تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التفاوض لمصلحتنا

مصدر الصورة
البعث

من بدهيات رجال المال والأعمال توجيه بوصلتهم نحو مواطن الدسم الاستثماري، وخلافاً لذلك.. قد يتمخض عن هذه الطبيعة -المبنية على المصالح- مخرجات ليست على مستوى الأهداف التي يرمي إليها طرفا المعادلة الاستثمارية “المستثمر والدولة الراغبة بجذبه” في أي قطاع مستهدف وعلى جميع الصعد.

وفي حضرة المراهنات على نواتج معرض دمشق الدولي من عقود تصدير وفرص استثمارية، علينا تحديد أهدافنا الاقتصادية مع الشركاء بدقة متناهية وفق مبدأ الربح والخسارة، وهذا يتطلب بالضرورة تفعيل أدوات استشعارنا لمعرفة ما يتوق إليه الشريك بعد فرده ما في جعبته من فرص استثمارية وعقود تجارية، وتوظيفه ضمن سياق ما يسدّ احتياجاتنا، فها هي السودان تبدي –على سبيل المثال- استعدادها لتخصيص مساحات واسعة من الأراضي للاستثمارات السورية، وهي حقيقة فرصة لتعويض خروج مساحات من الأراضي خارج الخدمة بسبب تداعيات الأزمة، كما أن منطق المصالح يملي علينا عقد صيغة للتعاون مع الجزائر في مجال المكننة الزراعية، ويمكن أن يؤطر هذا التعاون بنوع من المقايضة بين الجانبين بحيث يلتزم الشريك الجزائري باستجرار احتياجاته من البذور والمبيدات الزراعية وغير ذلك مما ننتجه، مقابل استيراد ما يلزمنا من الآلات الزراعية.

وسبق لنا أن عرضنا رغبة أحد الوفود الروسية بتأهيل آبار النفط والغاز، ونحن في الحقيقة بحاجة إلى هذه الخبرة رغم اعتراف الروس بوجودها في سورية، وبالتالي لا ضير في استثمار هذا الاعتراف من خلال توطين صناعة النفط بشكل أكبر في بلادنا.

فالمعرض إذاً فرصة داعمة للتفاوض مع الشركاء لأنه مقام على أرضنا، فهم مَن أتَوا إلينا بحثاً عن الاستثمار، وهذه نقطة في مصلحتنا تستوجب استثمارها إلى أبعد حدّ، وهو فرصة أيضاً لتحديد معالم شراكتنا مع الشركاء الجدد بما يتواءم مع مصالحنا وشروطنا السيادية وذلك بعد تجربتنا الفاشلة مع أوروبا.

ونشير في هذا المقام إلى أن نبرة فريقنا الاقتصادي أثناء وجودنا معه سواء باجتماعاته الرسمية مع الوفود الحكومية وغير الحكومية للدول المشاركة، أم خلال لقاءاته معهم ضمن أروقة المعرض، بدت مرتفعة لجهة إبداء الجدية والرغبة بالتعاون المشترك معهم. وهذا يعتبر فاتحة خير لحقبة استثمارية قوامها الأساس التنمية الحقيقية وخاصة أن المحادثات دارت في فلك المشاريع الإنتاجية بالدرجة الأولى أكثر من فلك نظيرتها الخدمية الريعية.

يبقى أن نعرّج ختاماً على رجال أعمالنا المغتربين والرهان على أن يكون المعرض محرضاً لعودة الكثيرين منهم لما يحمله من دلالات على الصعد كافة نطق بها من عاين الواقع بنفسه من رجال الأعمال الأجانب قبل العرب، إذ لم تكن مشاركتهم من قبيل العبث.

حسن النابلسي

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.