تراجع عدد السياح في سويسرا في شكل لافت العام الماضي، وعلى رأسهم اليابانيون والروس، إذ تراجعت حركة الحجوزات الفندقية لليابانيين نحو 11 في المئة، في أول انهيار قياسي منذ عام 2007، بينما تراجع عدد السياح الروس نحو 7.5 في المئة.
وفي ما يتعلق بموسم الشتاء، يتوقع أصحاب الفنادق السويسرية تدهور حجوزات السياح الروس نحو 50 في المئة، كما يتوقع تراجع حركة السياح اليابانيين حتى آذار المقبل نحو 25 في المئة دفعة واحدة. وبذلك، تفتقر سويسرا حالياً لخطط فعالة لمكافحة تراجع عدد السياح، لا سيما من دول محددة، عاماً تلو الآخر.
وعزا خبراء سويسريون تراجع عدد السياح الروس إلى انهيار الروبل الروسي، الذي هبط أمام العملات الصعبة أكثر من 30 في المئة خلال شهور قليلة. ومنذ مطلع عام 2014، تدهورت قيمة الروبل أمام الفرنك السويسري نحو 50 في المئة تقريباً، كما أن العلاقات السياسية الروسية مع الخارج، التي تسوء تدريجاً، لعبت دوراً في عدم تشجيع الروس، حتى الأغنياء منهم، على السفر لأهداف سياحية. ولا تقل مشاكل الين الياباني أهمية عن مشاكل الروبل، ففي العام الماضي هوت قيمة العملة اليابانية أمام الفرنك أكثر من 25 في المئة. ولذلك أصبح المواطن الياباني أكثر اهتماماً بتغطية معيشته الشهرية بدلاً من تخصيص جزء من موازنته لأغراض السياحية، علماً أن السياح الروس واليابانيون، من الطبقات الاجتماعية المتوسطة وما دون، كانوا يساهمون بنحو 23 مليون فرنك من موازنات الفنادق السويسرية خلال فصل الشتاء فقط.
وتبقى أحوال حجوزات الفنادق في مناطق سياحية مشهورة دولياً، مثل زيرمات، جيدة، في حين يحتل السياح الروس المرتبة الرابعة لجهة الحجوزات الفندقية في هذه المدينة الصغيرة، بعد السويسريين والألمان والبريطانيين. وعلى رغم أن أصحاب الفنادق والمطاعم السويسريين منقسمون بين متشائم ومتفائل بعام 2015، إلا أن الجميع لا يزال يراهن على الحركة السياحية من الصين ودول الخليج، إذ أن حركة السياحة من روسيا واليابان لن تتغير على الأمدين القصير والمتوسط.
وأظهرت النتائج المالية المسجلة أخيراً ارتفاع حركة السياح الصينيين إلى سويسرا نحو 13.5 في المئة خلال الشهور الـ10 الأولى من عام 2014، بينما قفزت حركة السياح الخليجيين أكثر من 23 في المئة. واللافت أن أكثر من 40 في المئة من السياح الصينيين والخليجيين يخصص ما لا يقل عن 600 ألف فرنك خلال زيارته سويسرا لفترة قصيرة.
