تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ذكرى إنزال العلم الأمريكي من العراق… كل احتلال مصيره الزوال

مصدر الصورة
سانا

يستحضر الشعب العراقي اليوم الذكرى السابعة لانزال علم الاحتلال الأمريكي من أراضيه بعد تسع سنوات من الاحتلال أدت إلى مئات آلاف الضحايا وتشريد الملايين منهم داخل وخارج بلادهم عدا عن ظهور وانتشار التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم “داعش” وتدمير بنى العراق التحتية.

ففي 15 كانون الأول عام 2011 أسدلت القوات الأمريكية الستار على 9 أعوام من غزوها للعراق بإغلاق مركزها الرئيسى فى بغداد واجلائها عن البلاد وشهد مطار بغداد الدولي انزال علم المحتل مع انسحاب “قوات المارينز” ورفع العلم الوطني العراقي ليحتفل العراقيون بلحظة التحرير وبداية عهد جديد بعد قصة دموية طويلة.

الغزو الأمريكي للعراق الذي جاء تحت مزاعم واهية من قبيل امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل والذي ثبت بالدليل القاطع عدم صحتها كان الهدف منه هو جعل العراق بلداً ضعيفاً لا يمتلك القدرة على الدفاع عن نفسه وموارده وحقوقه وثرواته إلا أن الشعب العراقي دفع من خلال مقاومته وتلاحم قواه الوطنية بالقوى الغازية إلى الانسحاب.

العديد من المحللين والسياسيين الأمريكيين أكدوا أن الاحتلال تمخض عن فشل ذريع وان واشنطن ارتكبت خطأ استراتيجيا فادحا بغزوها العراق فهذا الاحتلال الذي قاد حملته الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الابن وواصله خلفه باراك اوباما كلف الولايات المتحدة وفقا للارقام الأمريكية الرسمية 4474 قتيلا و33 ألف جريح كما خسرت واشنطن حوالي تريليون دولار قبل أن ترحل قواتها تجر أذيا ل الهزيمة.

ومن جملة الانتقادات لغزو العراق ما اوضحه آندرو باكيفيتش أستاذ العلاقات الدولية والتاريخ بجامعة بوسطن بان الولايات المتحدة لم تحقق نصرا عسكريا ولم تنجز أهدافا إستراتيجية من هذه الحرب التي كلفتها آلاف القتلى والجرحى مشيرا إلى أن نهاية غزو العراق شكلت “نهاية للهيمنة الأمريكية” فيما اكد الدكتور أنطوني كوردسمان الخبير العسكري بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن أن غزو العراق آل إلى “خسارة استراتيجية” للولايات المتحدة.

فتح الغزو الأمريكي أبواب الجحيم على حاضر العراق ومستقبله بل وماضيه أيضا وشهدت تلك الحقبة الدموية نهب أطنان من احتياطات العراق من الذهب والأرصدة كما شهدت متاحفه أكبر عملية سطو في التاريخ ولاحقا اجتاحتها عمليات تدمير شامل لما تبقى من شواهد الماضي.

ورغم انتهاء هذا الفصل الأسود من تاريخ العراق باندحار الغزاة الأمريكيين عن أرضه إلا أنه بقي في قلب المخططات الأمريكية والغربية الرامية إلى السيطرة على مقدراته ومقومات قوته وتفتيته خدمة لمصالحها في المنطقة فكانت أدوات هذا الاحتلال من تنظيمات إرهابية وعلى رأسها تنظيم “داعش” التي زرعت في أرض العراق لتستكمل تحقيق المخططات والأهداف الأمريكية والغربية فيه.

واليوم تعاود الادارة الامريكية وتحت زعم مكافحة الإرهاب الذي أوجدته في العراق والمنطقة عموما الولوج مجددا إلى الساحة العراقية من بوابة ما يسمى “التحالف الدولي” لمكافحة الإرهاب والغاية والهدف يبقيان واحدا وهو زعزعة استقرار العراق والمنطقة وخدمة مصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي فيها.

وتبقى ذكرى انزال العلم الأمريكي بعد سنوات من احتلال العراق حافزا إضافيا لمواجهة كل المشاريع الغربية والأمريكية التي تحاك مجددا ضد أرض الرافدين من بوابة التنظيمات الإرهابية المدعومة غربيا وأمريكيا كما تشكل حافزا قويا للتصدي لكل أنواع وتداعيات الغزو الأجنبي لهذا البلد تحت أي ذريعة أو شعار.

علي مجد

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.