تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

في حضرة الاستثمار..!

مصدر الصورة
البعث

تستمر الحكومة في محاولاتها الوقوف على أوضاع معظم القطاعات الاقتصادية لاجتراح الحلول للقطاعات المنتكسة، سواء أكان مردّ انتكاسها للأزمة وتداعياتها، أم تعود لما أصابها من ترهل في سنوات قبل الأزمة.

وما اجتماع الحكومة أمس مع المجلس الأعلى للاستثمار إلا في سياق الوقوف على حيثيات الواقع الاستثماري في سورية، ومحاولة ترميم ما أصابه من تصدّع وارتكاسات تعيد للاستثمار ألقه وجاذبيته.

نعتقد أنه وأياً يكن ما أصاب استثمارنا من تشوهات هنا وتراجع هناك، إلا أن سورية لا تزال أرضاً خصبة للاستثمار، لما تمتلكه من مقومات جغرافية وبشرية ومقدرات طبيعية، يضاف إليها التنوع الفسيفسائي للاقتصاد السوري، من زراعة وصناعة وتجارة وسياحة. ولعلّ المطلوب في هذه المرحلة إعداد المدخل الرئيسي للاستثمار عبر تعبيد الطريق أمام الإعمار المرتقب من تشريعات وقوانين أولاً، وتأمين البنية التحتية الاستثمارية المتمثّلة بالدرجة الأولى بتعزيز ثقافة العمل الحر ثانياً، والأهم التركيز على الاستثمار الإنتاجي وليس الريعي، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الوضع الاقتصادي في سورية ومدى منافسته للمنتجات الأجنبية، بمعنى العمل باتجاه إنعاش صناعات يمكن المنافسة فيها، كالصناعات الغذائية، والألبسة، والصناعات التحويلية، وكذلك الأدوية التي ما زالت مستمرة رغم ما طالها من تداعيات لم تعد تخفى على القاصي والداني.

وفي هذا المقام نوجّه رسالة لمن يُتقن القراءة الحقيقيّة للاستثمار، والتي ينجم عنها –في غالب الأحيان- سباق غير معلن لاقتناص الفرص الخام للاستفادة منها لاحقاً وتحقيق إيرادات غير مسبوقة، مفادها أن الاستثمار في أوقات الأزمات يُنتج قطاعات وفرصاً استثمارية لم تكن بالحسبان، بمعنى أنه في ظل العقوبات الاقتصادية يتمّ البحث عن بدائل للمستوردات، عبر الاعتماد على الذات وتفعيل القطاعات الإنتاجية الكفيلة بتوفير هذه البدائل. وهنا على هيئة الاستثمار السورية المتابعة مع المحافظات والوزارات المعنية لتأمين خارطة استثمارية بفكر وصناعة ورؤى جديدة تُعرض على من يرغب، مع المتابعة والتحديث المستمرين لها لمعرفة الموارد ولإمكانيات الموجودة، وتحديد أولويات التنمية والفرص الاستثمارية المدروسة وفق معايير الجدوى الاقتصادية، مع الإشارة إلى أن سورية بلد الفرص المتوسطة والصغيرة والتعويل دائماً عليها، وليس على المستثمر الذي يتجه نحو المشاريع النوعية ذات التكلفة العالية لتحقيق عوائد سريعة (مصارف– عقارات– سياحة.. الخ).

أخيراً.. نعتقد أن ماضينا متخم بدروس وعِبَر تقينا الوقوع في مطبات من أتقنوا تجيير (كعك المواقع الاستثمارية) لصالح جيوبهم، وبالتالي أمام سلطتنا التنفيذية سيناريو إعمار استثنائي يحتاج إخراجه جهوداً استثنائية بامتياز حتى يكون بمستوى الطموح المرتقب، تفادياً لئلا يكون القادم أسوأ.

حسن النابلسي

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.