تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: احتجاجات باريس بداية انتفاضة شاملة ضد الأغنياء المتخمين... الاتحاد الأوروبي القطب الخاسر في دومينو عالمي جديد..؟!

مصدر الصورة
sns

تساءل تقرير في صحيفة الأخبار: هل تشهد احتجاجات فرنسا مزيداً من التصعيد والتأزم، خلال الجولة الخامسة من تظاهرات «السترات الصفراء» المرتقبة اليوم؟ أم هل تتجه الأمور نحو انطفاء جذوة التمرد الشعبي تدريجاً بفعل المخاوف الأمنية التي عادت لتلقي بظلالها على الحركة الاحتجاجية، إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف سوق الأعياد في مدينة ستراسبورغ، وبعد «الوعود» التي قدّمها إيمانويل ماكرون؛ المخاوف الأمنية أثارت كثيراً من الجدل في أوساط الطبقة السياسية الفرنسية ولدى أصحاب «السترات الصفراء» أنفسهم؛ تقديرات وزارة الداخلية أشارت، أمس، بأن الأمور تتجه نحو «سبت أسود» جديد، خصوصاً في العاصمة باريس. وكشف محافظ شرطة باريس، بأن مصالحه تستعد لـ«سيناريو أصعب من السبت الماضي»، وبخاصة على جادة الشانزليزيه. فقد رصدت مصالح الأمن ست مجموعات على «فيسبوك» تدعو إلى التجمع على الشانزليزيه، ولوحظ أن تلك الدعوات لقيت تأييد نحو 24 ألف شخص أكدوا أنهم سيشاركون هذا «الحدث»، بينما عبّر 66 ألفاً عن اهتمامهم بالحدث، من دون التوضيح إن كانوا سيشاركون فيه.

وكتبت داريا أسلاموفا، في صحيفة كومسومولسكايا برافدا، حول جوهر الاحتجاجات الشعبية في فرنسا، واحتمالات تحولها إلى ثورة شعبية؛ انسوا نظرية المؤامرة!.. لا توجد قوة سياسية تقف وراء حركة "السترات الصفراء". حتى إن أحدهم فكر في إلقاء اللوم على الروس. هذه مزحة. هذه حركة لا تشكلها قوى سياسية داخلية أو خارجية. هذا ليس الربيع العربي. وليس أوكرانيا، حيث ألقى الأمريكيون خمسة مليارات دولار للمعارضة. لا القادة السياسيون ولا النقابات ولا الطلاب لديهم أي علاقة بـ "السترات الصفراء". من بدأ ذلك كله؟ الناس الذين لفظهم النظام السياسي منذ عدة عقود. من القرى والمدن الصغيرة؛ فرّ معظمهم من المدن الكبيرة إلى الضواحي عندما ارتفعت الأسعار إلى السماء. في الضواحي، وجدوا المهاجرين مع مساجدهم، والإسلام والطعام الحلال، أولئك الذين يعيشون على الضمان الاجتماعي (أي على ضرائب الفرنسيين البيض!) فانطلقوا إلى البلدات والقرى في الأرياف. إنهم، شغيلة فرنسا الحقيقيون المنسيون! هذه هي انتفاضة الفرنسيين، ضحايا الأزمة التي خلقها الرأسماليون الجدد. هذا الانفجار، شيء جديد. البروليتاريا والطبقة الوسطى، معا، ضد "بوبو" (البوهيميا البرجوازية). المقاتلون من أجل السيادة، ضد العولميين. الطبقة العاملة، ضد المضاربين الماليين والطفيليين. الواقعيون، ضد الأيديولوجيات. باختصار، صراع طبقي في نسخة معاصرة.

وتابعت الكاتبة: في الجوهر، نحن نعيش في ثلاثينيات القرن العشرين، عندما كانت في الأمام حرب عالمية أخرى. هذه فترة قصيرة من الهدوء. بصمت تام من وسائل الإعلام، أقرت الأمم المتحدة لتوها اتفاق مراكش للهجرة؛ الآن، يمكن لأي شخص أن يكون مهاجرًا اقتصاديًا. وعلى الدول السماح له بالدخول. يصبح الحق في الهجرة من "حقوق الإنسان"؛ سوف تغير هذه الاتفاقية بالكامل السكان في أوروبا. هذه هي الضربة النهائية للمسيحية البيضاء. لكنه واحد فقط من السيناريوهات. السلطة الأوليغارشية، متغطرسة. المصرفيون، ليسوا بصدد التراجع. أمامنا أزمة عالمية جديدة. المخرج: إما ثورة شعبية ... أو حرب عالمية ثالثة. الاستعداد على قدم وساق. في الواقع، لم يعد أحد يخفي ذلك. الحرب، دائما خيار أمام الدوائر الحاكمة عندما تغرق. وكبش الفداء، كما هو الحال دائما، روسيا...

ونشرت صحيفة فايننشال تايمز مقالاً كتبه مارتن وولف تناول احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق، وصف فيه هذا السيناريو بأنه كابوس. وقال إن بريطانيا والاتحاد الأوروبي يتجهان ببطء نحو “بريكست بلا اتفاق”، مضيفاً أن نجاة رئيسة الوزراء تيريزا ماي من سحب الثقة منها في التصويت الذي أجري بحزب المحافظين، لا يغير هذه الحقيقة. وحذر من أن هذه النتيجة ستكون بمثابة “كارثة” لبريطانيا، كما أنها ستكون سيئة لباقي دول الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن “الوقت بدأ ينفد”، مشيراً إلى أن على بريطانيا والاتحاد الأوروبي العمل على إعادة التفكير بسرعة. وتابع: رئيسة الوزراء البريطانية لا تزال في منصبها، لكن ليس لديها أي سلطة، فالمعارضة في حزبها (وفي الحزب الديمقراطي الوحدوي) تحول دون تمرير اتفاق بريكست من دون دعم المعارضة أو حدوث انقسام كبير في حزبها.

وأشار إلى أن هذا الانقسام يجب أن يكون كبيراً بما يكفي لتمرير الاتفاق، مضيفاً أن ماي قد تتفق مع حزب العمال على الانضمام إلى المنطقة الاقتصادية الأوروبية أو تدعو إلى إجراء استفتاء آخر. وأردف أن هذه الخيارات أفضل من عدم التوصل إلى اتفاق. وأوضح: “في الحقيقة نتجه إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاق، وهذا يعد ضرباً من الجنون”. وختم بالقول إن تداعيات عدم إبرام اتفاق بشأن مغادرة الاتحاد ستكون باهظة اقتصاديا وسياسيا، محذرا من "حالة الفوضى" التي ستصيب الملايين من مواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا والبريطانيين في دول الاتحاد، وكذلك التعاملات مع الشركات والتعاون في المجالات الحيوية مثل الشرطة ومكافحة الارهاب.

وكتب د. خطار أبودياب (أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك – باريس) في العرب تحت عنوان: الاتحاد الأوروبي القطب الخاسر في دومينو عالمي جديد؛ تهبّ على أوروبا عواصف سياسية متلاحقة تنذر بالمزيد من الاضطراب وتذكّر بمرحلة ما بين الحربين العالميتين ومآلاتها المعروفة. وفِي هذا الوقت تبدو إدارة ترامب مغتبطة بهذا التفكك الذي تراهن عليه كي يتم تطويع الحلفاء تحت راية واشنطن. أما الرئيس بوتين، الذي بدأ منذ العام 2008 التقدم في الجوار الروسي، فيرمق الاتحاد الأوروبي لجذب بعضه مراهنا على شعبويين ووطنيين أكثر حماسا للتعاطي مع موسكو. أما الصين البعيدة فتخترق الاتحاد الأوروبي من شرقه إلى البرتغال تحت يافطة “طرق الحرير الجديدة”؛ إنه نوع من دومينو عالمي جديد تصبح فيه أوروبا الحلقة الأضعف ضمن التوازنات الدولية، والقطب الخاسر ضمن نظام دولي متعدد الأقطاب يمكن أن ينبثق يوما من رحم مرحلة التخبط الحالية والفوضى الاستراتيجية التي تسودها في عالم من دون قواعد حوكمة وفِي أوروبا من دون ربان في غياب الشخصيات الكاريزمية.

وقد برزت في الأيام الأخيرة أزمات حادة طالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الدول الرئيسية في الغرب الأوروبي. واتضح كم أن البريكست الذي هزّ الاتحاد الأوروبي يهزّ اليوم أكثر المشهد الداخلي البريطاني، وتبيّن أن الطموح الأوروبي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخذ يتبدد تحت وطأة حركة “السترات الصفراء”. ومع تعيين خليفتها على رأس الحزب الديمقراطي المسيحي أخذ يخبو نجم أنجيلا ميركل التي رافقت صعود وانتكاس الاتحاد الأوروبي؛ وبالإضافة إلى هذا الاهتزاز الداخلي يبدو الاتحاد قطبا محاصرا بين كماشة أحادية ترامب واختراق بوتين. وهكذا ترتسم سنوات عجاف بالنسبة للفكرة الأوروبية التي تتعرض لتسونامي الصعود الشعبوي والهوياتي، وكذلك لإمكانية انعكاس الأزمات الداخلية والتفاوت الاجتماعي الحاد على ديمومة الاتحاد الأوروبي بحد ذاته إذا لم ينبثق مشروع استنهاض ينقذ الاتحاد من كبوته. وختم الكاتب: ستكون انتخابات البرلمان الأوروبي في أيار 2019 امتحانا لقدرة التيارات الشعبوية والمتشددة على تقويض الفكرة الأوروبية. وخلال السنوات القادمة سيتبيّن ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيتجاوز التهديد المصيري الذي يواجهه ويتحول إلى مجرد سوق مشتركة وقطب تجاري، أم سيجد في الاتحاد وتجديده خير كيان في مواجهة القوميات المستيقظة والشعبويات الصاعدة والقوى العالمية الأخرى المتربّصة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.