تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ترامب.. مكافأة المجرم ترعب العالم..؟!

الجولان السوري المحتل
مصدر الصورة
عن الانترنت

بديـع عفيــف

لم يعد ما بعد الخامس والعشرين من آذار 2019 كما قبله؛ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجزء المحتل من أراضي الجولان العربي السوري أرعب العالم. أجل، لقد اهتز العالم كما لو أنّ زلزالاً قوياً أصابه؛ الحدث كبير وخطير جداً لأنه ينسف أسس الأمن والسلام والاستقرار في العالم، ويفتح الباب على مصراعيه لتسود شريعة الغاب بوحشيتها.

استنفر العالم بعد قرار ترامب لأن وضع الجولان السوري المحتل معروف ومكشوف ومحدد بالقرارات والمواثيق والقوانين والأعراف الدولية، ولا يمكن لشخص مهما بلغ من القوة والتحدي أن ينقض كل ذلك بجرّة قلم لأنه أراد أن يفعل ذلك. ولعل البيان الخماسي الذي أصدرته الدول الأوروبية في مجلس الأمن (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وبلجيكا)، إضافة لتصريحات عديدة أخرى تضع النقاط على الحروف، وتضيء على مخاطر التسلط الأمريكي الوقح؛

أولاً، استند البيان الأوروبي إلى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولا سيما القرارين 242 و497، ليجدد رفضه الإعتراف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي احتلتها منذ حزيران 1967، بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية؛

ثانياً، أكد البيان أيضاً "إن القانون الدولي يحظر ضم الأراضي بالقوة، وأي إعلان بحدوث تغيير أحادي الجانب يتعارض مع أساس النظام الدولي الذي يرتكز إلى قواعد وميثاق الأمم المتحدة".

ثالثاً، أعربت الدول الأوروبية الخمسة عن قلقها البالغ من التداعيات الأوسع التي قد يسفر عنها الإعتراف بالضم غير الشرعي للأراضي وكذلك تبعاته الأوسع على الصعيد الإقليمي.

رابعاً، اعتبر رئيس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، أن قرار ترامب الإعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان شكّل بالفعل تحدياً لدور الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأنه "إذا تطور العالم وفقا لأسلوب اتخاذ مثل هذه القرارات فقط، عندها يمكن للمرء أن يصل إلى وضع يقاتل فيه الجميع... يسود عندها حق القوي". واعتبر فولودين أيضاً أن "هذا يشكل طريقا مباشراً للحرب".

خامساً، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، أن قرار ترامب حول الإعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان خطوة جديدة نحو تدمير القاعدة القانونية للتسوية بالشرق الأوسط.

لكن وزير الخارجية الأمريكي بومبيو فسّر قرار رئيسه؛ فقال إنّ الولايات المتحدة اتخذت خطوة صحيحة وقامت بمجرد الإعتراف بالواقع على الأرض. عذر أقبح من ذنب؛ بومبيو لم يقل كيف وصلنا إلى هذا الواقع، ولا كيف احتلت إسرائيل الأراضي بالقوة وكيف شرّدت أهلها، وأنها مازالت تواصل جريمة الإحتلال منذ أكثر من خمسين عاماً، في تحدٍّ واستهتار بكل الشرائع والمنطق والقانون الدولي. وبالطبع هو لم يكشف الأسباب الحقيقية لقرار ترامب الماكر، لكن أحد المحللين الإسرائيليين المقربين من نتنياهو نفسه، أوضح أنّ اعتراف ترامب "بسيادة" اسرائيل على الجولان، ليس مجرد مبادرة شكلية، وليس هدية انتخابية لـ نتنياهو، بل يتفق مع المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وإنه يعزز صورة الردع الاسرائيلية، ويجعل الذراع الاستراتيجية الامريكية أطول، دون الحاجة لتعزيز قواتها في المنطقة.

قرار الرئيس الأمريكي أرعب العالم لأنه يعكس روح الثقافة الأمريكية المتجذرة القائمة على التوسع والتسلط والهيمنة باستخدام القوة، ومكافأة المجرم بمنحه الحق في استثمار جريمته. وربما لهذا السبب ارتعد الغرب قبل العرب والروس وأصدقاء سورية؛ بدا واضحا، كما ذكرت صحيفة "العرب" الصادرة في لندن "أن ترامب هو الآن في مرحلة بسط أرضية ملائمة لتفجير النزاعات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، وفي العالم بصفة عامة، بإدارته كل عقارب الساعة إلى الوراء والعودة بطرق منافية لكل التشريعات الدولية إلى فترتي الحربين العالميتين الأولى والثانية اللتين افتكت فيهما بالقوة القوى الكبرى أراضي كثيرة في مختلف أصقاع العالم".

إنها الفوضى الأمريكية الخلاقة ومحاولة إدارة العالم وفق المشيئة والمصالح الأمريكية والإسرائيلية، ولكنّ ذلك لن ينجح ولن يطول. فقد بدأ العالم بالتمرد والاستعداد للمقاومة، وقرار ترامب قرّب بلا أدنى شك نهاية الكيان العنصري الإسرائيلي.. بغض النظر عمّا يرسمه ويطرزه الإعلام الخاضع للمشيئة الأمريكية والإسرائيلية.. الأمور بخواتيمها والأيام تكشف وتثبت ذلك..!!

.

 

مصدر الخبر
خاص - محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.