الإعلامية مها جميل الباشا
أن تأتي متأخراً خير من ألاّ تأتي أبدا ... أو ممكن أن نقولها بطريقة أخرى أن تبدأ متأخرا خير من ألا تبدأ على الإطلاق .. هذه الكلمات لها وقع كبير في ما تعانيه شعوب المنطقة العربية من إرهاب ممنهج أعد له بعقلية دموية يصعب على أي يكن استخدامها إلا العقل الصهيوني ..
ساعات وينطلق في العاصمة دمشق المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب الذي سيناقش مسألة الإعلام التكفيري، كم نحن اليوم أحوج إلى التعاون والتضامن في وجه ما يهدد وجودنا وكياننا وهويتنا وثقافتنا العربية.
بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى ما تعانيه شعوبنا العربية اليوم من ويلات و قتل وتدمير يصعب على الحجر تحملها، فإن التوافق على الرؤية في مواجهة الإرهاب ودعم مؤسسات الدولة في حربها ضد الإرهاب له اثر كبير في تحقيق المبتغى، لكن في غياب الحكومات والأحزاب السياسية التي لها السلطة في تنفيذ ما سينبثق عن تلك المؤتمرات من نتائج يكون من الصعب إنجاح مضامينها.
من يطلع على أجندة المؤتمر يدرك مدى اهمية كل بند من بنوده من حيث دراسة الوضع الإعلامي الراهن، وبحث التحديات وتحديد رؤية مستقبلية، وإطلاق مشروع إعلامي يكون بمثابة مشروع مضاد للمشروع المعادي الراعي والداعم للإرهاب في المنطقة..
كل ما ذكر جيد لكن بعد أن تمّ تعريف هوية الإعلاميين المشاركين في المؤتمر (إذا ما فرضنا بأن القادمين من روسيا والصين وإيران والعراق ولبنان والجزائر على ثقة بأنهم سيبذلون قصارى جهدهم للتعاون في تطبيق ما سينتج من توصيات أو قرارات عن المؤتمر) ماذا عن القادمين من تركيا وأفغانستان وباكستان ومصر والمغرب والبحرين والأردن والسودان والسعودية وتونس وقبرص وبريطانيا وألمانيا والكويت إذا ما فرضنا بانهم بحاجة إلى دعم حكوماتهم لهم في تنفيذ ما ينبثق عن المؤتمر.. كلنا يدرك ويعلم بأن هذه الدول قدمت الدعم المالي واللوجستي للمسلحين الوافدين إلى سورية.
الإرهاب عدو سرطاني خطير لا بد من وضع آليات جديدة لمواجهة فكره المتطرف تبدأ من البيت والمدرسة ولا تنتهي بمؤتمر إعلامي.. لكن الأكيد لا بد أن نهزمه مهما كلفنا الأمر ..
