تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

انتصاراً لليرة

مصدر الصورة
البعث

تعاود الليرة لتتصدّر المشهد الاقتصادي، ولكن هذه المرة لجهة الارتفاع النسبي لقيمتها، بعد أن كانت خلال سنوات الأزمة محطّ جدل دراماتيكي إثر تراجع سعر صرفها –وعلى مراحل- أمام الدولار.

البداية كانت مع استقرار سعر الصرف لمدة عام ونيف مع تذبذبات ضمن مستويات مقبولة، لتصل إلى مرحلة يمكن القول إن استقرارها دحض إلى حدّ ما الحديث عن الدولار لمصلحة الليرة، لاعتبارات تتعلق باستقرار الوضع الأمني أولاً، والعودة النسبية للإنتاج، وكذلك ارتفاع حجم الصادرات مقارنة مع الفترة الماضية، إضافة إلى عوامل أخرى لها علاقة –ربما- بالسياسة النقدية ولسنا بوارد الحديث عنها.

الحديث الآن يدور –على الأقل في الأوساط الشعبية- عن إمكانية أن نشهد مرحلة عكسية لحالة الليرة السابقة، ما يعني أن العامل النفسي المرتبط بالمزاج العام للمجتمع تجاه الليرة بات في مصلحة الأخيرة، بعد أن كان في الضفة الأخرى من خلال مسارعة صغار ومتوسطي المدّخرين إلى الادّخار بالدولار، ما شكّل أحد عوامل الضغط على سعر الصرف لأنهم يعكسون –بشكل أو بآخر- رأياً عاماً يحدث بلبلة تنتصر من حيث  يدرون أو لا يدرون لمصلحة سعر صرف الدولار وأخواته..!.

ربما هي المرة الأولى التي تشهد فيها الليرة هذه المدة من الاستقرار على مدى السنوات الست الأخيرة، وبالتالي يمكن القول: لم يأتِ صمود الليرة عموماً واستقرارها الأخير خصوصاً من فراغ، إذ إن ثمة عوامل تؤكد الأرضية الصلبة لاقتصادنا الوطني المميز بفسيفسائية تؤهّله بالفعل لأن يكون قائداً لاقتصادات الإقليم، فهو –كما سبق لنا أن ذكرنا في أكثر من مناسبة- يضم الأطياف الأساسية للون الأنموذجي العام لأي اقتصاد عالمي، من زراعة وتجارة وصناعة، إلى سياحة وموقع استراتيجي، وليس انتهاءً بالنفط والخدمات المتعلقة بالنقل والمصارف وغيرها، يضاف إليها العامل البشري ذو الكفاءة والمهارة المشهود له بهما.

ويبقى الرهان الحقيقي على الاستثمار الأمثل لخامية مقومات اقتصادنا الوطني، وبالتالي تعزيز أتوماتيكي لقدرة الليرة أكثر فأكثر، فموارد هذه القطاعات ليست بالسهلة وكفيلة بإحداث فارق تنموي طموح، ونعتقد أن تجسيد هذا الأمر مرتبط بإرادة حاسمة وصارمة لجهة ترسيخ الاستثمار كنهج يستقيم عليه الخط التنموي بكل أبعاده، ويتأتى ذلك –في الأغلب- من خلال التنمية المناطقية التي سبق أن تحدّثنا عنها أيضاً.

إذاً.. علينا وضع رؤية تنموية شاملة ومتكاملة تأخذ بعين الاعتبار الدروس والعبر من هفوات تظهير قطاعات بعينها على حساب أخرى بعيداً عن التكامل والتنسيق فيما بينها..!.

حسن النابلسي

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.