تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

وازداد العاطلون ألفاً..!!

مصدر الصورة
البعث

لقد ازداد عدد العاطلين عن العمل ألف عاطل، نتيجة عدم التنسيق وسوء دراسة التعامل مع ظاهرة البسطات –إن لم نقل عدمها-، ما يزيد بالنتيجة من أعباء الحكومة تجاه هذا الملف، الذي طالما شكّل تحدياً ليس بالقليل للحكومات السابقة.
ما أقدمت عليه محافظة دمشق مؤخراً بإزالة 1000 بسطة، وهدم نحو 14 كشكاً، يعرِّي من جديد إشكالية عميقة في يومياتنا التنفيذية وامتداداتها الاجتماعية، ولعلّ الملفت هنا أنه لم يسبق لها أن قامت بمثل هذه الحملة خلال سنوات الاستقرار والرخاء الاقتصادي، فمثلاً لما لا تقوم بمكافحة ظاهرة تعدي المحال والمطاعم على الأرصفة؟!.
من حيث المبدأ.. نحن مع إزالة البسطات، وتجميل الشوارع والأرصفة وتشذيبها، لتعكس صورة حضارية لمظاهر التمدّن والارتقاء بالبنية التحتية.. وسبق لنا أن طالبنا بتنظيم عمل الباعة الجوالين، والحدّ من تجاوزاتهم ولاسيما تلك المتعلقة ببيع المواد منتهية الصلاحية!!.
كان من الأجدى بالمحافظة تخصيص سوق منظمة لباعة البسطات، وإعداد خارطة لتوزيع الأكشاك بشكل نظامي ومرخّص، وربما كان من المفترض بالمحافظة التواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، للتوصل إلى أية صيغة أو آلية للتعاطي مع أصحاب هذه البسطات، لعلّ لدى الأخيرة رؤية معينة تجاه هذا الموضوع!!.
وكان يمكن أيضاً أن تتواصل مع الهيئة العامة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، كون لها باع طويل ببرامج التدريب والتأهيل من جهة، ومقترحات لمشروعات يمكن أن تكون مناسبة لهؤلاء الذين حُرموا من فرص عملهم غير النظامية من جهة ثانية!!.
إن انفراد المحافظة باتخاذ مثل هذا الإجراء يعكس مدى أهمية التنسيق بين الجهات الحكومية، لضمان تحقيق نتائج مقبولة على أقل تقدير، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بلقمة عيش المواطن.
وللتوضيح نرى أنه من الطبيعي قيام المحافظة بمثل هذا الإجراء، كونه يدخل ضمن صلب عملها وهي بالنهاية تطبّق القانون، وربما لا يعنيها موضوع تأمين فرص العمل بالقدر الذي يعني وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أو أية جهة أخرى معنية بهذا الموضوع، تدرك تماماً أعباء البطالة وسبل مكافحتها، سواء على الصعيد المادي أم الاجتماعي، ما يفرض بالتالي استعانة المحافظة بمن هم الأدرى بشعاب ملف البطالة.
ولعلّ ما ينطبق على التعاطي الحكومي مع سوق العمل من جهة سوء التنسيق والتعاون بين الجهات الحكومية، ينطبق على كثير من الملفات المتعلقة بالشأن الخدمي والاقتصادي، ولربما تكون “ضارة البسطات نافعة” لاستدراك خلل سوء التنسيق!!.
حسن النابلسي

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.