يعالج الأديب الدكتور عيسى شماس في كتابه الصادر حديثا بعنوان “الإعلام بين الثقافة والتربية” وسائل الإعلام التقليدي والحديث ودورها في الثقافة والتربية مسلطا الضوء على دور الإعلام بوصفه مصدرا مهما لنقل الأفكار والقيم والخبرات والسلوكيات للكبار والصغار على حد سواء.
ويؤكد الشماس في كتابه أن العصر الحالي هو عصر الإعلام والاتصال ..والثورة الاعلامية التي يعيشها إنسان هذا العصر لا تقل شأنا عن الثورات الحضارية الكبرى عبر التاريخ مبينا أن تأثيرات الإعلام تتمتع بدرجات عالية من الفاعلية تعمل على توحيد مشاعر الناس وتقارب بين أساليب تفكيرهم من أجل تشكيل وعيهم وسلوكياتهم تجاه مصالح معينة عبر المواد الإخبارية والثقافية والتربوية والترويحية وعبر اتجاهين سلبي وإيجابي.
ويخصص المؤلف فصلا كاملا للحديث عن نظريات التأثير الإعلامي من التأثير المباشر طلقة الرصاصة والمحدود والمعتدل والقوي مستعرضا آليات هذه النظريات والعلاقة بين الإعلام والمتلقي والتي تهدف لإيقاظ الحالة الشعورية عند الأخير وشد انتباهه واستثارة عواطفه وتكوين آرائه لتؤثر على أدائه وفعله.
ويعرض الكتاب سبل مواجهة التبعية الثقافية ولا سيما أن التلفزات العربية تستورد ما يتراوح نسبته بين 40 و60 بالمئة من الغرب والتي تترك آثارا سلبية ملموسة على الجمهور وخاصة الشباب مؤكدا أهمية تطوير العمل الإعلامي التربوي والثقافي وتلافي تأثيرات الاستيلاب والتبعية وتشجيع الأعمال النقدية والاهتمام بقضايا الجماهير.
ويخصص الشماس فصلا كاملا لوسائل الإعلام التقليدية ودورها الثقافي والتربوي من الكتاب والصحافة والإذاعة والتلفاز والسينما والمسرح مميزا الآثار الخاصة لكل وسيلة مضيفا لها المؤسسات المجتمعية التي تضم الأندية الثقافية والاجتماعية والمراكز الثقافية والمنظمات الاتحادية.
اما الفصل الأخير من الكتاب فيتناول وسائل الإعلام الحديثة ودورها الثقافي والتربوي حيث يوضح الشماس أن وسائل الاتصال الحديثة هدمت كل الحدود الطبيعية والثقافية القائمة بين الدول والمجتمعات وأن أهمية الإعلام الالكتروني في تيسير الوقت والوصول إلى مصادر المعلومات بأقل التكاليف وأكثر الفوائد مع تحقيق التفاعلية والتنوع مستعرضا ميزات ومحاذير استخدام الانترنت واهميته ودور مقاهي الانترنت.
الكتاب صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن سلسلة الكتاب الشهري من آفاق ثقافية ويقع في 363 صفحة من القطع المتوسط أما مؤلفه الدكتور عيسى الشماس عضو في اتحاد الكتاب العرب وأستاذ في كلية التربية بجامعة دمشق وصدر له نحو 24 كتابا مؤلفا ومترجما منها رفيق الدراسة قصص مترجمة للأطفال وموسوعة التربية الأسرية.
