تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إياكم التعاطي معها كطفرة..!

مصدر الصورة
البعث

تحتّم الأخبار الواردة عن أحجام وقيم العقود المبرمة خلال أيام معرض دمشق الدولي، وكذلك ما أفصحت عنه وفود الدول المشاركة فيه، من تطلعات ودراسات للاستثمار في سورية، على القطاعين العام والخاص عدم التعاطي معها كطفرة تزول مع انقضاء آخر ساعات هذا الحدث، بل اعتبار الأخير مفتاحاً لمسار اقتصادي جديد يوجب علينا شدّ الأحزمة لانطلاقة جديدة قوامها استمرار الإنتاج والارتقاء به.
وثمّة نقطة نسجّلها في هذا السياق للحكومة لما قرّرته خلال اجتماعها الأسبوعي بالاستثمار المستمر لمدينة المعارض، فهي دون شك خطوة يعوّل عليها لجهة ضمان استمرار عرض المنتج السوري وتظهيره على مدار العام، وبالتالي الحفاظ على جذب الأنظار إليه إقليمياً وعالمياً، هذا أولاً.
أما ثانياً فلا بد من الاشتغال على مجالس الأعمال المشتركة وخاصة من ناحية اختيار أعضاء لهم علاقات تجارية واسعة وإمكانات مالية كفيلة بفتح أسواق جديدة والتوسّع بما هو قائم منها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المعرض هيّأ بنية تلاقٍ صلبة بين رجل الأعمال السوري ونظيره في الدول المستهدفة.
ويتمثل المحور الثالث الذي يفترض بنا ترسيخه كركن أساسي من أركان سياستنا الاقتصادية بتوطين التكنولوجيا وخاصة أن المعرض ترافق مع معرض للاختراع استقطب طاقات شابة يمكن استثمارها وتوظيفها في مفاصل صناعتنا الوطنية، أسوة بكثير من الدول الرائدة بالصناعة، إذ إن سرّ ريادتها يكمن باستمرار تطوير منتجاتها ومواكبة أذواق المستهلكين من خلال استعانتها بمثل هذه الطاقات. ويستحضرنا في هذا المقام تأكيد لخبير ساقه في أحد المؤتمرات: “إن الدول الأجنبية يمكن أن تبيعنا منتجات التكنولوجيا والمصنوعات المبتكرة، وقد تُهدينا إياها في مرحلة ما، ولسبب ما، ولكنها بالتأكيد ستحجب عنا المعرفة التي أسهمت في إنتاج هذه التكنولوجيا والمصنوعات”، كما أن الخبرات والمساعدات والاستثمارات الأجنبية لا شك أنها لازمة وضرورية وداعمة، إلا أن قدومها واستدامتها وجديتها تبقى بالمحصلة مرتبطة –إلى حد كبير- بالمناخ والوضع الأمني الداخلي والإقليمي والدولي من جهة، وبالمواقف السياسية والأيديولوجية من جهة أخرى، لذلك لا بد من الاعتماد على الذات واستنهاض جميع الطاقات الحقيقية البشرية والمادية والتمويلية المحلية السورية، بما فيها الطاقات العلمية والأكاديمية البحثية، التي يجب أن تُشكّل المنصة الصلبة التي من شأنها تدعيم الجانبين الكمّي والنوعي لعملية إعادة الإعمار، ودفع عملية التنمية الاقتصادية الاجتماعية الشاملة المستدامة بشكل عام.
حسن النابلسي

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.