تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: العشرين تدعو لإصلاح منظمة التجارة العالمية... الربيع القادم ضد الرأسمالية المتوحشة ؟!!

مصدر الصورة
sns

دعت مجموعة العشرين في البيان الختامي الصادر عن قمتها في بوينس آيرس إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية. وجاء في البيان الختامي للقمة، الذي نشر على الموقع الرسمي لها أمس، أن "التجارة الدولية والاستثمار أداتان مهمتان للإنتاجية والابتكار وتوفير فرص العمل والتنمية. ونعترف بالمساهمة التي قدمتها منظومة التجارة المتعددة الأطراف في هذا الصدد".

وأشار البيان إلى أن "المنظومة اليوم تفشل في تحقيق أهدافها بشكل كامل وهناك مجال لتطويرها. وبالتالي نحن نؤيد ضرورة إصلاح منظمة التجارة العالمية من أجل تحسين أدائها. وسنستعرض التقدم في ذلك خلال قمتنا المقبلة". ومن بين القضايا الأخرى، تطرق البيان المكون من 31 بندا إلى قضية اللاجئين. وجاء فيه أن "تحركات كبيرة للاجئين قضية عالمية ذات عواقب إنسانية وسياسية واجتماعية واقتصادية. ونشدد على أهمية العمل المشترك للتعامل مع الأسباب الجذرية للنزوح وتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة". كما تناول البيان قضية تغير المناخ، مشيرا إلى أن الدول الموقعة على اتفاقية باريس حول المناخ أكدت التزامها بتطبيق الاتفاقية بالكامل، وشددت على أن لا تراجع عن الاتفاقية.

وجددت الدول العشرون في البيان الختامي التزامها بمحاربة الفساد وإدانتها الشديدة للإرهاب بشتى أشكاله، وتعهدت بتفعيل الجهود لمنع تمويله ومكافحة تبييض الأموال. وأشار الرئيس الأرجنتيني في مؤتمر صحفي له في ختام القمة إلى أن الدول العشرين تعترف بأنه "لا يزال أمامها الكثير من التحديات". وتجدر الإشارة إلى أن رئاسة مجموعة العشرين في عام 2019 ستتولاها اليابان.

وتحت عنوان: الربيع القادم ضد الرأسمالية المتوحشة، كتب طارق القيزاني في العرب: يمكن الملاحظة بسهولة كيف أن أزمة الأجور الضعيفة وظاهرة الإفقار ما فتئت تجتاح أرجاء العالم في مقابل اتساع الفجوة الاجتماعية مع النخب الرأسمالية الضيقة، إما بسبب سياسات التقشف الحكومية وإما بسبب تفشي المضاربات المالية على أيدي مراكز القوى للرأسمالية الجديدة. وأضاف: ربما يتعين استحضار ما ذهب إليه الكاتب الإنكليزي جيمس فولتشر من أن المرحلة الحالية هي في الواقع تعبير عن انهيار “الرأسمالية المنضبطة” الذي بدأ منذ عقد السبعينات ليتطور الأمر إلى ظهور “أصولية رأسمالية” أعادت إحياء قوى السوق بشكل متطرف لا سيما في الدول الرأسمالية المتطورة. وتابع: بينما كان الهدف من وراء تأسيس مجموعة العشرين في عام 1999 ينصبّ على مواجهة الأزمات العالمية ودعم التنمية المستدامة علاوة على أجندتها التجارية والاقتصادية، فإن تاريخ قمم مجموعة العشرين لا يكشف عن التزامات حقيقية للدول الرأسمالية تجاه العالم والتحديات المشتركة، بما في ذلك مثلا التحولات التي طالت دول الربيع العربي وتسببت في تهجير الملايين من النازحين وتدمير هائل للبنى التحتية والاقتصادات.

وأوضح الكاتب: لم يكن لتجمع الدول الغنية أي التزام أخلاقي ومسؤول وبقدر متكافئ تجاه اللاجئين الفارين من الحرب والاقتصادات المنهارة، بقدر ما كان موقف هذه الدول حذرا ومخيّبا في غالبيته، عكسه اتجاه الحكومات اليمينية في أوروبا والولايات المتحدة نحو غلق الحدود وتشييد المزيد من الجدران؛ إن نقاط الخسارة تبدو أكثر من الربح إذا ما تمت العودة أيضا إلى نتائج قمة 2017 في هامبورغ والتي تميّزت بصدام أوروبي مع سياسات الرئيس ترامب، من بينها أساسا خسارة الإجماع حول اتفاق باريس لحماية المناخ والتضييق على حرية التجارة العالمية. وبسبب المنحى المتطرف الذي تسلكه الحكومات الشعبوية على طرفي الأطلسي بشأن النزعات الحمائية المتزايدة والاختلاف حول قضايا التغيّر المناخي والهجرة وتزايد سطوة الدوائر الرأسمالية المتحكمة في السلطة، فإن المزيد من الإحباط العالمي يؤشر على أزمة عالمية قد تكون أخطر من صدمة الأسواق المالية عام 2008.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.