تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: رايان: يجب تطبيق "قانون ماغنيتسكي" ضد قتلة خاشقجي... "الشيوخ" يتحدى ترامب بوقف دعم واشنطن للرياض في اليمن.. والسعودية تشتري نظاما أمريكيا للدفاع بـ15 مليار دولار.. ؟!

مصدر الصورة
sns

تحدى مجلس الشيوخ الأمريكي البيت الأبيض الأربعاء، بعد أن صوت بغالبية كبيرة على مناقشة مشروع قرار، ينهي الدعم العسكري الأمريكي للتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن. ورغم تحذيرات وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين، من أن سحب الدعم للسعودية سيؤدي إلى تفاقم النزاع الدموي في اليمن، صوت 63 سيناتورا جمهوريا وديمقراطيا مقابل 37 لصالح إجراء أتاح لمشروع القرار أن يتجاوز عقبة رئيسية في مجلس الشيوخ.

ودعا رئيس مجلس النواب التابع للكونغرس الأمريكي، بول رايان، سلطات الولايات المتحدة إلى تفعيل "قانون ماغنتسكي" ضد المتورطين في قضية اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي. وأشار رايان، السياسي من الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه الرئيس ترامب، للواشنطن بوست، أمس، إلى أنه لا يؤيد الإجراءات التي صوت مجلس الشيوخ للكونغرس لصالح تمريرها من أجل إنهاء دعم الولايات المتحدة العسكري للتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن ما يعتبر جزءا من رد واشنطن المحتمل على مقتل خاشقجي.

في المقابل، أعلنت الخارجية الأمريكية أن السعودية ستشتري نظاما للدفاع الصاروخي من صنع شركة "لوكهيد مارتن" بقيمة 15 مليار دولار. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الأربعاء إن مسؤولين سعوديين وأمريكيين وقعوا يوم الاثنين الماضي الوثائق الخاصة بذلك، ما يضفي طابعا رسميا على شروط شراء السعودية 44 قاذفة صواريخ "ثاد"، إلى جانب صواريخ ومعدات أخرى ذات صلة. وأوضح أن صفقة نظام ثاد للدفاع الصاروخي كانت قيد النقاش مع السعودية منذ كانون الأول 2016 وإنها تمت الآن. وجاءت هذه الصفقة بعد جهود مكثفة من جانب الحكومة الأمريكية شملت اتصالا شخصيا بين الرئيس ترامب والملك سلمان.

وعنونت صحيفة الأخبار: تعمّق الانقسام الأميركي حول ابن سلمان... ترامب يتحدّى... والكونغرس ماضٍ في معركته. أفادت أنه عشية «قمة العشرين» التي يُحتمل أن تسفر عن بعض المؤشرات الكاشفة في ما يتصل بقضية جمال خاشقجي، واصلت إدارة ترامب تحدّي المشرعين، الذين لم يقتنعوا بمرافعة جيمس ماتيس ومايك بومبيو عن محمد بن سلمان. تحدٍّ يبدو أنه بدأ ينعكس تراجعاً تدريجياً في الموقف التركي، على رغم أن الكونغرس يظهر إصراراً على المضي في معركته، بما من شأنه تضييق الدائرة على ترامب وحليفه السعودي. وأضافت الصحيفة أنّ من شأن هذا التصاعد المحتمل أن يشكّل عاملاً تحفيزياً لأنقرة، التي أدّت شراسة البيت الأبيض في الدفاع عن ابن سلمان إلى تضعيف محاولاتها معاقبة الأخير وإزاحته. ومع ذلك، فإن القضية لا تزال مفتوحة على أكثر من احتمال، ربّما تستبين مؤشراتها في «قمة العشرين»، التي تنعقد اليوم وغداً في بوينس آيرس.

وعلق إيشان ثارور في صحيفة واشنطن بوست على ما آل إليه حال محمد بن سلمان الذي أصبح بمثابة منبوذ خلافا لما كان عليه الحال قبل عام؛ في ذلك الوقت تسابق السياسيون والنجوم ونخبة المجتمع لمقابلته وأخذ صور معه فيما حاول كبار رجال الأعمال الحصول على حصة من “رؤية 2030” عندما جال الولايات المتحدة.  وتفاخر مع مستشاريه عن خطط التحديث والإبداع التي ستشهدها المملكة. بل وصدق المعلقون البارزون في الغرب بقدرة الأمير الشاب على فتح باب جديد لليبرالية في منطقة الشرق الأوسط. ويعلق ثارور أن هذه الاحلام “تبدو وهما”. فمع اقتراب عام 2018 من نهايته تحول فيه محمد بن سلمان لرمز يداه ملوثتان بالدم. فدوره في مقتل الصحافي جمال خاشقجي حوله لشخص مكروه في قمة العشرين في بيونس أيرس، العاصمة الأرجنتينية. ووصل الأمير يوم الأربعاء بعد زيارة لتونس التي تعد الديمقراطية الوحيدة الفاعلة في العالم العربي. واستقبل هناك بالتظاهرات التي شجبت الأمير ودوره في مقتل جمال خاشقجي.

ووصف ديفيد إغناطيوس في مقالته يوم الأربعاء عن الصراع الدموي داخل العائلة المالكة بأن “إرهاب بلاط بن سلمان الوحشي في الرياض يذكر ببغداد أيام صدام حسين” وطالب إغناطيوس الولايات المتحدة التدخل ومنع تدهور السعودية إلى ديكتاتورية على النموذج الصدامي. لكن ترامب لم يظهر أي إشارة واستماع للتحذير.

وكتب كمال خلف في رأي اليوم: لم نعرف في تاريخ السعودية ملكا أو ولي عهد تعرض لهذا الكم من السخط والإنتقادات، كما يحدث الآن مع بن سلمان، وهذا مبرر برأي الكثيرين، إذ أن بن سلمان اتبع سياسة “لا سياسة”، وراكم أخطاء كبيرة محيرة في طريقتها، وبمكابرة لا تخلو من الصلف. وتساءل المحلل: لماذا يمضي ولي العهد في السير داخل الوحل، وهل هو مدرك بأنه يخاطر بالكيان السياسي والعائلي لأسرة ال سعود؟ وأضاف: ثمة أسباب تدفعنا إلى التشخيص بأن “بن سلمان” يتجه بقوة نحو الطريق الكارثي؛ ما توضحه الأحداث يشي بأن ولي العهد السعودي غير محظوظ بمجموعة من المستشارين من حوله، لديهم آراء تتراوح بين الصبيانية والانفعالية، والجهل بحقائق وتقديرات الأمور، وهذا يتسق مع حالة من الاستعجال عند “محمد بن سلمان” وقلة خبرة في شؤون الحكم؛ فقيادة التحولات الكبرى على الصعد الداخلية والخارجية يحتاج إلى بناء مدروس ومتدرج يأخذ بالاعتبار المراحل ومدى موأمتها مع الوقائع والمتغيرات... لكن صورة السعودية تعرضت لأكبر عملية تشويه، في كافة أنحاء العالم، لسببين الأول قتل وتقطيع جمال خاشقجي والثاني فظائع حرب اليمن؛ يضاف إلى تلك الأسباب اندفاع بن سلمان نحو علاقة تحالف مع إسرائيل، وهذه هي المخاطرة الكبرى التي سوف  تجعل بن سلمان يغرق في الوحل، فما زال الضمير العربي رغم كل ما جرى في السنوات الماضية يعتبر أن إسرائيل هي العدو الأول للعرب والمسلمين؛ السعودية تملك حقائق القوة التي تجعل ليس من السهل انهيارها... إلا أن عوامل القوة هذه تستخدم بشكل سيء؛ عوامل القوة هذه سلاح ذو حدين، وسوء إستخدامها بهذا الشكل كما نراه اليوم ستدفع بنتائج معاكسة؛ العودة عن السياسات الكارثية أقل كلفة بكثير من الاستمرار بها، لأنها سوف تذهب بولي العهد ومستقبل المملكة إلى المجهول.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.