تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بلى.. الإدارة الأمريكية تدفع المنطقة للحرب..؟!

بديـع عفيـف:

تكثر منذ فترة المؤشرات على محاولات أمريكية - إسرائيلية للتلاعب بوضع الجولان العربي السوري المحتل من قبل الكيان الإسرائيلي الغاصب منذ عام 1967. هناك تحريض إسرائيلي واضح ومستمر للإدارة الأمريكية لدفعها للاعتراف بضم كيان العدو للجولان العربي السوري المحتل. ويبدو أنّ بعضاً من أعضاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ يسير في المخطط الإسرائيلي، خلافاً لكل الشرائع والقوانين الدولية وحتى المنطق والعقل السليم. ومع ذلك، أياً كانت الخطوات القادمة الإدارة الأمريكية، فإنها لن تقود إلى إسقاط السيادة السورية عن الجولان، وكلّ ما قد تقود إليه، هو إسقاط الوسائل السلمية لاستعادة هذه البقعة المقدسة من الأرض السورية المحتلة؛

أولاً، من الناحية القانونية، إنّ الجولان أرض عربية سورية محتلة وفق كل قواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وقد قام كيان الاحتلال الإسرائيلي باغتصاب هذه الأرض خلافاً لكل المنطق القانوني والشرعية الدولية، وما قرارات الأمم المتحدة المتتالية منذ عام 1967 إلا تأكيداً للحق السوري، وبأن هذه الأرض عربية سورية ومصيرها العودة للسيادة السورية المصونة.

ثانياً، إنّ الوضع الميداني في الجولان، ووجود قوات الأمم المتحدة وفقاً لاتفاق فصل القوات الموقّع عام 1974، يؤكد أنّ المنطقة تحكمها حالة من الهدنة في سياق الحرب التي جرت وقد تجري لاسترجاع هذه الأراضي لسيادة الدولة السورية، لأن قرارات الأمم المتحدة التي تطالب كيان العدو بالانسحاب من هذه الأراضي التي قام باحتلالها عام1967، لم يتم تنفيذها، وبدلاً من ذلك، يواصل هذا العدو استثمار هذه الأراضي واستغلال خيراتها وتغيير ديمغرافيتها وطبيعتها، وبالتالي تشكّل ممارساته خرقاً إضافياً لقرارات الشرعية الدولية وللحق السوري، يستوجب عقوبته بدفع غرامات كبيرة لإساءته للأرض السورية المحتلة، وليس مكافأته على احتلاله.

ثالثاً، إنّ القرارات الأمريكية التي قد تتخذها الإدارة الأمريكية بشأن الجولان العربي السوري المحتل لجهة اعترافها بضمّ الكيان الغاصب له، تلزم الإدارة الأمريكية نفسها وليس لها أي مفعول عملي خارج الأراضي الأمريكية، ولا تسقط القرارات الدولية ولا تلغيها، ولا تسقط حق سورية باسترجاع أراضيها المحتلة بالطرق التي تستطيع بها ذلك، سلماً كانت أم حرباً؛ ما قد ينتج عن اعتراف أمريكي متهور وغبيّ ومتحيّز بضمّ الكيان الإسرائيلي للجولان العربي السوري، هو أمرين؛

الأول، زيادة غطرسة العدو وتهوره ودفعه للتمسك بالأراضي السورية المحتلة، وبالتالي تراجع احتمال تحقيق السلام بالوسائل السلمية إلى حدّ الصفر؛ والثاني، ناتج عن الأول، أي بعد استحالة تحقيق السلام واستعادة الأرض عبر المفاوضات والوسائل السلمية، دفع المنطقة إلى الحرب الحتمية التي ستضطر سورية وحلفاؤها اللجوء إليها لتحرير الأراضي العربية السورية التي يرفض الاحتلال الانسحاب منها طواعية.

إنّ أي اعتراف أمريكي بضمّ الكيان الإسرائيلي للجولان العربي السوري المحتل يكون من قبل طرف لا يملك ,لآخر لا يستحق؛ يعني تطبيق شريعة الغاب؛ ويعني التخلي عن المنطق والقانون الدولي والمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية التي تحفظ الحقوق المشروعة للدول، وبالتالي فإن ّ مثل هذا الإعتراف هو مسوّغ مباشر لحرب التحرير التي يصبّح لا خيار غيرها أمام الجمهورية العربية السورية لتحرير أراضيها.. والتي سيتمّ توقيتها وفق مصالح ورؤية وإمكانات سورية وحلفائها.. ولن يتحمّل كيان الاحتلال نتائج تلك الحرب متى وقعت، لأنها ستكون حرب نهايته هو، وليست حرب نهاية الاحتلال فقط.. وعندها لا تنفع "فزلكات" انتخابية لذاك الطرف الأمريكي أو هذا العدو الإسرائيلي المتغطرس.. ونحن نرى ونعرف بدقّة أبعاد وحجم الكيان "المايكروسكوبي" المتهالك الفاسد..!!

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.