تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأهرام: لماذا يتراجع توزيع الصحف؟

مصدر الصورة
الأهرام

مرسى عطا الله

1 ــ بداية لعلنا نتفق على أنه فى أجواء الحرية لا قيد على الكلام سواء كان مكتوبا أو مسموعا أو مرئيا فالحرية معناها الانطلاق والاختراق ولكن بشرط أن يكون الكلام جادا وليس مرسلا وموثقا وليس ترديدا للشائعات !

ثم لعلنا نتفق أيضا على أنه ليس هناك ما يهدد حرية الصحافة فى أى بلد سوى الفهم الخاطئ لمعنى الحرية ولا أقول حدود الحرية لأن الحرية ليس لها حدود ولكن لها ضوابط تبدأ باحترام عقلية القارئ والمستمع والمشاهد وتنتهى باحترام سمعة الأفراد والهيئات فى إطار من الاحترام الأشمل والأوسع لسيادة القانون.. ولعل ذلك هو الذى يميز حرية الصحافة عن سائر الحريات الأخرى ويجعل منها التزاما ومسئولية قبل أن تكون حقا وملكية .

إن الصحافة الحرة ليست هى مقالات الشغب والتطاول التى قد تستدرج أى صحيفة نحو الانفلات وتخطى الحدود وانما الصحافة الحرة هى التى تمثلها صحف تحسن اختيار من يكتبون فيها خشية أن تقع ضحية لمعلومة خاطئة أو أن تصيب إنسانا بريئا !

وليس هناك صحافة حرة تسمح لنفسها بأن تتغلب عليها شهوة إحداث الفرقعات وإثارة الانتباه وإنما هى الصحافة التى تتغلب عليها الرغبة فى توسيع قاعدة المعرفة ونشر أضواء الاستنارة وطرح الحقائق المجردة أمام الضمير العام لكى يحكم لها أوعليها !

إن شجاعة الصحافة الحرة تبرز فى صدق الكلمات وليس فى غلظة العبارات فالشجاعة صدق لاعلاقة له بالوقاحة وأشجع الكتاب هو أكثرهم حرصا على الصدق مع نفسه ومع الآخرين لأن هذا الصدق هو الذى يوفر له سلاح الحق الذى لاتستطيع كل أسلحة الباطل أن تصمد أمامه !

والصدق لايجيء بمجرد التمنى وإنما هو بالنسبة للكاتب جهد شاق وعمل متصل وبحث دءوب وتدقيق قد يصل إلى حد الوسوسة لكى تجيء الكلمة المكتوبة أو المسموعة أو المرئية عنوانا للحقيقة فقط !

ولأن صحافة «التيك آوى» تخلو من كل هذه المبادئ فلا عجب ولا استغراب عن انصراف شريحة واسعة من الناس عن قراءة الصحف فى السنوات الأخيرة وهبوط أرقام التوزيع فى مختلف الصحف رغم الزيادة الرهيبة فى عدد السكان.. والمسألة أولا وأخيرا عرض وطلب وكلما ازدادت جودة المنتج ازداد إقبال المستهلكين عليه والعكس!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.