تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: درع الشمال الإسرائيلي.. وملف الفساد ضد نتنياهو.. قراءات مختلفة..؟!!

مصدر الصورة
sns

           شن رئيس الحكومة الوزراء الإسرائيليّ ووزير الأمن سابقًا أيهود باراك هجومًا عنيفًا على ما وصفه استعراض نتنياهو في الشمال، وقال باراك إنّ الدولة لا تقوم بحملةٍ عسكريّةٍ مع كلّ عملية حفرٍ لنفقٍ يتّم اكتشافها، ولكن غاية نتنياهو هي ترهيب الجمهور ونشر حالة من الذعر. وفي مقابلة صباح أمس على القناة الثانية، قال باراك إنّه ليس هناك ما يدعو إلى أنْ يقف بلدًا كاملاً على رؤوس أصابعه وخلق قلق لا لزوم له. وأضاف: إذا كان رئيس الأركان قد قال إنّ هذا هو الوقت المناسب للتعامل مع أنفاق حزب الله، فإنّ هذا صحيح، ولكن المشكلة تكمن في الجانب السياسيّ، مُضيفًا أنّ هناك استغلالاً لهذا الشيء لخلق جوٍّ من الخوف واليقظة غير الضروريين.. ليس من المفترض أنْ نعقد مؤتمرًا صحافيًا متوترًا بوقت الذروة، حول عملٍ عاديٍّ يتّم داخل الأراضي الإسرائيلية. ودافع باراك عن موقفه في الانسحاب من لبنان وقال: لو بقي الجيش في لبنان لكان لدينا مئات القبور والجثث المفقودة. وأضاف: ليس صدفة أنّ لا أحد مستعد للعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا قبل مغادرتنا لبنان. كما ندّدّ باراك بهجوم نتنياهو على الشرطة بعد صدور توصياتها بملاحقته جنائيا، ووصف سلوكه بأنّه خطير وأكد أنّ من الأفضل أنْ يستقيل.

        ونقلت القناة العاشرة الإسرائيليّة في التلفزيون العبري، عن مصادر سياسيّة واقتصاديّة وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، إنّ الإعلان عن انطلاق عملية جيش الاحتلال الإسرائيليّ للكشف عن أنفاق حزب الله، (درع الشمال) تسبّب بمخاوف لدى أصحاب الفنادق ومواقع الاستجمام من موجة إلغاء حجوزات، على حدّ تعبير المصادر. وبحسب القناة، فإنّ المخاوف الكبيرة تتمحور حول طول مدّة العملية التي قد تؤدي إلى انهيارٍ اقتصاديٍّ لقطاع السياحة، خصوصًا وأنّ قادة الاحتلال أكّدوا وبشكلٍ علنيٍّ على أنّ أعمال هدم الأنفاق قد تستمّر عدّة أشهر، الأمر الذي يُلقي بظلاله السلبيّة على فرع السياحة في شمال الكيان الإسرائيليّ.

           ورأى مُحلّل الشؤون الأمنيّة والإستراتيجيّة في صحيفة معاريف العبريّة، أنّ الحرب ليست على الأبواب، لافتًا إلى أنّ إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ عن بدء عملية “درع الشمال”، هي فعلًا مفاجأةً دراماتيكيّةً وتخلق واقعًا جديدًا على الحدود الشمالية. لكن، استدرك قائلاً، إنّ الطلب من سكان الشمال متابعة حياتهم الطبيعية، باستثناء أماكن صغيرة بالقرب من المطلة التي أُغلقت أمام المزارعين، يدُلّ على أنّ الجيش يُقدّر في هذه المرحلة عدم وجود تخوّفٍ من نشوب حربٍ وذلك لعدة أسباب: أولاً، عمليات تعطيل الأنفاق ستجري في أراضٍ خاضعة لإسرائيل، كي لا يُعطى حزب الله ذريعة لفتح النار وتعطيل الحفريات. ثانيًا، يمكن التقدير أنّ حزب الله عرف منذ زمن أنّ إسرائيل اكتشفت خطة أنفاقه الهجومية، وهو يعلم ذلك من خلال مراقبته استعدادات الجيش الإسرائيليّ على طول الحدود. ثالثًا، الأنفاق المعدّة كي يستخدمها حزب الله لتسلّل مفاجئ إلى إسرائيل كجزءٍ من خطط احتلال الجليل التي يتباهى بها حسن نصر الله، هي أداة حرب ثانوية بالنسبة إلى الطرفين. وشدّدّ المحلل على أنّ إسرائيل تشعر بالقلق من 120- 150 ألف صاروخ لدى حزب الله، وخصوصًا من المسعى الذي بُذل في العامين الأخيرين لتطوير صواريخ دقيقةٍ، أكثر بكثيرٍ ممّا تشعر بالقلق من الأنفاق التي سيجري العثور عليها في الأسابيع المقبلة.

          وتحت عنوان: الشرطة الإسرائيلية تعد ملفا ضد نتنياهو، كتب زاؤور كاراييف، في سفوبودنايا بريسا، حول تزعزع وضع نتنياهو في إسرائيل: فقد شرعت الشرطة الإسرائيلية في سلسلة من التحقيقات ضد نتنياهو. الاتهامات الموجهة ضده، إن جاز التعبير، تقليدية. فعلى الأقل، في معظم الحالات تجري محاكمة السياسيين على مثل هذه الجرائم بالضبط. نتنياهو، متهم بالاحتيال والفساد وسوء استخدام السلطة. ورجحت المستشرقة الروسية كارينا غيفورغيان، أن تحال القضية إلى المحكمة، لكنها لم تتنبأ بقرار ما. وفي الإجابة عن سؤال: هل هذا هو السبب في أن إسرائيل قامت فجأة بعملية "درع الشمال" على الحدود مع لبنان من أجل إنقاذ سمعتها الملوثة؟ قالت:

قد يعمل نتنياهو على ذلك. بالمناسبة، صرحت المعارضة الإسرائيلية بأن العملية ضد قوات لبنانية معينة، والتي بوشرت للتو، قد تم إطلاقها على وجه التحديد لأغراض سياسية داخلية. نتنياهو لديه مشاكل. الضغوط جدية. أستطيع افتراض أن مؤسسات القوة غير راضية عنه. هذا واضح تماما، سواء في الجيش أم الشرطة، وهلم جرا. هذا الاستياء، واضح للعيان، لكنني لا أعرف إن كانت مستوياته كافية لإقالة (نتنياهو) أم لا. وحول الأعمال الخارجية لإسرائيل، فقد عبّر الرئيس روحاني عن ذلك بشكل جيد، فقال: "أعرف لماذا يطور نتنياهو الهستيريا المعادية لإيران ويصعّدها، لأنه يعاني من مشاكل كبيرة داخل البلاد". وروحاني، إلى جانب كونه رجلا ذكيا، فلديه أيضا معرفة ومعلومات كافية. وهو لم يُلق بهذه الكلمات جزافا، فما قاله يطابق الواقع.

          وتحت عنوان: أنفاق حزب الله، كتب عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو ما الذي ستفعله إسرائيل بعد أن كشفت عن وجود أنفاق للحزب تمتد لعشرات الأمتار في العمق الإسرائيلي... وهي أنفاق وصفها الجيش الإسرائيلي بالهجومية، وذكرته بما كان لأنفاق حماس والجهاد. وتابع: نتنياهو، قرر ابتداءً، أن يستنفد حملته الهجومية، دعائياً ضد الحزب، وبالأخص ضد إيران، وأراد بهذا «الكشف الاستراتيجي» أن يعيد شحن حملات التجييش والتأليب التي يخوضها ضد إيران بطاقة جديدة... لكن إسرائيل في المدى المرئي، ليست بوارد خوض حرب شاملة على لبنان وحزب الله، وهذا ما سعى الجيش لتأكيده في بيانات وتصريحات متعاقبة، مؤكداً أن «درع الشمال» ليست قراراً بالحرب... مع أن أحداً ليس بمقدوره ضمان عدم الانزلاق من الاحتكاك المحدود والقريب، إلى الحرب الشاملة، سيما في مناخات التوتر والمواجهة بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها في سورية من جهة ثانية، وعلى خلفية الاحتدام في العلاقات الأمريكية الإيرانية. وأوجز الكاتب: سيستمر الجدل اللبناني – الإسرائيلي حول قضية الأنفاق، بموازاة جدل لن يقل احتداماً بين اللبنانيين أنفسهم... سيجد نتنياهو مزيداً من الذخائر في حملته على إيران والحزب، وسيضاف إلى أسباب فرقة اللبنانيين وانقساماتهم، سبب آخر أكثر سخونة واحتداماً.

        وكتبت افتتاحية الخليج الإماراتية: تبدو الخيارات أمام نتنياهو محدودة؛ فهو مطوق بتهم الفساد، والآن بتهمة إساءة وتشويه سمعة زوجة أحد الوزراء. فإلى أين المفر؟ تهم الفساد بانتظاركم، وغزة من ورائكم، والشمال من أمامكم.. وكلها خيارات صعبة!

          وتساءل يونس السيد في الخليج الإماراتية أيضاً:  ما وراء «درع الشمال». ورأى انّ عملية «درع الشمال» التي أطلقتها «إسرائيل» لتدمير أنفاق «حزب الله»، طرحت أسئلة أكثر بكثير مما قدّمته من إجابات عن السبب أو الأسباب الحقيقية التي دفعتها لتنفيذ هذه العملية بالشكل الذي تتم فيه، وفي هذا التوقيت بالذات. ولفت إلى أنه لا يمكن تصديق أن «إسرائيل» بكل ما تملكه من إمكانات تقنية وكل وسائل التكنولوجيا الحديثة والمتطورة لا تعلم بوجود هذه الأنفاق أو محاولات جعلها عابرة للحدود، في ظل تصريحات عديدة عن نقل المعركة إلى الجانب «الإسرائيلي» في أي حرب مستقبلية. وتساءل: لماذا إذاً يتم تصوير الأمر وكأنه مفاجأة، ويجري حشد المعدات والآليات العسكرية في عملية حددت أهدافها مسبقاً، وهي اكتشاف وتدمير أنفاق «حزب الله» على الجانب الذي تسيطر عليه «إسرائيل» دون الذهاب إلى الجانب اللبناني من الحدود. ومنذ متى كانت «إسرائيل» التي تلاحق «حزب الله» والقوات الإيرانية في سورية، تقصر عملياتها على الجانب الذي تسيطر عليه؟ وأضاف: تشير المعارضة «الإسرائيلية» إلى أن نتنياهو يسعى إلى تصدير أزماته الداخلية عبر إعطاء الأولوية للأمن. لكنْ ثمة وجه آخر للعملية، وهو أن «إسرائيل» التي قيّدت حركتها في سورية... أصبحت تتحدث عن انتقال الأنشطة الإيرانية وتركيزها في لبنان، ما يعني انتقال المواجهة إلى هناك... ولكن اقتصار عملية «درع الشمال» على الجانب «الإسرائيلي» يشير، بحد ذاته، إلى تراجع قدرة الردع لدى جيش الاحتلال وعجزه عن تنفيذ تهديداته في الشمال أسوة بما حدث في الجنوب، لكن كل ذلك قد لا يمنع «إسرائيل» من الدخول في حرب جديدة، رغم كل ما يترتب عليها من نتائج وتداعيات.

             وفي الأهرام، وتحت عنوان: عملية درع الشمال: محاولة للفهم، كتبت د. نيفين مسعد: في العلاقات الدولية من المألوف أن تهرب بعض النظم إلى الأمام و تحاول صرف اهتمام المواطنين عن المشكلات الداخلية بتضخيم بعض الأزمات الخارجية أو حتى افتعالها، وشيء من هذا يوجد في إعلان نتنياهو الأخير عن اكتشاف أنفاق لحزب الله. لكن في الوقت نفسه فإن كون حزب الله يمثل مشكلة بالنسبة لإسرائيل فتلك حقيقة لا يمكن إنكارها، وفى بعض مراحل تطوُر الصراع السوري أوشكت المواجهة بين إسرائيل وإيران أن تنتقل إلى لبنان... لكن عامل توازن الردع أدى لتغليب العقل. وبالتالي فإن قصة أنفاق حزب الله هي حلقة جديدة من حلقات التصعيد الإسرائيلي تهدف إلى حشد الرأي العام العالمي ضد الحزب واستهدافه بمزيد من العقوبات. ومن جانبها فإن الولايات المتحدة مستمرة بدورها في التصعيد ضد حزب الله. هل يعنى ذلك إذن أن إسرائيل قررت نقل ساحة المعركة من سوريا وغزة إلى لبنان؟ غير صحيح بسبب وجود عامل مشترك هو إيران يجمع بين هذه الساحات الثلاث، وهذا هو المعنى المقصود من وراء المطالبة بإخضاع النفوذ الإقليمي لإيران لمفاوضات تكميلية لاتفاقها النووي.

وتابعت المحللة في الأهرام: إن إسرائيل تجد نفسها بعد قرابة ثماني سنوات من الربيع العربي في مأزق استراتيجي حقيقي، فبقدر ما أدت الفوضى التي اجتاحت المنطقة إلى شغل العديد من الدول العربية بأمورها الداخلية فإنها أدت إلى تعميق الوجود العسكري الإيراني في الجوار المباشر لإسرائيل أي في سورية. لذلك لا تستطيع إسرائيل أن تغمض عينيها أبدا عن الدور الإيراني في سورية، وهى تواجه هذا الدور بالأداة العسكرية أحيانا، وبالأدوات السياسية أحيانا أخرى، ويدخل في ذلك محاولات إغراء إيران بالخروج من سورية مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية عليها وهي محاولات تتوسط فيها أطراف عربية وأخرى غير عربية. وختمت المحللة: إن تشابك الملفات الإقليمية لا يدع مجالا لمحاولة الفصل بينها، وهذا عنصر أساسي من عناصر صعوبة موقف إسرائيل لأنها مضطرة لخوض المواجهة على ثلاث جبهات، وإذا ما قُدّر للمعضلة اليمنية أن تمضى على طريق التسوية السياسية واضطُر الحوثيون لتقديم حد أدنى من التنازلات لصالح قوى الشرعية فإن هذا سيؤدى لاهتمام إيراني أكبر بالمشرق العربي، فعن أي تحول إسرائيلي عن الساحة السورية نراهم يتحدثون؟

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.