تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لا نلوم تجار الأزمات..!

مصدر الصورة
البعث

نخالف كل من يطالب بمحاسبة تجار الأزمات فقط، فهؤلاء لم يتاجروا بقوت الناس إلا بفعل إغراءات من فاسدين يستغلون مواقعهم الرسمية للكسب غير المشروع..!

وبدلاً من أن نستغرب أو نُفاجأ بضبط عدة مستودعات متخمة بآلاف الأطنان المخزنة بالمواد الإغاثية، فلنستغرب أولاً تقاعس الجهات المعنية عمداً أو إهمالاً عن “الضرب بيد من حديد” للذين يبيعون هذه المواد لتجار الأزمات..!. وكان بالإمكان كشف المتورطين ببيع المواد الإغاثية بسهولة لو كانت الجهات الرقابية جادة في عملها وواجباتها الوظيفية، إلا إذا كان بعض النافذين فيها متورّطاً أيضاً..!. وعندما يقوم باعة الأرصفة والكثير من البقاليات الصغيرة ببيع المواد الإغاثية علناً، فمن المستغرب ألا تقوم الجهات الرقابية بإمساك نهاية طرف الخيط وتتبّعه وصولاً إلى مستودعات تجار الأزمات، ومنها لمهربيها المسؤولين “رسمياً” عن توزيعها على المحتاجين..!.

لطالما تساءل الكثيرون: أين ضمير التجار؟

وقد أجبنا عن هذا السؤال مراراً وتكراراً: لا ضمير لتجار الأزمات فديدنهم المال ولا شيء آخر سوى المال..!. ومرة أخرى لا نلوم تجار الأزمات لانعدام ضميرهم وفقدانهم أيّ حس وطني فهذه طبيعتهم، وإنما نلوم ونطالب بمحاسبة المؤتمنين على توزيع المواد الإغاثية الذين استغلوا مواقعهم الوظيفية للإثراء غير المشروع..!.

نعم.. نحن أمام جريمة كاملة الأوصاف من السهل جداً كشف مرتكبيها ومحاسبتهم باسم ملايين السوريين الذين لم تصلهم المواد الإغاثية بفعل فاسدين كبار في مفاصل بعض الجهات العامة..!.

المسألة في غاية السهولة.. فلتسأل الجهات المسؤولة التي ضبطت مستودعات المواد الإغاثية: من باعكم هذه المواد..؟.

خلال أقل من شهر ضبطت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك 9 مستودعات في دمشق وريفها القريب من العاصمة تحتوي على 345 طناً من المواد الإغاثية يقوم تجار الأزمات بتعبئتها بأكياس تحمل ماركات تجارية وبيعها في الأسواق علناً..!.

والسؤال هنا: أين ينتهي دور مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك؟

هل ينتهي بضبط المواد الإغاثية المهرّبة وتسليم ملفها إلى جهات أخرى كالرقابة والتفتيش..؟.

اللافت أن الإجراءات المتبعة بعد عمليات الضبط بالجرم المشهود روتينية جداً جداً ولا تتناسب مع حجم الجريمة المرتكبة..!.

صحيح أن أصابع الاتهام تشير إلى أن المسؤولين عن هذه الجرائم هم من كبار التجار، ولكن قبل أن نلومهم ونطالب بإنزال أشدّ العقوبات بحقهم.. لماذا يتجاهل المعنيون المجرم الحقيقي، أي الذي باع المواد الإغاثية لتجار الأزمات..!؟.

علي عبود

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.