عوّضت العملة التركية أمس، بعضاً من خسائرها التي منيت بها مؤخرا إثر العقوبات الأمريكية، وحققت ارتفاعا ملحوظا بعد إعلان الدوحة نيتها ضخ استثمارات ضخمة في تركيا. وأعلن أمير قطر من أنقرة الأربعاء، أن بلاده ستستثمر في تركيا 15 مليار دولار بشكل مباشر، وذلك على شكل مشاريع اقتصادية وودائع واستثمارات، وفقاً لروسيا اليوم.
وفي الخليج الإماراتية، لفت د. محمد السعيد إدريس إلى انّ أردوغان في مقالته بصحيفة «نيويورك تايمز» تعمد اللجوء إلى إظهار أهمية تركيا بالنسبة للمصالح الأمريكية وتذكير الأمريكيين بالأدوار التاريخية التي أدتها تركيا خدمة لهذه المصالح... قد تعمد أردوغان في مقالته تذكير الأمريكيين بأن تركيا والولايات المتحدة شريكان استراتيجيان وحليفان في «الناتو» منذ 60 عاماً.... على هذا النحو كان الخطاب السياسي لأردوغان، وكانت خلفياته تقول للحلفاء الأمريكيين «لا نريد التصعيد، ونحن حريصون عليكم»، ولعل هذا ما يدفع للسؤال حول هذا التراجع التركي، وهنا يمكن أن نحدد سببين أساسيين: الأول، هو إدراك أردوغان وحكومته حجم الكارثة التي تواجه الاقتصاد التركي جراء الانهيار المتواصل لليرة التركية التي فقدت في يوم واحد 20% من قيمتها مقابل الدولار، وإدراكه عجز وسائل العلاج التركية عن مواجهة هذا الخطر، في وقت لم تجد فيه دعوة الرئيس أردوغان للأتراك والمستثمرين للتوقف عن تحويل أموالهم إلى العملات الأجنبية، وخاصة الدولار، أي صدى، ما شكل ضغطاً غير متوقع على الحكومة للتفكير في مخارج من الأزمة مع واشنطن؛ السبب الثاني، وهو الأهم، ويتعلق بإدراك أردوغان للأثمان الفادحة التي سيكون على تركيا أن تدفعها لتأسيس تحالفات بديلة للتحالف مع الولايات المتحدة؛ الحقيقة أن تركيا لا تملك ترف تفكيك التحالف مع واشنطن، على الأقل في الأجلين القريب والمتوسط.
