم قدرتها وتؤكد جديتها أمام أعدائها، الأمر الذي يشير في الموازاة وفي السياق، إلى تراجع ومحدودية في استخدام القدرات، أكثر مما يشير إلى الاقتدار نفسه.

وتابعت الأخبار: التسريب كما جاء أمس، وفي الحد الأكبر والأوسع من أهدافه، هو إفهام الأعداء في سورية ضرورة الانكفاء قبل أن تتحرك إسرائيل عسكرياً. لكن ما فائدة تهديد بمنع إيجاد وجود عسكري (إيراني) هو في الأساس موجود؟ أو ما معنى منع تسليح الأعداء بأسلحة باتت موجودة بحوزتهم؟ المقارنة والموازنة، بين الحاضر والماضي قبل عشر سنوات، لا تظهران كثيراً من الاشتراك في المعطيات والنتائج والظروف والقدرات.

وأفادت رأي اليوم، أنه وبدون مناسبة محددة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور لبيبرمان إن الجيش الإسرائيلي استهدف مفاعلا نووياً سورياً سنة 2007 في دير الزور، وكرر الوزير تحذيره الى إيران إذا طورت أسلحة نووية. وتبدو تصريحات ليبرمان، غريبة وبدون مناسبة قيمة، ولكنها تأتي بدون شك للتغطية على عجز إسرائيل تكرار أي هجوم جوي ضد مصالح عسكرية في سورية سواء كانت لحزب الله أو إيران أو النظام السوري. وأصبحت إسرائيل عاجزة عن استهداف أهداف عسكرية منذ نجاح مضادات دفاعية جوية سورية في إسقاط الطائرة “اف 16” منذ شهر ونصف.

وكانت موسكو قد حذرت الأسبوع الماضي واشنطن من مغبة شن هجوم على دمشق يستهدف مصالح روسيا، وسيكون الرد العسكري على مصدر النيران. وهذا يعني في القاموس العسكري التصدي للطائرات الأمريكية التي ستتولى القصف أو استهداف البوارج الأمريكية التي ستنطلق منها صواريخ توماهوك. وأضافت الصحيفة أنه من الناحية العسكرية، تدرك موسكو أن الرئيس ترامب لن يشن أي هجوم على سورية في الظروف الحالية لأن قاعدته الانتخابية ضد التدخل العسكري أو قصف سورية، وبالتالي، فالتنبيه والتحذير العسكريين موجهين الى إسرائيل بالخصوص وتحذيرها من مغبة مغامرة جديدة بقصف دمشق. وإذا كان الكرملين قد هدد بضرب بوارج عسكرية بعيدة، فسيكون الحال سهل للغاية مع ضرب أهداف عسكرية إسرائيلية قريبة من سوريا لا تفصلها سوى عشرات الكيلومترات، وهذا يجعلها هدفا سهلا للسلاح الروسي المتقدم. وما زالت إسرائيل لم تفك لغز سقوط طائرة “اف “16، ولا تدري هل بسلاح روسي جديد منحته لسورية، أم مضادات روسية طورتها إيران. وهذا ما يفسر عجزها عن توجيه ضربة جديدة الى سورية، علما أن عقيدتها العسكرية تتجلى في “إهانة الخصم مرات ومرات” أو ما يعرف بـ “قتل الجنين ولو في بطن أمه إذا كان يشكل خطرا”.

ورأت افتتاحية رأي اليوم، أنّ الرسالة الإسرائيلية وما تحمله من تهديدات لن تخيف ايران، لعدة أسباب أبرزها انها سترد بقوة على أي عدوان اسرائيلي يستهدفها، وان مفاعلاتها النووية مبنية في معظمها في عمق جبال شاهقة، ومحمية بصواريخ متطورة؛ ما كان يحدث في الماضي، لا يمكن ان يتكرر اليوم، لان هذا العدوان في حال حدوثه قد يشعل حربا إقليمية وربما عالمية، لان الرد الإيراني ربما يكون مزلزلا بإطلاق آلاف الصواريخ لقصف العمق الإسرائيلي من سورية ولبنان وايران نفسها. وإذ لفتت الصحيفة أيضاً إلى الرد الروسي المتوقع الذي أعلنه الرئيس بوتين ووزير خارجيته، رأت أنّ إسرائيل تتخبط، وتعيش مأزقا وجوديا، وباتت تدرك جيدا انها لا تملك اليد العليا عسكريا في المنطقة، ولم تعد تخيف محور المقاومة، وتشعر أنّ هذا المحور بات يمتلك امرين مهمين؛ الأول الارادة القوية بالرد عليها، والثاني امتلاك أسباب القوة العسكرية القادرة على الردع. ولو كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قادرة على تدمير البرامج والمفاعلات النووية الإيرانية لفعلت ذلك قبل عشرين عاما، ولكنها “مرعوبة” من ردة الفعل الانتقامية، والخسائر الكبرى، المادية والبشرية التي ستتكبدها.

واعتبر ماهر ابو طير في الدستور الأردنية أنّ كشف هذه المعلومات بعد احد عشر عاما، لم يجر لمجرد ايصال رسالة الى دول عربية واقليمية، بل لغايات استعراض القوة في هذا التوقيت بالذات، ضد المنطقة، وتحديدا ضد دول عربية، اضافة الى ايران، لكن هذه الرسائل في المجمل قد لا تحط في بريد الدول، بالطريقة التي تتوقعها اسرائيل، لان كل المنطقة مفتوحة على صراعات اوسع، قد لا تضمن ذات اسرائيل الى الابد، قدرتها على ادارتها او التحكم بنتائجها، خصوصا، اننا نرى ان المنطقة اصبحت مثل الرمال المتحركة، تتحرك سريعا، وتتغير معادلاتها يوميا.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.