تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

(السترات الصفراء) تفتح أبواب المجهول أمام مستقبل ماكرون

مصدر الصورة
سانا

متحدين الإجراءات الأمنية المشددة وقنابل الغاز وحتى مدرعات الشرطة واصل آلاف الفرنسيين غليانهم الشعبي الاحتجاجي في مختلف المناطق الفرنسية ما يفتح التكنهات حول مستقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يجد نفسه وحكومته مرغمين على مراجعة سريعة لسياساتهم الاقتصادية وإجراء تعديلات على مسارها لاحتواء الحركة الاحتجاجية المتدحرجة في البلاد.

الحركة الاحتجاجية التي سماها البعض “الثورة الصفراء” التي اجتاحت البلاد كالنار في الهشيم تعد بمثابة القطرة الأخيرة في صبر الفرنسيين غير الراضين عن السياسات الاجتماعية والاقتصادية العامة لقيادة ماكرون منذ انتخابه عام 2017 والتي أدت إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية للسكان وارتفاع تكاليف المعيشة ما أثقل كاهل الفرنسيين وخاصة الفقراء منهم.

نحو 31 ألفا من متظاهري الحركة جددوا خلال احتجاجاتهم اليوم في عموم فرنسا المطالبة باستقالة ماكرون كما طالبوا بخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي.

ورفع المشاركون فى المظاهرات التى قابلتها الشرطة الفرنسية بالقمع واطلاق الغازات المسيلة للدموع لافتات تستنكر سياسات ماكرون فى وقت تجاوزت فيه أعداد الذين اعتقلتهم الشرطة الـ 700 شخص.

الصفيح الساخن الذي فجرته حركة “السترات الصفراء” دفع وزير داخلية ماكرون كريستوف كاستانير إلى وصف الحركة بأنها وحش خرج عن السيطرة مهددا وعارضا تدابير أمنية واسعة النطاق من ضمنها استخدام المدرعات ونشر 89 ألف شرطي وعنصر بينما وصف المدير العام للدرك الوطني ريشار ليزوري التدابير التي ستعتمد بأنها غير مسبوقة.

السلطات الفرنسية وخوفا من اتساع نطاق الاحتجاجات المستمرة سارعت في وقت سابق إلى تجميد زيادة ضريبة الوقود وهو الإجراء الذي أشعل الشارع بالأساس كما اعلنت عزمها النظر في ضريبة الثروة التي تعتبر هدية للأغنياء غير أن ذلك لم ينجح في وقف حركة الاحتجاج التي باتت تتطور خارج الأطر المحددة.

المتحدث باسم حركة السترات الصفراء بينجامين كوشي وردا على قرار رئيس وزراء فرنسا إدوار فيليب تعليق الزيادات المرتقبة على ضرائب الوقود قال: إن الفرنسيين لا يريدون الفتات بل يريدون الخبز بينما تحدث أحد المشاركين في حملة الاحتجاجات ويدعى كريستوف شالينكون بصراحة أكبر حين قال: “يعتقدون أننا حمقى” ما يشير إلى أن تراجع ماكرون وحكومته وخضوعهما لبعض المطالب لن يسهما في تهدئة احتجاجات السترات الصفراء.

صحيفة لوموند كبرى الصحف الفرنسية قالت تعليقا على الأحداث في فرنسا: إن أهم ما يميز يوم السبت في العاصمة الفرنسية هو التعبئة الشاملة من طرف السلطات الأمنية والحكومة مبينة أن التعبئة تشمل العناصر الأمنية وأصحاب المحلات التجارية وحتى بائعي المحروقات إذ أن المناطق الإدارية في العاصمة أصدرت أوامر لحظر بيع ونقل الوقود والمحروقات والمنتجات القابلة للاشتعال والمواد الكيميائية.

ماكرون الذي تراجعت شعبيته كثيرا ويعاني جراء هذه الحركة الشعبية الاحتجاجية يتجه للخروج من المأزق عبر بوابة إقالة الحكومة إذ أنه جرت العادة في فرنسا أن رئيس الوزراء كان دائما يلعب دور كبش الفداء عندما تتعثر أمور الرئيس بينما يرى مراقبون أن الخطوة التي يمكن أن يقوم بها ماكرون هي حل الجمعية الوطنية مجلس النواب والإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة الأمر الذي طالبت به زعيمة حزب الاتحاد الوطني ماري لوبان وربما يعد ذلك الخطوة الأخيرة لانقاذ نظامه من السقوط.

دليانا أسعد

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.