تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قانون الغاب

مصدر الصورة
وكالات

راقبنا يوم أمس في البيت الأبيض عدواناً صريحاً وسافراً من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، على الأمم المتحدة وكل المؤسسات والقوانين والمواثيق الدولية.

لم يسبق للعالم أن شاهد منذ الحرب العالمية الثانية وولادة الأمم المتحدة ناظمة للعلاقات الدولية وحامية للأمن والسلم الدوليين مثل هذا الاستهتار بالشرعية الدولية. في مشهد ترامب ومن حوله نتنياهو وجوقة اليهود المتصهينين وهو يوقع قراراً رئاسياً بسيادة «إسرائيل» على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، بدا كأن العدالة الدولية تقف على رأسها وحقوق الشعوب وسيادة الدول على أرضها مجرد كذبة، ومن حق أي دولة أن تسرق ما تشاء من أراضي الغير بالقوة أو غير القوة وتعتبره ملكاً حلالاً لها، في تشريع جديد لقانون الغاب، وفي تكريس لحق اللصوص في أن يسرقوا ما يشاؤون من دون مساءلة أو عقاب.

عندما يتم تبرير منطق القوة الغاشمة، وتسويغ الاحتلال والاعتراف به أمراً واقعاً، فهذا يعني وضع قواعد جديدة لعالم بلا ضوابط وبلا أخلاق، لا قيمة فيه لقانون دولي أو شرعية دولية.

كان يمكن أن نفهم أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوقيع قرار يمنح بموجبه «إسرائيل» ولاية كاليفورنيا أو ولاية فلوريدا أو نيويورك أو أية ولاية أخرى هدية لحليفه نتنياهو باعتبارها أرضاً أمريكية، فهذا حقه كرئيس أمريكي لديه صلاحية توقيع أمر رئاسي يتصرف بموجبه بأرض أمريكية، لكن من أعطاه الحق في أن يتصرف بأرض لا يملكها ويقدمها هدية لمن لا يستحقها.

في مطلق الأحوال.. إن هذا العدوان المتمثل بقرار زائف لن يغير التاريخ والجغرافيا وسيظل حبراً على ورق ولن يساوي أكثر من الحبر الذي كتب به، لأن مرتفعات الجولان المحتلة ستبقى عربية سورية.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.