تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عـدوى الاضطراب الترامبي تصيب العالم..!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

بـديـع عفيــف

من منّا لم يقرأ أو يسمع أنّ الصمت في كثير من الأحيان أبلغ من الكلام. وفي اللغة العربية، نفي النفي إيجاب؛ بكلام آخر أنّ النقيض يثبت نقيضه، وأنّ الضدّ يظهر حسنه الضد... الخ. مناسبة هذا الكلام هو ما يقال حول سياسة الرئيس الأمريكي القادم من عالم المال والتلفزيون؛ أنّ دونالد ترامب ليس لديه سياسة خارجية واضحة؛ حول سورية مثلاً. وهو متهم بأنه يقول الشيء وعكسه في يوم واحد، وكثيراً ما تم اتهامه بالكذب.. لكن الرجل لا يبالي بكل ذلك، وكأنه يقول للجميع هذه هي سياستي الفعلية؛ لا توجد خطوط عرضية ولا أخرى متوازية؛ سياستي هي تحقيق مصالحي، ولا يهم كيفْ، ولا على حساب من، ولا اعتبار لدي للقانون الدولي ولا للاتفاقات الدولية، ولا لخسائر الآخرين من حلفاء أو خصوم؛ كلّ شيء خاضع للتعديل والتغيير طالما أنّ ذلك يحقق شعار "أمريكا أولاً".

وبعد عامين من وجود ترامب في البيت الأبيض، يبدو أنّ الرئيس الأمريكي بدأ ينقل للعالم الفوضى والضبابية التي يمارسها كالعدوى. بعبارة أخرى، بدأ ترامب يمارس سياسة "اللاسياسة" في كل المناطق التي يستطيع؛ في سورية والشرق الأوسط، في شرق آسيا، والأهم في أمريكا الجنوبية؛ فنزويلا. من لا شيء، وبطريقة تخالف أبسط قواعد المنطق والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، اعترف ترامب على طريقته بشخص اختاره هو ليكون رئيساً لدولة مستقلة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة ولديها رئيس شرعي منتخب من شعبه؛ غوايدو مكان نيكولاس مادورو. والأهم أنّ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لم يخف الأهداف الأمريكية؛ إسقاط علاقات فنزويلا مع روسيا والصين وإيران وإنهاء الحكم اليساري في كاراكاس، وبالطبع النفط الفنزويلي وعائداته الكبيرة التي يسيل لعاب ترامب عليها بعد صفقات الإذعان الكبيرة التي فرضها على النظام السعودي والمحميات الخليجية بحجة حماية أنظمتها.

لا يسلم أحد من لسان ترامب أو تهديداته، أو عقوبات أو صواريخ الولايات المتحدة، والتهم متنوعة وكثيرة وجاهزة دائماً؛ جرى ذلك ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وضد الصين وروسيا، وضد الحلفاء الأوروبيين... الخ. وبالأمس انفجر البركان الخامد على الحدود الهندية الباكستانية وتصاعد دخان الحرب من هناك. هل للولايات المتحدة يد في تحريك النزاع المزمن؟! لم يتضح بعد السبب الحقيقي للحرب الجديدة القديمة، ولكنّ الإصبع الإسرائيلية الوسطى ظهرت في وجه الدولة الباكستانية، بعد تأكيد مصادر في وزارة الدفاع الهندية، أن نيودلهي استخدمت قنابل إسرائيلية الصنع في غاراتها الجوية على باكستان الثلاثاء الماضي. القنابل

الإسرائيلية تمّ تطويرها وبيعها بإشراف الأمريكي لاستخدامها في مثل هذه المناسبة. كيف سيستخدم الأمريكي هذه الحرب لاحقاً وكيف سيطورها، ذلك ما ستكشفه الأيام القادمة.

يحاول الرئيس الأمريكي الحدّ من خسائر بلاده في الطريق إلى عالم متعدد الأقطاب بدأت معالمه تتضح أكثر فأكثر، وقد أشار إليه بوضوح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام من فيتنام. الولايات المتحدة تدرك حقيقة أنها بدأت تخسر هيمنتها على العالم وأنّ مرحلة الأحادية القطبية شارفت على نهايتها، ولذلك هي ستصبح أكثر خطورة وقسوة لا سيما ضد الدول الضعيفة أو المنعزلة، أو تلك الأطراف التي تستطيع أن تمارس ضدها كلّ جبروتها وقسوتها، كما فعلت ضد الشعب الفلسطيني الأعزل؛ فضربت أمريكا ــ ترامب بحقوقه التاريخية وبقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط وقررت الإعتراف بالقدس عاصمة لكيان العدو الإسرائيلي وأتبعت ذلك بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة.

لا تحترم أمريكا ــ ترامب إلا الأقوياء ولا تخاف إلا منهم، ولذلك سافر الرجل إلى فيتنام ليلتقي الزعم الكوري الشمالي، وأعلن عن إجراءات مهمة لوقف الحرب التجارية المدمّرة ضد الصين، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ وهم التفوق الأمريكي قد انتهى.. أما العرب المتفرّقون، فعلى حسابهم تجري الصفقات وهم، على عادتهم يسددون الحساب خانعين..!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.