تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: النفير من أجل القدس

مصدر الصورة
افتتاحية الخليج الإماراتية

صرخة أطلقها أبناء القدس؛ للنفير من أجل عروبة المدينة في مواجهة محاولة تهويدها.. الصرخة ترجمها على الفور آلاف من المصلين، الذين التقوا في رحاب المسجد الأقصى وساحاته؛ رداً على قيام جنود الاحتلال بإغلاق «باب الرحمة» للحؤول دون دخول المصلين لأداء الصلاة في المسجد المجاور، فيما يتواصل تدنيس المستوطنين لحرمته.

كان المقدسيون على الدوام الحراس الأمناء على المدينة، دافعوا عنها طويلاً، واسترخصوا الدماء من أجلها وما بخلوا، وما زالوا على العهد في خط الدفاع الأول عنها؛ رغم ما تواجهه من نكران ذوي القُربى، الذين لا يلتزمون بقول الرسول الكريم «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد..المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى».

إنهم يشدون الرحال في كل الاتجاهات إلا صوب المسجد الأقصى، ويسرجون خيولهم أينما كان، ولا يتذكرون أن هناك مسجداً مقدساً، ينتظر منذ اثنين وخمسين عاماً من ينقذه من أيدي شذاذ الآفاق.

القدس اليوم مثل كل يوم منذ أن وطأ الاحتلال أرضها المقدسة. هي تعاني وتتألم وتصرخ وتتوجع؛ لكنها صامدة صابرة وتقاوم، ترفض الركوع والاستسلام للجلاد. لا تبالي إن هجرها القريب والبعيد، أو أشاحوا النظر عنها وأهملوها. هي دائماً وفيّة أبية لمقدساتها وأنبيائها، ولكل الرسل سواء من ولد فيها أو أسري إليها، أو بلغ رسالته منها، أو تجول بين أزقتها وحواريها وأسوارها يرفع لله أكف الرحمة والغفران. هي القدس التي منها عرج الرسول الكريم إلى السماء وصلى بأنبياء الله، وفيها أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهي القدس التي عرج عليها السيد المسيح وسار في درب آلامها. هي القدس قرة عين المسلمين والعرب أجمعين، وملاذ الرحمة والغفران.

القدس اليوم مصلوبة على خشبة عدو عنصري فاجر، يعمل على تهويدها ومسح معالمها وتدنيس مقدساتها الإسلامية والمسيحية، ويصادر أرضها وبيوتها وشوارعها وأزقتها، حتى مقابرها لم تسلم من غدره وعتوه وبطشه، وكأن له ثأراً مع الموتى، الذين دفنوا فيها قبل مئات السنين؛ لأن قبورهم شواهد على أنه غريب ودخيل اغتصب المدينة في غفلة عن الزمن، وفي مؤامرة شارك فيها كبار لصوص العالم.

اليوم، كما في كل يوم، تواجه المدينة جريمة جديدة يرتكبها العدو المغتصب، كان آخرها قيام الاحتلال وقطعان مستوطنيه باستباحة الحرم القدسي، ومهاجمة حماته وحراسه، واعتقال بعضهم، ومن ثم إغلاق باب الرحمة، الذي دخل منه السيد المسيح إلى المدينة؛ حيث يزعم الصهاينة أنه إرث يهودي، ويعد إحدى بوابات الهيكل المزعوم.

يسعى العدو «الإسرائيلي» لتثبيت ادعاءاته وترهاته التوراتية؛ من خلال فرض أمر واقع مزور على المدينة؛ لكنّ المقدسيين على العهد والقسم..لن يسمحوا بأن يحقق العدو أحلامه ولو على أجسادهم.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.