تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: ترامب: إذا كان من مسؤول متورط بما حدث لخاشقجي فهو بن سلمان... روحاني يشن هجوما على الرياض وواشنطن... وولي العهد يعرض «صفقته»: تنازلات مقابل «ستر» الجريمة..!!

مصدر الصورة
sns

اعتبر الرئيس ترامب، إنه إذا كان هناك من هو مسؤول عن مقتل خاشقجي، فهو ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لكونه هو من يدير الأمور في المملكة. وجاء اتهام ترامب غير المباشر هذا لولي العهد محمد بن سلمان، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ونشرتها أمس. وأعرب ترامب عن قناعته بأن الملك سلمان لم يكن يعلم مسبقا بقتل خاشقجي. وردا على سؤال حول احتمال تورط بن سلمان المحتمل في جريمة قتل خاشقجي؟ قال ترامب: "حسنا، الأمير يدير الأمور هناك أكثر من أي شخص آخر في هذه المرحلة، أنه هو من يدير الأمور، وإذا كان هناك أي شخص فسيكون هو". وأوضح أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية، بما في ذلك مديرة وكالة الاستخبارات المركزية، عائدين حاليا من زيارات إلى تركيا والسعودية، بمعلومات جديدة عن جريمة قتل خاشقجي. وقال إنه طلب منهم عدم نقل ما توصلوا لمعرفته هاتفيا لأسباب أمنية، واختار أن ينتظر وصولهم إلى واشنطن حتى يطلع على تلك النتائج.

وقال عضو مجلس النواب الأمريكي جيمس مكجفرن إن مجموعة من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين طرحت مشروع قانون في المجلس من شأنه أن يوقف معظم مبيعات الأسلحة للسعودية ردا على مقتل خاشقجي. ويتيح المشروع للرئيس ترامب أن يطلب استثناءات من حظر بيع الأسلحة إذا قدم هو أيضا تقريرا عن تحقيق أمريكي بشأن أي شخص ضالع في مقتل خاشقجي الحاصل على إقامة دائمة في الولايات المتحدة. ويشمل المشروع حظرا على المساعدة في مجالات الأمن والمخابرات والتدريب والعتاد لكن لا يمتد إلى أنشطة متعلقة بحماية المواقع الدبلوماسية التابعة للولايات المتحدة أو الدبلوماسيين الأمريكيين.

وتعهد أردوغان، أمس، بالكشف عن الطرف الذي أعطى الأمر بتنفيذ عملية قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، متوعدا بمحاسبة المسؤولين عن ذلك. وقال: "سنواصل التحقيق في جريمة خاشقجي إلى أن نكشف الفاعلين والجهة التي أمرت بهذه الجريمة، لن نسمح بإفلات هؤلاء من العدالة".

ووفقاً لروسيا اليوم، اعتبر محمد بن سلمان، مقتل جمال خاشقجي، حادثا مؤلما وغير مبرر، متوعدا بمحاسبة المسؤولين وعدم السماح باستغلال القضية لإحداث شرخ بين تركيا والسعودية. وأكد بن سلمان، خلال مشاركته في جلسة مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار"، تعليقا على مقتل خاشقجي: "أولا، الحادث الذي حصل مؤلم جدا لجميع السعوديين، خاصة أنه مواطن سعودي، وأعتقد أنه مؤلم لأي إنسان موجود في العالم، هذا حادث بشع غير مبرر تماما". وأضاف: "اليوم تقوم المملكة العربية السعودية باتخاذ كل الإجراءات القانونية لاكتمال التحقيقات بالعمل مع الحكومة التركية للوصول إلى النتائج وتقديم المذنبين للمحاكمة وأخذهم العقاب الرادع".

من جانبه، وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة باسطنبول بأنه جريمة منظمة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتحمل جزءا من المسؤولية عنها. وقال روحاني أمس، إن مقتل خاشقجي هو "جريمة منظمة.. غير مسبوقة منذ عقود.. لم تكن لتُرتكب لولا دعم الولايات المتحدة للرياض"، معتبرا القضية "جريمة واضحة من وجهة نظر الثقافة الإسلامية". ودعا السلطات التركية إلى مواصلة التحقيقات في قضية خاشقجي حتى تتضح جميع أبعادها وزواياها.

ووجه الرئيس الإيراني انتقادات قوية اللهجة إلى الرياض، قائلا إن مقتل خاشقجي يكشف طبيعة سلطات المملكة "وكأن هناك قبيلة تحكم دولة في السعودية، وتتمتع بدعم أمني، وترتكب مثل هذه الجريمة مستندة إلى قوة كبرى توفر لها الحماية ولا تسمح لأحد بالوقوف ضدها في المحاكم الدولية التي تقاضي مرتكبي الجرائم الإنسانية في العالم". وشدد الرئيس الإيراني على أن الفكر الذي أدى إلى مقتل الصحفي هو الفكر نفسه الذي أسفر عن قيام تنظيم "داعش" في المنطقة، مشيرا إلى أن مواقف الولايات المتحدة ودول أوروبا والعالم كله إزاء هذه القضية ستظهر مدى حساسيتها بالنسبة لحقوق الإنسان والحفاظ على الكرامة البشرية. وقال روحاني موجها كلامه إلى واشنطن والعواصم الغربية: "... ردة فعلكم على مقتل خاشقجي ستوضح طبيعتكم بشكل جلي".

في المقابل، أفاد تقرير مطوّل في صحيفة رأي اليوم، أنه من خلال مُتابعة الإعلام العبريّ في إسرائيل، والذي يعكس بشكلٍ دقيقٍ أفكار حكّام تل أبيب من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، يُمكِن بسهولة التوصّل إلى نتيجة حتميّة مفادها أنّ إسرائيل بدأت بنعي وليّ العد السعوديّ، محمد بن سلمان، التي كانت تعتبره النجم الساطِع، الذي يُشارِك دولة الاحتلال في العداء المُشترَك لإيران، وعلى استعدادٍ لتطوير العلاقات السريّة معها، لا بلْ أكثر من ذلك، إخراجها من الـ”السريّة” إلى العلن؛ فبعد خطاب أردوغان، الثلاثاء، شدّدّ الإعلام العبريّ على أنّ مصير بن سلمان قد حُسِم تقريبًا، وأنّ “حبل المقصلة” يشتّد حول عنقه.

وعلّقت صحيفة فرانكفورتر روند شاو الألمانية على خطاب أردوغان الثلاثاء بشأن خاشقجي، قائلة إن أردوغان “لم ينجح هذه المرة أيضا رغم خطبته العصماء في الإقناع بأنه ضمير البشرية وحامي للصحفيين ورجل الدولة الذي يكشف الغموض، بل قدّم نفسه مجددا على أنه أستاذ في اللعب بالسلطة لعبة مزدوجة سخيفة”. وأوضحت أن القيادة التركية ترى أنه لا يمكن الحد من الضرر الذي سيلحق بعلاقة تركيا بالسعودية “إلا عندما يضطر محمد بن سلمان للتنحي كولي عهدوأضافت: “وبذلك يراهن أردوغان على إنهاك الأسرة الحاكمة من خلال كشف الحقائق والاستياء الدولي”. ورأت الصحيفة أن أردوغان “يعلم أنه يتفق بذلك مع فروع من العائلة الملكية التي تود لو أنهى نجل سلمان سيطرته على السلطة في المملكة “اليوم قبل غد”. وتابعت الصحيفة: “وفي حالة استجاب الملك الطاعن في السن لهذا الضغط فإن أردوغان سيضمن امتنان بقية العائلة المالكة ويضمن معه استثمارات جديدة بالمليارات من الكنز السعودي”.

وشددت صحيفة الغارديان البريطانية على ضرورة التوصل للمسؤولين عن مقتل جمال خاشقجي قائلة إن على الملك سلمان، أن يحاسب المسؤولين عن هذه الجريمة. وأضافت الصحيفة: “ليس هناك من يعتقد بأن ذلك من عمل المستشار الإعلامي لولي العهد وبعض رجال المخابرات، غير أن ملك السعودية ربما لم يرغب في هذه المحاسبة أو ليس قادرا على ذلك خاصة إذا تطلبت المحاسبة اتخاذ إجراءات ضد ابنه القوي”. وشددت الصحيفة على ضرورة فرض عقوبات على السعودية وتجميد صفقات بيع الأسلحة لها إذا توصل المجتمع الدولي لقناعة بأن ما حدث كان اغتيالا فعلا. ورأت أن على الأمم المتحدة، على الأقل، أن “تعاتب” الرياض “هذا إذا لم تبدأ الأمم المتحدة نفسها في تحقيقات خاصة بها وذلك إذا عارضت السعودية القيام بتحقيق سليم”.

وعنونت صحيفة التايمز افتتاحيتها بـ “الأمير المزعج”. وقالت إن بن سلمان أضحى مركز الدراما التي تشكل خطورة بأن تتصاعد لتصبح أزمة جيو سياسية. وأضافت الصحيفة أن تسريبات وسائل الإعلام التركية لا تترك أي شك بأن بن سلمان أمر بقتل جمال خاشقجي. وأردفت أن الخمسة عشر سعودياً الذين كانوا ضمن كتيبة الإعدام أجروا مكالمات هاتفية من القنصلية السعودية إلى الرياض فور انتهاء الجريمة. ورأت الصحيفة أن هذه الأزمة تهدد بعدم الاستقرار بين السعودية والغرب وهذا يتعدى صفقات الأسلحة ويؤثر على المصالح التجارية والأمنية والاقتصادية. وتابعت: إن الغرب كان لديه أمل بأن تحل هذه الأزمة من خلال الضغط الدبلوماسي، مضيفةً أنه في الوقت الذي اعترفت فيه الرياض بقتل خاشقجي، فإن رد فعلها كان يفسر بأنه تحد”. وختمت بالقول إن المخرج من هذه الأزمة يتمثل بتنحي ولي العهد السعودي من منصبه”.

وأفادت صحيفة الأخبار، أنه بعد طول صمت امتدّ لأكثر من 20 يوماً، خرج محمد بن سلمان بخطاب فيه الكثير من الأريحية، مُنصّباً نفسه راعياً لعملية تحقيق العدالة في قضية جمال خاشقجي، وعارضاً على الأميركيين والأتراك ما بيده من أوراق سياسية ومالية. بدا، من خلال حديث بن سلمان، رهانه على أن أنقرة وواشنطن لا تزالان مستعدَتين لتسوية القضية. وهو ما لم يدحضه، واقعاً، هجوم ترامب على السعودية، كونه جاء في سياق أشمل تكفّل بتظهيره مايك بومبيو. وأوضحت الصحيفة، أنه ورغم ما بدا، خلال الساعات الماضية، أنه تصعيد أميركي ضدّ السعودية، بعدما لَزِمت واشنطن منطقة «التذبذب» طيلة أكثر من 20 يوماً منذ اختفاء جمال خاشقجي، أنبأت التطورات التي برزت أمس على خطّ أنقرة ـــ الرياض، والمواقف التي سُجّلت في اليوم الثاني من مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في المملكة، بأن الباب لم يُغلَق على «تسوية» من شأنها استنقاذ ولي العهد، محمد بن سلمان. إزاء ذلك، ظهرت التصريحات والإجراءات الأميركية المُتّخذة ليل الثلاثاء ـــ الأربعاء وكأنها محاولة من قِبَل إدارة ترامب لتنفيس الغضب المتصاعد على السعودية، وترضية المعترضين بإجراءات لم تقطع خطّ الرجعة.

وأردفت الصحيفة: بعدما قُرئ في خطاب أردوغان، أول من أمس، هجوم مبطن على ابن سلمان، وبعدما رفع المستشار الأول، النور جيفيك، السقف أكثر بقوله إن «وصمة» اغتيال خاشقجي تلطّخ ولي العهد، جاء الإعلان عن محادثات هاتفية بين الأخير وأردوغان ليخفّض منسوب التوقّعات بوجود توجّه أميركي ـــ تركي نحو رفع الغطاء عن ابن سلمان. تراجع عزّزته الأريحية التي تحدّث بها ولي العهد، أمس، خلال المؤتمر الاستثماري المنعقد في المملكة. إذ تناول قضية خاشقجي بثقة عالية، مُبرّئاً نفسه من أي مسؤولية، ومُنصِّباً إياها راعية لعملية «إظهار الحقيقة وإنالة المجرمين العقاب الرادع». على أن الأهم في كلمة ابن سلمان، الأولى له منذ مقتل خاشقجي، يبقى الرسائل السياسية التي حملتها في أكثر من اتجاه، مُستهدفة تأكيد استعداد الرياض لتقديم تنازلات مقابل إخراجها من أزمتها، وحثَّ إدارة ترامب على التمسّك بدفاعها عن السعودية.

باختصار، يعرض ابن سلمان على الأتراك ما يشبه «صفقة سياسية»، منطلِقاً في ذلك من حقيقة أن ما تمارسه أنقرة هو عملية شدّ حبال أكثر منه تهديدات جدية. وفي الوقت نفسه، يذكّر الأميركيين بـ«فوائد» بقائه على رأس ولاية العهد، مطمَئناً في هذا أيضاً إلى أن واشنطن لن تمانع في نهاية المطاف عقد «تسوية» تراعي مصالحها. إزاء ما تقدم، كيف يمكن تفسير إعلان ترامب ليل الثلاثاء ـــ الأربعاء أنه سيترك أمر معاقبة السعودية للكونغرس، وتلميحه أمس إلى مسؤولية ابن سلمان عن الجريمة بقوله «إنه إذا كان هناك من يُلام فإنه هو»؟ ثمة تفسيران لما بدا أنه تحوّل في موقف ترامب؛ يرتبط التفسير الأول بشخصية الرئيس الأميركي الانفعالية، إذ إن تصريحاته تلك أعقبت حديثه إلى مديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل، التي كان أوفدها إلى تركيا، حيث اطلعت ـــ وفقاً لوسائل إعلام تركية ـــ على «الأدلة المرتبطة بمقتل خاشقجي». وبالتالي، قد يكون نمى إلى سمع ترامب أن لدى الأتراك أدلة على تورط جهات سعودية عليا في الجريمة، وهذا ما يمكن استشفافه واقعاً من حديثه عن «التفكير والتخطيط والتستّر»، والذي ظهر من خلاله وكأنه يلوم حلفاءه على «سوء» إدارتهم للأمور. أما التفسير الثاني، فهو أن ترامب أراد التخفيف من حدّة الجدل المتصاعد في الولايات المتحدة على خلفية مقتل خاشقجي، وتسكيت الأصوات التي تلقي باللائمة عليه في ذلك، ريثما يستطيع التوصل إلى «مخرج» ينقذ السعوديين، ويُعتقه هو من حالة الإحراج.

ورأى ماجد طه في مقاله في الأخبار أنّ أنقرة اليوم تقف حائرة بين فرصتين؛ الأولى ضرب خصوم محورها واستغلال الورطة التي وقع فيها رأس حربتهم، محمد بن سلمان، والثانية استغلال الحدث الكبير لعقد صفقة دسمة مع السعوديين لاحت معالمها. الأقرب حتى الآن أن الرئيس التركي لن يوفّر الأمرين معاً، وبأقل الخسائر وأكثر الأرباح المتوافرة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.