تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

«روسيا اليوم» تتصدّر قائمة قنوات السوريين المفضّلة

مصدر الصورة
السفير

علاء حلبي

منذ بداية الحرب في سوريا، تبدّلت قائمة القنوات الأكثر متابعة في الشارع السوري أكثر من مرّة، تبعاً للتغيّرات السياسية والميدانية. ساعد في ذلك تردي أداء الإعلام المحلي الذي تمترس خلف حدود رسمها لنفسه بنفسه، فانفصل في أوقات كثيرة عن الواقع، وعجز عن منافسة وسائل الإعلام الأخرى.

في المناطق التي خرجت عن سيطرة الدولة، ظهرت وسائل إعلام مؤيّدة للفصائل المقاتلة، لكنّها لم تكن وحدها من ينافس الشاشات السوريّة على اهتمام المشاهدين، إذ تقدّمت قنوات ذات مواقف مؤيّدة للنظام.

مع بداية الأحداث في سوريا في العام 2011، وفي ظل حالة «الإنكار» التي عاشها الإعلام السوري للتظاهرات على الأرض، تصدّرت وسائل الإعلام الخليجية المشهد، لتغدو «الجزيرة» و»العربيّة» من أكثر القنوات متابعة في سوريا، وسط تعتيم وسائل الإعلام السورية على الكثير من الأحداث.

مع دوران رحى الحرب، وتنامي نفوذ القوى «الجهادية»، وَسَّعت وسائل الإعلام الخليجية من دائرة نشاطها، واعتمدت في محطّات كثيرة، نبرة دعائيّة لتلك الفصائل. ومع وقوعها في مطبات عديدة، ونشرها لأخبار كثيرة عارية من الصحة لمجريات المعارك، اهتزت صورة تلك القنوات بشكل كبير في أوساط المعارضين أنفسهم. تزامن ذلك مع تنامي الدور الإعلامي للفصائل «الجهادية» التي اعتمدت على منابر خاصة بها، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحولت في مواطن عديدة إلى مصدر رئيسي للأخبار، فحازت على اهتمام المتلقي السوري الباحث عن الخبر.

لاحقاً، ومع إعلان حزب الله دخوله رسميّاً ساحة القتال في الميدان السوري، انحاز المشاهد السوري إلى بعض القنوات الإيرانيّة، وفي مقدّمتها قناة «العالم» الناطقة بالعربيّة، إلى جانب قناة «المنار». وصارت القناتان من القنوات الأكثر متابعة في سوريا، خصوصاً مع نشر تفاصيل وصور حصرية لبعض المعارك إلى جانب لقطات وتسجيلات دقيقة لما يجري على خطوط التماس، بمرونة افتقد لها الإعلام السوري الرسمي.

الآن، ومع دخول القوات الروسية إلى دائرة الحرب، انحاز اهتمام السوريين بشكل كبير نحو قناة «روسيا اليوم» التي تحظى بشعبيّة كبيرة منذ أعوام، بسبب منحها مساحة كبيرة للحدث السوري في نشراتها الإخباريّة، وبرامجها الحواريّة. تعاظمت شعبيّة «روسيا اليوم» خلال الأيّام الماضية، خصوصاً بعد عمليات تجهيز القاعدة العسكرية الجوية الروسية في جبلة في اللاذقية، في وقت منعت فيه وسائل الإعلام غير الروسية من الدخول إلى تلك القواعد، أو مواكبة العمليات الروسية، ليقتصر نشاط وسائل الإعلام غير الروسية (بما فيها السورية) على نقل ما تنشره وزارة الدفاع الروسية من تسجيلات للعمليات الجوية. كذلك شكلت مواقع التواصل الاجتماعي الروسية مصدرا لأخبار الوجود الروسي، وأجواء العمل في القواعد الروسية.

الخريطة التي رسمتها تقلبات السوريين بين حين وآخر تشكل في كل مفصل منها حكاية مرحلة من مراحل الحرب، تبعتها مرحلة أخرى من دون أن تعلن نهايتها؛ إلا أن الحشد الإعلامي الروسي الكبير الموازي للعمل العسكري قد يوحي بأن مرحلة «روسيا اليوم» ستمتد لفترة أطول من سابقاتها، ويأمل السوريون أن تكون المرحلة الأخيرة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.