تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: نهاية أسبوع دامية في الأردن: «الإنجاز» الأمني ليس مُحصّناً.؟!

مصدر الصورة
sns

كانت نهاية أسبوع حافلة بالنسبة إلى الأردنيين. أُعلنت صباحاً نتائج الثانوية العامة، واستمرّت تفاعلاتها حتى المساء، حيث كانت مدينة الفحيص على موعد مع اليوم الأخير من مهرجانها الفني السنوي. لكن اليوم المزدحم لم ينتهِ بسلام؛ إذ سرعان ما تواردت أنباء عن انفجار بالقرب من مكان المهرجان، تبيّن أنه بفعل فاعل. بادرت السلطات إلى نفي أي طابع إرهابي عن الهجوم، لكنها عادت وتراجعت، مؤكدةً ما كان تبادر إلى أذهان كثيرين حال وقوع الحادث، وبعد انتشار صور لرئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأردني محمود فريحات، مرافِقاً وزير الداخلية سمير المبيضين في عيادة مصابي الانفجار، إلى جانب قائد قوات الدرك وقائد الأمن العام ومدير الدفاع المدني، في مشهد أنبأ بأن الحادث ليس عرضياً ولا عابراً.

أول من أمس، شُيّع جثمان الدركي علي قوقزة الذي قضى في الانفجار، لتنتشر إثر ذلك مقاطع مُصوّرة من منطقة نقب الدبور في مدينة السلط القريبة من الفحيص، تظهر وقوع تبادل إطلاق نار ومن ثم انهيار بناية. وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، جمانة غنيمات، أعلنت أن الأجهزة الأمنية داهمت مبنى في مدينة السلط يُشتبه في علاقة ساكنيه بتفجير الفحيص، «بعد عمليات استخبارية حثيثة ودقيقة». لكن المشتبه بهم رفضوا - بحسب الرواية الرسمية - تسليم أنفسهم، وبادروا إلى إطلاق نار كثيف تجاه القوة الأمنية المشتركة، وقاموا بتفجير المبنى الذي يتحصّنون فيه بعدما كانوا فخّخوه في وقت سابق، ما أدى إلى انهيار أجزاء منه خلال عملية المداهمة، التي أسفرت عن مقتل 4 من قوات الأمن، واعتقال 5 من المشتبه بهم.

ومع تصريح غنيمات بأن خلية السلط الإرهابية «قد تكون ممتدة في المملكة»، تمّ الإعلان عن خلية أزمة ضمّت رئيس الوزراء، وزير الداخلية، وزير الدولة لشؤون الإعلام، رئيس هيئة الأركان المشتركة، مدير الاستخبارات العامة، مدير الأمن العام، مدير عام الدرك، ومدير عام الدفاع المدني. ويوم أمس، ترأّس الملك عبد الله الثاني، في قصر الحسينية، اجتماعاً لمجلس السياسات الوطني، حضره ولي العهد وبعض الأمراء ورئيس الوزراء ومسؤولو الأجهزة الأمنية. وقال عبد الله، خلال الاجتماع، إن «الأردنيين يصبحون أقوى عندما يواجهون مثل هذه الأحداث، وتزيد حماستهم لتنظيف بلدنا والإقليم وحماية ديننا من هؤلاء الخوارج». ويرى مراقبون أن العملية بما تحمله من خصوصية في المكان والزمان تُعدّ رسالة للدولة، مُذكّرين بعمليات مشابهة استهدفت مكاتب الاستخبارات، ومشددين على أنه لا يمكن التنبؤ بتفكير هذه الخلايا وأهدافها وحتى فحوى رسائلها. لكن، في المقابل، ثمة مؤشرات إلى خروج السلفية من معاقلها التقليدية في المملكة، بدليل تنامي وجودها في مناطق أخرى ومنها السلط، تحت عيون أجهزة الدولة التي تعتقد أنها ناجحة في احتواء تلك التيارات.

وطبقاً للحياة، أسفر تفجير دورية أمن في مدينة الفحيص عن كشف خلية إرهابية، واعتقال ثمانية من أعضائها، جميعهم من الأردنيين ومن سكان السلط، إضافة إلى مقتل قائد فريق المهمات الخاصة في عملية السلط، وسط مخاوف من أن يكون أفراد الخلية أعضاء في شبكة أوسع لخلية نائمة. ودانت الولايات المتحدة بـ «شدة الهجوم والأعمال الإرهابية التي تلته»، مؤكدة في بيان وقوفها إلى جانب المملكة في «مكافحة آفة الإرهاب».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.