تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لماذا لا يشكّل القادة العرب مجموعة "افتراضية" على وسائل التواصل الاجتماعي..؟!!

مصدر الصورة
وكالات

ليعذرنا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، رئيس القمة العربية الجديد، الذي أسماها بقمة "العزم والتضامن"؛ فلم نرَ عزماً ولا تضامناً ولا محبة ولا تعاوناً، بل رأينا في قمة تونس ـــ وهذا ليس ذنب الدولة المضيفةـــ الهوان والعجز والذل التفرّق والكره والبغضاء، وأكثر:

لم يُشف غليل بعض العرب بعد من حقده على سورية رغم كل الدمار الذي ساهم به هذا البعض، ولم يستطع تحمّل عودة سورية إلى الجامعة العربية، وكأن وجودها يؤلمه ويغطي على حضوره ويفسد تآمره وخيانته، ولذلك مازال هناك من يعارض عودة سورية إلى الجامعة. ولكن السؤال: هل تريد سورية العودة إلى حظيرة العرب؟ بالطبع لم يسألها أحد؛

قبل بدء القمة تسّرب خبر اعتذار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن حضور القمة، ثم عادت الأخبار وحملت نبأ وصوله إلى العاصمة التونسية؛ حضر الرجل وألقى كلمة "طنانة"، لكن المهم في الأفعال لا في الأقوال؛

قبل القمة أيضاً ضجت الأخبار بحضور أمير قطر تميم بن حمد؛ وصل الرجل إلى تونس، حضر جزءاً من افتتاح القمة ثم غادر قبل أن يلقي كلمة "القارة" القطرية؛ فتح الأمير برحيله المجال عريضاً للتكهنات عن سبب مغادرته؛ هل اكتفى الأمير بإضفاء بعض بريقه على "الإخوة الأعداء" في قاعة الاجتماع الملتئم، وهو لا يريد أن يثقل عليهم أكثر؟

ألقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز كلمة خلال انطلاق أعمال القمة، كانت الأولى خلال الجلسة الافتتاحية؛ فالمملكة رئيسة الدورة السابقة؛ لكن الرجل العجوز لم يحضر الجزء الأكبر من الجلسة الافتتاحية، وخرج الملك من قاعة اجتماعات القمة بعد انتهاء كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، متوجها مباشرة إلى المطار، حيث كانت طائرته تستعد للإقلاع؛ ترى لماذا غادر مسرعاً أيضاً..؟!

لم ينقص مثل هذه الاستعراضات الرئاسية والملكية والأميرية غير الاستعراض الخاص الذي كان يقوم به ويقدّمه الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، لكن الرجل ترجّل وأفسح المجال للآخرين وهم جميعاً لم يقصّروا.. ولكن؛

لم نرَ صوراً للألفة والمحبة والتعاون والتلاقي، ولا ابتسامات تعبّر عن الودّ والإخاء كما ادعى الباجي قائد السبسي؛ مجلس التعاون الخليجي منقسم على نفسه؛ قطر على خلاف مع البحرين والإمارات والسعودية؛ مصر تواجه مشاكل مع السودان؛ "المغرب العربي" لم يعد موجوداً لا بالاسم ولا بالفعل والخلافات بين دوله لا نهاية لها... الخ؛ بالكاد استطاع كل طرف كتم غيظه من أمر ما؛ فهل من حلّ يحول دون الانفجار..؟!!

في الرابع عشر من شباط من كل عام، وتحديداً منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، اعتادت مجموعة لبنانية تُسمّى "قوى 14 آذار"،  التجمع في إحدى ساحات العاصمة اللبنانية، بيروت أو احد فنادقها، بحجة إحياء ذكرى الرجل، وكانت تقوم بتوجيه الاتهامات يُمنة ويسرة وقبضِ ثمن الصراخ والهتافات ثم العودة والتفرق، كلٌ من حيث أتى؛ ولكن الذي حصل هذا العام أنّ "قوى 14 آذار" تلك، لم تجتمع كالعادة، واكتفت ببيانات الردح على "تويتر" وشقيقاته من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، ووفّرت على البلد الإرباك والازدحام والفوضى..!!

ونتوقع، والقمة العربية تسير بهذا الشكل من الاستهتار وقلة الاحترام والواجب، أن تُشكّل العام المقبل "مجموعة" افتراضية أو وهمية على "تويتر" أو "الواتس أب" بدلاً من الاجتماع في مكان ما، وتبثّ هموم قادتها وأحزانهم، وتبرز اهتماماتهم وصورهم بابتساماتهم أو عبوسهم وتجهمهم؛ وفي المجموعة الافتراضية هذه، يقوم كل زعيم عربي بحظر من لا يريد التواصل معه من الزعماء الآخرين، بل ويمكنه النميمة بقدر ما يريد؛ وهناك أيضاً فرصة لشراء "اللايكات" وتسجيل الإعجابات، ومن يعش يرَ ويسمع من عجائب وطرائف القادة العرب الكثير...؟!!

                                                            بـديـع عفيـف

 

مصدر الخبر
خاص - محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.