تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بوابة الروح.. والمفاتيح المنتظرة..!

مصدر الصورة
البعث

الإنتاج السوري لا يُعلى عليه..، سورية أم الخبرة..، عبارتان ناهيكم عن تلك العبارات التي عكست غيريَّة صادقة ورغبة جدِّية بعودة الصناعة والمنتجات السورية بمختلف أنواعها، إلى أسواق العراق الشقيق، هما ما كانت تلهج بهما قلوب رجال المال والأعمال العراقيين الذين زاروا دمشق مؤخراً قبل جيوبهم.

وكان ما أبدوه من اندفاع وحرص على نجاح الزيارة وتكللها بالمهم من اللازم والمطلوب، لعودة ما كان شبه معطوب من علاقات اقتصادية نتيجة للأوضاع التي مرّت بالبلدين، شأنهم شأن نظرائهم من السوريين، محطّ إعجاب وتقدير شخصي، لأنهم لم يكتفوا بالتمنّي والدعاء اللذين لمسنا مدى حقيقتهما، بل كانوا شفافين في طرح كل ما من شأنه الوصول بالعلاقات الاقتصادية وتطويرها لما هو استراتيجي.

ما شهده العراق وشهدته سورية يصحُّ فيه قول الشاعر: “لمَّت الآلام منا شملنا”، وهنا من ضرورات العبرة والاعتبار التنويه إلى عتب الأشقاء على رجال الأعمال السوريين الذين لم يذهبوا ويساهموا في عملية إعادة إعمار العراق، ما أدّى إلى إعطاء الفرصة للأتراك لدخول السوق العراقية..، كما أدّى إلى توجه الكثير من رجال الأعمال والتجار إلى تركيا.

عتب يجب أن يكون لنا درساً، وخاصة أن شعار “التوجّه شرقاً”، بعد حرب المقاطعة والعقوبات الاقتصادية التي شنّها علينا الغرب والأعراب، كان أعلن من بدايات الأزمة في سورية، لكننا حتى الآن لم نستطع استثماره كما يجب أن يُستثمر بالمكان والزمان المناسبين..!.

خسرنا الكثير ومع ذلك لا يزال التعويل على أن نصحّح المسار قائماً، ولعل أول ما يجب لفت الانتباه إليه سواء من قطاعنا العام أم الخاص، هو تلك القناعة التي عبّر عنها بصراحة رئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية، من أنهم جاؤوا إلى سورية ليساهموا في تنمية صناعاتها المميزة التي لم يخفوا شديد إعجابهم بها والإقبال والطلب عليها في أسواقهم.

الرجل، وردّاً على أمنيات بعض رجال الأعمال العراقيين بإقامة صناعة سورية في العراق، أعلنها صراحة أن تنمية ودعم الصناعة السورية يجب أن يكونا في سورية وليس في العراق.

الآن -وكما رأى رئيس اتحاد غرف التجارة السورية- قد انفتح الباب لكل شيء وحتى تسديد القيم للتبادلات التجارية وُجد له الحل، وعليه فالمطلوب استناداً إلى العديد من المهم الذي اتُّخذ من قرارات (فتح حسابات بنكية، وغرفة تجارة ومصرف مشترك ومعارض مشتركة والعمل على فتح المعابر وغير ذلك الذي من المنتظر إنجازه)، أخذ ما تم على محمل الجد وعدم التراخي في إكمال عودة العلاقات الاقتصادية بين البلدين للمأمول من تبادلات بمليارات الدولارات كما أكد وزير تجارتنا الداخلية.

وكما كانت سورية بوابة الروح للاقتصاد العراقي أثناء الحرب عليه، ها هو نائب رئيس اتحاد غرف التجارة العراقي ورئيس غرفة تجارة البصرة يعلن أن العراق عامة والبصرة خاصة ستكون بوابة الروح للصناعة السورية لجنوب شرق آسيا، وهو طرح سبقه إليه رئيس اتحاد غرف تجارتنا.

بوابة..، تنتظر القرارات في القادم من الأيام، فهل ننجح في تأمين مفاتيح الروح لصناعتنا ومنتجاتنا التي نجهد لإعادة الحياة إلى عجلة إنتاجها، والتي طالما كان مطبّ التسويق نقطة ضعفها، وبالتالي كسر الحصار المالي والتجاري..؟.

هامش: على سبيل المثال لا الحصر، طالما تساءل السوريون: لماذا وعلى مدار سنوات الأزمة، بقينا نستورد التمور من الدول الخليجية التي كانت ولا تزال تدعم قتل الشعب السوري وتدمير الدولة السورية..، بينما تمور العراق الشقيق بمتناول اليد..!.

قسيم دحدل

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.