تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تحليل خاص الانتخابات الاسرائيلية.. خيارات وسيناريوهات الحكومة القادمة..

للوهلة الأولى، من الواضح أن النتائج شبه النهائية لانتخابات الكنيست الاسرائيلي الـ 21، رجحت كفة اليمين الصهيوني المتطرف، وكرّست هيمنته على المؤسسات الاسرائيلية، الكنيست والحكومة، كونها تعزز فرص حزب "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومته الخامسة..  إلا أنها أكدت في الوقت نفسه عمق الإنقسام الداخلي في مجتمع يعاني كماً كبيراً من الأزمات السياسية والإجتماعية، ستفرض نفسها على شكل وتركيبة الحكومة القادمة، وهي العملية التي ستمر، حسب محللين صهاينة، عبر مسار شاق من المساومات والابتزازات السياسية، بما في ذلك صفقات تحت الطاولة.. فما هي السيناريوهات المحتملة، وكيف يبدو المشهد السياسي داخل الكيان الاسرائيلي، وكيف ستكون تركيبة الحكومة الجديدة..؟

في الجوهر، لم تحمل نتائج انتخابات الكنيست الـ 21 التي جرت أمس الثلاثاء، أي جديد على خريطة التحالفات الحزبية داخل الكيان الاسرائيلي، وإن كانت أظهرت تقدم معسكر اليمين المتطرف بقيادة "الليكود"، على ما يسمى معسكر وسط - يسار بقيادة تحالف أزرق- أبيض الذي تشكل حديثا بين رئيس الأركان الأسبق بني غانتس، ورئيس حزب "يوجد مستقبل" برئاسة يائير لبيد، ووزير الحرب الأسبق موشيه يعلون.  

محللون صهاينة رأوا أن النتائج لم تحمل فوزاً صريحاً لحزب "الليكود"، في ضوء تعادل عدد المقاعد بينه وبين خصمه الرئيسي تحالف أزرق- أبيض - 35 مقعدا- لكل منهما.. بالتالي فإن حديث نتنياهو عن الفوز ربما كان مبكراً جداً، لأن تكليفه بتشكيل الحكومة القادمة، وإن كان متوقعاً، يتوقف على استمرار تحالفه مع أحزاب اليمين المتطرف، التي لن تفوّت الفرصة لرفع سقف مطالبها وفرض شروط تعجيزية على "الليكود" مقابل موافقتها على المشاركة في حكومة نتنياهو، الذي أصبح رهينة في أيدي هذه الأحزاب، ولن يكون بإمكانه تجاهل مطالبها وإملاءاتها، خصوصاً ما يتعلق بقانون تجنيد تلامذة المعاهد الدينية، "الحريديم" وزيادة مخصصات المؤسسات الدينية التابعة لهذه الأحزاب.    

في السيناريوهات المتوقعة لتركيبة الحكومة الاسرائيلية الجديدة، طرح خبراء ومحللون صهاينة ثلاثة سيناريوهات رئيسية:

السيناريو الاول، حكومة يمينية تضم "الليكود" والأحزاب اليمينية تستند إلى 65 مقعداً في الكنيست. وفي مثل هذه الحالة سيحاول نتنياهو تمرير قانون في الكنيست يمنحه حصانة قانونية يكون كفيلا بمنع محاكمته على خلفية ملفه القضائي في قضايا الفساد. لكن مثل هذا الائتلاف قد يتعرض، على ضوء تجارب الماضي، للإهتزاز والسقوط عند أول اختبار حقيقي، قد يكون على شكل خلاف مع اليمين المتطرف.

السيناريو الثاني، هو احتمال تشكيل حكومة وحدة بين "الليكود" وتحالف أزرق- أبيض، تستند إلى ائتلاف واسع من 70 مقعدا. لكن نجاح هذا السيناريو مشروط بموافقة نتنياهو على حكومة تناوب على رئاسة الحكومة بينه وبين غانتس. أي العودة إلى حقبة الثمانينيات حين تشكلت حكومة تناوب بين "العمل" برئاسة شمعون بيرس، والليكود" برئاسة يتسحاك شامير. وهذا السيناريو يبدو ضعيفا حاليا، لكنه ليس مستبعدا، ويتوقف على عاملين اثنين: نتائج المفاوضات التي سيجريها نتنياهو مع الأحزاب اليمينية، واحتمال توفر تأييد دولي، إن لم نقل ضغوط، وخاصة أمريكية، للدفع نحو هذا السيناريو، مع الأخذ بعين الإعتبار أن حكومة تستند إلى ائتلاف واسع ستكون قادرة على اتخاذ قرارات صعبة، بينها الموافقة على صفقة القرن الأمريكية، والعودة إلى المفاوضات مع الفلسطينيين، بصرف النظر عن نتائجها.

السيناريو الثالث والأخير، وهو الأضعف، لكنه غير مستبعد، هو تكليف غانتس بتشكيل الحكومة، وهذا يعني أنه سيكون كمن يدخل في حقل ألغام لأنه سيكون مرغماً على التفاوض مع بعض الأحزاب المحسوبة على اليمين الاسرائيلي مثل حزب "كولانو" برئاسة موشيه كحلون- 4 مقاعد، و"يسرائيل بيتينو" برئاسة افيغدور ليبرمان- 5 مقاعد، كي يتسنى له تشكيل حكومة تستند على ائتلاف مريح نوعا ما يستند إلى 64 مقعداً في الكنيست.

في المحصلة، يبقى كل شيء معلق على إعلان النتائج النهائية، ونتائج المشاورات التي سيجريها الرئيس الاسرائيلي ريؤفين ريفلين، مع قادة الأحزاب الاسرائيلية، لتحديد هوية المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.

سياسيا، وتحديدا ما يتعلق بسياسة الحكومة الاسرائيلية الجديدة بصرف النظر عن تركيبتها، وهوية رئيسها، لا يمكن توقع  تغييرات مهمة في السياسة الاسرائيلية من قضية الصراع العربي- الاسرائيلي، ولا حتى قضية الصراع- الاسرائيلي- الفلسطيني. ولعل ما يؤكد ذلك، هو إعلان نتنياهو قبل الإنتخابات بيومين، رفضه تفكيك أية مستوطنة واقتلاع أي مستوطن، ورفضه قيام دولة فلسطينية، وبقاء السيطرة الأمنية الاسرائيلية على منطقة غربي نهر الأردن. وهي ذات المواقف التي عرضها غانتس، قائلا إنه لن يقبل بدولة فلسطينية، ويرفض الإنسحاب إلى حدود الرابع من حزيران. وهذا يعني أن الأمور ستعود إلى نقطة الصفر، إلا في حال كانت هناك توجهات أمريكية ودولية غير معلنة، مع قرب الإعلان عن صفقة القرن بصورة نهائية..

 

إعداد: غسان محمد

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.