تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

“بوزتيف.. نكتيف”.. “حكومة الفقراء”..؟!

مصدر الصورة
البعث

نقدّر كثيراً النعت الذي أطلقته على نفسها حكومة المهندس خميس، أنها “حكومة الفقراء”، ولعل اختيارها لهذا اللقب فيه من الذكاء بقدر ما فيه من التأثير النفسي “البوزاتيفي” لناحية وقع ذلك على مشاعر السوريين في ملامسة همومهم ومعاناتهم المعيشية والحياتية اليومية. لكننا وبعد مضيّ أشهر ستة من عمرها ومتابعتنا لمقدار الحراك الكمي الذي أنجزته رئاستها -وكان محطّ إعجابنا شخصياً نظراً لتلك الحيوية وما فيها من طاقة مهمة أضفته على مجلسها لإحداث المختلف والمميّز على عكس ما تعوّدنا عليه مع الحكومات السابقة- إلاّ أننا في آنٍ معاً نرقب ونترقّب ذلك الوقت الذي يُترجم فيه الكمي نوعاً، ونوعية المباشرة في نتائجه. ولأننا من النوع الحذر بتفاؤله..، بسبب اكتوائنا بكمّ كبير من النوعي “النِكتيفي” معيشياً وحياتياً وخدماتياً سابقاً وحالياً، لأننا كذلك نقول: شتان ما بين “حكومة الفقراء” وحكومة على الفقراء..!.

إن عاماً واسعاً من الرأي، يرى أنه إذا ما كانت حكومتنا الجديدة، نسبياً وزمنياً، حكومة فقراء أي أنها فعلاً لا قولاً من الفقراء وإليهم لا عليهم، فليس أقل من أن تكون ويكون أعضاؤها قدوة ومثلاً يحتذى به -ليس بأن تكون ويكونوا فقراء علماً أن ذلك يستحيل- وإنما أن تجعلنا نلمس مؤشرات أولية تهمّ المواطن ولو في خانة يتيمة من مطالبه البسيطة. من تلك المؤشرات على سبيل المثال لا الحصر، معالجة معضلة النقل والتنقل، التي أضحت فيها وسائط النقل الجماعي حالياً، رفاهية “تستحق فرض رسم أو ضريبة” على مستخدميها نظراً لما يمنَّه عليهم محتكرها من خدمة معدودة الساعات النهارية فقط..!.

وعليه إن أرادت حكومتنا جعلنا نشعر أنها فعلاً كما تقول، فليقم أعضاؤها بإتعاب أقدامهم قليلاً، سيراً أو انتظاراً، علَّهم يحظون بفرصة مصادفة باص أو حتى سرفيس يستقلُّونهما بعد الساعة السادسة مساء، أما نهاراً فعلى عين الحكومة يتم استثمار تلك الوسائط بأحطِّ صورة وأسلوب..!.

ولأننا واقعيون ونعلم أنه لا يمكن لأعضائها تنفيذ ما طلبنا..، نقول ومن باب التصديق بأنها حكومة فقراء: لِمْ لا يقوم أعضاؤها باستبدال سياراتهم الفارهة بسيارات شام مثلاً..، كما هو متّبع في دول عريقة..، وأن يقوموا بتخفيض عدد السائقين والمرافقين ممن لا عمل لهم سوى الركض وراء سيارات الوزراء وأمامها..!. هذا المؤشر البسيط لم تستطِع كل الحكومات المتعاقبة تحقيقه فكيف بالذي هو أكبر وأعقد..!. أما ما لا تعلمه حكومة الفقراء فهو مقدار ما يتكلفه السوري الواحد فقط شهرياً وسنوياً، ففي دراسة لنا خلصنا منها إلى أن ما ينفقه الشخص الواحد سنوياً على تنقّله داخل مدينة دمشق يومياً، يصل إلى راتب شهر بالتمام والكمال وفقط على التنقّل، بعد أن أصبح خط السير الواحد قبل الأزمة ثلاثة خطوط خلالها..، فما بالكم بالنفقات وقنواتها المُستحدثة الأخرى..!.

فعلاً حكومة فقراء..، شعرنا وبكثير من المرارة مدى إحساسها بفقر حال السوري ومعاناته ومشكلاته، التي باتت تتكالب عليه من كل حدب وصوب..، ويبدو أنْ ليس هناك رادٌّ لقضائها، وخاصة بعد كمّ التحاليل والصور الشعاعية التي أجريت وأثبتت “روماتيزماً” مزمناً في كثير من مفاصلنا الاقتصادية..!.

قسيم دحدل

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.