تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإعلام السوري.. لو لم تقع الحرب؟!

مصدر الصورة
الأيام السورية

سؤال بسيط بعيد كل البعد عن براءة السؤال… ويفتح أمام العقل آلاف النوافذ التي تتحول شاشات، يعرض كل منها تطوراً لحدث ما، بدأت ومضته في سنوات ما قبل الحرب… هل هي دعوة لإيقاف الزمن؟؟ لا… بل أعتقد أنها دعوة للبناء من جديد على ما قد بدأ العمل عليه قبل تلك السنوات المجنونة، من حرب ظالمة مجرمة طحنت كل شيء… لكنها لم تتمكن من إراداتنا ووعينا وعقولنا …

على صعيد الإعلام كنا قبل الحرب ومع بداية الأزمة قد أنجزنا قانوناً للإعلام يكاد يكون الأفضل لدى دول المنطقة، وصرنا نتحدث عن إعلام وطني يكون له شرف المساهمة الفاعلة في بناء الوطن… إعلام يطير بجناحيه الإعلام الخاص والإعلام العام. وكانت الرؤى لدى أغلب الإعلاميين السوريين تتطلع نحو تطوير حقيقي للعمل الإعلامي على أصعدته كافة… الأدوات… الآليات… العمل النقابي، وكانت الأرضية جاهزة لذلك كله… نعم، فعلى سبيل المثال كانت الآمال تقودنا إلى إعلام وطني خاص، يملك صحفاً سياسية يومية فاعلة تكون منافساً حقيقياً لصحافتنا الحكومية، تدفعها إلى نفض الغبار عن ذاتها والعودة إلى ألقها السابق في علاقة مع الجمهور، يبعدها عن وسمها بأنها صحافة الحكومة وتصبح مع صحف القطاع الخاص صحفاً للسوريين كل السوريين.

أما الإعلام المسموع ورغم مكاسبه السابقة في تأسيس 15 إذاعة خاصة، إلا أن القانون الجديد للإعلام أتاح لها أن تتمكن كل إذاعة من التحول إلى مؤسسة إعلامية وطنية، تبث على أثيرها كل ما ترغب به، من برامج سياسية واقتصادية وثقافية وخدمية وغيرها، وألاّ يقتصر بثها على الأغاني والإعلانات.

نعم هكذا كنا نأمل قبل الحرب التي جمدت إلى حين، حلماً لدى الإعلاميين السوريين بأن تكون سورية، مركزاً لإعلام تلفزيوني ومحطات تلفزيونية تحتل الشاشات العربية من شرقها إلى غربها، وتأخذ بالإعلام التلفزيوني العربي إلى آفاق لم يعرفها المشاهدون السوريون والعرب من قبل …

لو لم تقع الحرب فإنني أؤمن ويشاركني هذا الإيمان على ما أعتقد مئات الإعلاميين السوريين، بأن الإعلام الإلكتروني في سورية ومع الحرية التي منحت له في قانون الإعلام السوري، كان سيأخذ متابعيه عبر مئات المواقع الإعلامية الإلكترونية السورية، إلى مناحٍ وخدمات ونقاشات يصعب على الآخرين السير بها.

نعم كم هو سؤال ملعون هذا: ماذا لو لم تقع الحرب؟؟ لأنها لو لم تقع لكان الإعلاميون السوريون قادرون على صناعة إعلام حقيقي، فهم كانوا يملكون وقتها كل ما يمكّنهم من العمل على هذه الصناعة الوطنية، لأنهم أسياد الحرف والكلمة… وتقنيات الاتصال والتواصل، وصمود غالبيتهم بالعمل في الإعلام الوطني السوري إلى اليوم دليل على أنهم قادرون على البدء من جديد، والعودة إلى تحقيق كل ما توقف من خطى وآمال… «بس تخلص هالحرب بنت الـ … ونحن لها».

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.