تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: ترامب لأوروبا: كش ملك.. حلف الناتو يستعد لمبارزة الرئيس الأنريكي في قمة مفصلية..؟!

مصدر الصورة
sns

"نحن حلفاء" عبارة تلفت الإنتباه إليها في مقر الناتو في بروكسل، الذي يستعد لاستقبال زعماء حلف شمال الأطلسي في قمة تاريخية ومفصلية. وخارج المبنى يتظاهر محتجون يرفعون لافتات كبيرة كتب عليها “الناتو انتهت اللعبة”، في مفارقة تعكس الوضع الراهن الذي يمر به الناتو، بعد مرور ما يقرب من سبعة عقود على تأسيسه، وهو اليوم يمر بإحدى أصعب مراحله بسبب سياسات الرئيس ترامب. وكتبت صحيفة دير شبيغل الألمانية منتقدة موقف الرئيس الأميركي، مشيرة إلى أن هناك مخاوف تسيطر على أعضاء حلف شمال الأطلسي من أن ترامب سيتخذ قريبا الخطوة المدمرة التالية.

ووفقاً لتقرير صحيفة العرب، يتوقع مراقبون صدور قرارات مهمة تهدف إلى إظهار الوحدة والتأهب في وجه العدوان الروسي على زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذين سيلتقون يومي الأربعاء والخميس المقبلين في بروكسل، إلا أن هناك شخصا واحدا ستحظى مشاركته في القمة باهتمام خاص، وهو الرئيس ترامب، حيث لم يخف الأوروبيون قلقهم من شركاء الولايات المتحدة بشأن إبقاء الحلف على قيد الحياة في عهد ترامب. ويتوقع معظم أعضاء التحالف أن تكون القمة ساخنة بين ترامب والحلفاء. وقال الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، إن “الحلف يواجه أكبر أزمة منذ تأسيسه”، مشيرا إلى أنه يشعر بالقلق من أن قمة الناتو قد تؤدي إلى كارثة كبيرة مثلما حدث في قمة مجموعة السبع.

وأدرك حلفاء الناتو الآن أنهم يتعاملون مع “رئيس أميركي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته”، بحسب ما صرح به رئيس الأكاديمية الفيدرالية الألمانية للسياسات الأمنية، كارل هاينز كامب. مشيرا إلى أن هذا الإدراك يقف على أعناق أعضاء القمة مثل “سيف ديموقليس”. ووفقا لوجهة نظرهم، فإنه إذا خلت القمة من مناقشة القضايا الواقعية، فلا يمكن أن تنتهي إلا بالفوضى. وإذا كانت القمم الأخيرة بين ترامب وحلفاء الولايات المتحدة التقليديين لها أي دلالة على ما يمكن أن يحدث، فقد يتسم اجتماع الناتو بالتوتر، فقد يجد ترامب نفسه مرة أخرى معزولا عن بقية المجموعة.

وأفادت صحيفة الأخبار، أنه وسط المحاولات الأميركية للإيقاع بين فرنسا وألمانيا اقتصادياً، تقترب ألمانيا من التنين الصيني تجارياً، في ظل استمرار محاولاتها لنزع فتيل الأزمة الأوروبية ــ الأميركية التي بدأت منذ اتباع الرئيس الأميركي سياسته الحمائية. وأوضحت الصحيفة  أنه بانتظار ما ستخرج عنه زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كيكيانغ لبرلين، وعلى الرغم من الجهود الواضحة من قبل الصين وبعض الأطراف الأوروبية، يشكك محللون في فرصهم للوصول إلى تسويات كبيرة حول التجارة في ظل الأزمات التي تطرحها السياسات الحمائية للرئيس ترامب. في هذا الصدد، قال كبير الاقتصاديين ومسؤولي الاستثمار في شركة «تريسيس جيستيون» دانيال لاكال، إنه «يمكن للصين والاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاقات صغيرة، لكن ذلك لا يحل مشكلاتهما»، مضيفاً في حديث إلى «سي إن بي سي» أنّ كلاً من الصين والاتحاد الأوروبي يتمتع «بقدرة صناعية فائضة تحتاجان إليها بشدة للتصدير إلى الولايات المتحدة». وبدوره، قال المدير التنفيذي لشركة «فاسانارا كابيتال»، فرانشيسكو فيليا، إنّ وجهات النظر السياسية المختلفة بين الدول الأعضاء الـ28 في الاتحاد الأوروبي ستمنع الكتلة من تشكيل تحالف مع الصين ضد الولايات المتحدة.

وتحت عنوان: سوليتير أمريكي لأوروبا، كتب كيريل كوكتيش، في إزفستيا، حول استراتيجية ترامب بخصوص العلاقة الأمريكية مع أوروبا. وقال: كتبت صحيفة واشنطن بوست أن ترامب عرض، أثناء استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيسان الماضي، انسحاب فرنسا من الاتحاد الأوروبي مقابل تعاون مربح. وأضاف: ليست المرة الأولى التي تشكل فيها أوروبا الموحدة هدفا لهجوم الرئيس الأمريكي. فهل يسمح ذلك بالحديث عن وجود تكتيك أم استراتيجية أمريكية في هذا المنحى؟ وتابع الكاتب: يمكن ملاحظة الجانب التكتيكي في طروحات ترامب بلا عناء. لديه أسباب سياسية داخلية كبيرة لضغط علني قاس على أوروبا باسم حماية المصالح الأمريكية. فأولا، هذا استعراض مهم أمام ناخبيه، قبيل الانتخابات النصفية، لمنهجيته وحسمه في الدفاع عن مصالح أمريكا؛ وثانيا، هذا الضغط، يشكل فضاء جديدا للاتصالات اللاحقة مع أوروبا. ويمكن النظر في هدف ثالث يسعى إليه ترامب؛ فإذا لم تحطم هجماته على الاتحاد الأوروبي خصومه الموالين لكلنتون المتخندقين هناك فهي تضعفهم على الأقل. وبهذا المعنى، فمن مصلحته أن يكف الاتحاد الأوروبي عن أن يكون قاعدة موارد بديلة لمنتقديه، حتى أيديولوجيا.

إلى ذلك، فثمة مشكلة في أوروبا نفسها، بل الأصح في ما سيكون عليها أن تعيشه من تحولات في الأفق المنظور. فحركة الاتحاد الأوروبي القادمة ستسير في أحد اتجاهين: إما التوجه نحو مركزية السلطة وتوطيدها، أو تحوله إلى مجرد إقليم وأرض. السؤال الاستراتيجي الذي يتأتى عن ذلك، بالنسبة لترامب، هو أي أوروبا توافق المصالح الأمريكية، ليس ظرفيا، إنما على المدى الطويل؟ أوروبا، ضرورية للولايات المتحدة كسوق وليس كمنافس، رغم التقارب التاريخي والأيديولوجي بينهما. وهذا يعني، حين ستختار أوروبا بين الاندماج والتفكك، لن يكون خيار الاندماج في مصلحة واشنطن الحالية.

وكتب جورج سمعان في الحياة: لا تتوقع أوروبا أن تثمر قمة بروكسيل في معالجة الخلافات بين ضفتي الأطلسي، أو في تليين مواقف ترامب وتغيير سياساته؛ فقمة مجموعة الدول الصناعية السبع قبل شهر في كندا فاقمت الخلافات وعمقت الهوة بين ترامب وحلفائه الستة الآخرين. ولا ترغب أوروبا في أن تجد نفسها في موقع واحد مع الصين وروسيا بمواجهة حليفها التاريخي والطبيعي التي تحتاج إلى مظلته الأمنية لحماية مصالحها واستقرارها وحتى استقلال بعض دولها. فهي تهجس بالأخطار الأمنية التي تهب عليها من الشرق وتذكرها بأيام الحرب الباردة. مثلما تخاف مواصلة الكرملين سياسة تقويض دعائم اتحادها الذي يعاني من مصاعب جمة وتحديات كبيرة.. ولا تفضل بالتأكيد أن تكون «تابعة» لبكين، القوة الاقتصادية الثانية في العالم، والتي تتقدم لبناء قوة عسكرية ضاربة، وتهدد بخوض حرب تجارية متكافئة مع أميركا.

كذلك، تراقب أوروبا بحذر تحركات الصين على جبهة دول البلقان و11 دولة في الاتحاد الأوروبي (من شرق القارة ووسطها). وكانت حاضرة في قمة الـ16 زائداً واحداً في صوفيا قبل أيام. بالطبع، لا ترغب الصين في هذه الظروف إغضاب الاتحاد بمنافسته في عقر داره. لكنها لن تتخلى عن طموحها في إنشاء بنية تحتية في عدد من دول القارة، خصوصاً في ظل ما أطلقت عليه» أكبر حرب تجارية» مع الولايات المتحدة. وكانت بكين رصدت في قمة العام الماضي اعتمادات لبناء طرق ومرافئ ومجمعات صناعية ومحطات كهرباء... في إطار مشروع «طرق الحرير الجديدة» الذي سيسهل حركة البضائع بين أوروبا والشرق الأقصى. وستعقد قمة صينية - أوروبية مهمة بعد أيام. وتأمل القيادة الصينية بأن تقف القارة العجوز معها في مواجهة ترامب الذي قرر فرض رسوم على صادرات بلاده من الصلب والألومنيوم من كندا وأوروبا والصين، كما فرض رسوماً على بعض الصادرات من روسيا.

واردف الكاتب: أوروبا قلقة من وتيرة التصعيد الأميركي، وتخشى اندلاع حرب نفطية بعد تهديد إيران بإقفال مضيق هرمز إذا نجحت واشنطن في وقفها عن تصدير نفطها. لكنها تخشى أيضاً أن تكرس هذه السياسة حيال طهران إطلاق يد موسكو في سورية، وإعادة تأهيل النظام، إذا التزم الكرملين تعهداته بإخراج «الحرس الثوري» والميليشيات التي يرعاها من بلاد الشام. وهي راقبت بقلق التفاهم بين إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة والأردن على عودة «الجبهة الجنوبية» إلى سلطة الحكومة في دمشق. ولا يستبعد أن يؤكد الزعيمان في لقائهما هذا التفاهم الذي لن ينتهي، كما ينص على ذلك، بخروج القوات الأميركية نهائياً وفوراً من سورية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.