تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

توزيع أكثر من 17.5 ألف خلية نحل .. وقريباً دفعة جديدة في خمس محافظات..

مصدر الصورة
الثورة

مشهد الإرهاب الذي طال بأشكاله المتعددة والمتنوعة «قتل ـ تخريب ـ تدمير ـ حرق ـ سرقة ـ إتلاف» القطاعات الاقتصادية والاجتماعية كافة وبناها التحتية لم يختلف كثيراً بين قطاع وآخر، لاسيما وأن تعطيل وتوقيف عجلة الإنتاج في القطاعين العام والخاص كان العنوان الأبرز والهدف الأول في بنك أهداف المجموعات الإرهابية المسلحة الذين امتد إرهابهم ليطال حتى تربية النحل التي انتقلت من مرحلة الانتعاش والتطور «قبل الحرب» إلى التعثر والتراجع بنسبة تجاوزت الـ 70 % «خلال سنوات الحرب الثمان»، وبالتالي خروجها من دائرة القطاعات المنتجة والداعمة والمساهمة في الدخل القومي الزراعي الذي لم تسلم باقي قطاعاته «النباتية والحيوانية» من إجرام تلك العصابات.
رحلة البحث عن النتائج الدقيقة لما آلت إليه تربية النحل في سورية لم تخرج عن إطار التوقعات المسبقة لها، حيث أكدت المعلومات والأرقام التي حصلت عليها «الثورة» أن ما أصاب القطاع النباتي من محاصيل استراتيجية ورئيسية ونباتات طبية وعطرية وشجار مثمرة حراجية من ضرر «معظمها أضرار مباشرة» لا يقل عن ما تعرص له القطاع الحيواني من تخريب وتدمير ممنهج واستهداف مباشر ليس فقط لجهة تربية النحل فحسب وإنما قطاع الدواجن والمباقر والخيول والأغنام ...، التي تكرر فيها مشهد الإرهاب في صورة طبق الأصل.
فتربية النحل في سورية التي كانت ومازالت تستهوي شريحة واسعة جداً من المربين والمختصين، هبط فيها مؤشر الإنتاج من 3200 طن سنوياً خلال عام 2010 إلى ما لا يتجاوز الـ 500 طن خلال عام 2018 «دفعة واحدة» وهذا مرده إلى عزوف قسم كبير من المربين عن ممارسة نشاطهم الإنتاجي نتيجة تدنيس المجموعات الإرهابية المسلحة لمناطقهم وحرق وتخريب وسرقة عشرات آلاف خلايا النحل ما أثر سلباً وتراجعاً في هذا القطاع الذي لم يعد مساهماً كما كان في الدخل القومي الزراعي.
هذا المشهد ورغم سوداويته لم يحل دون اجتراح الحلول المناسبة لضمان ديمومة العملية الإنتاجية في هذا القطاع، من خلال نقل مراكز التربية والخلايا إلى المناطق الساحلية، بعد التدمير الذي أصاب مواقع التربية في محافظات المنطقة الشمالية الشرقية وتحديداً في محافظة الحسكة ومنطقة القامشلي والذي سجل «100 %»، كل ذلك لإنتاج كميات من العسل البلدي الأصلي الذي اصطدم بدوره بصخرة العسل المغشوش المنتشرة كالفطر السام في جميع المناطق والمنتج في معمل منتشرة في محافظتي ريف دمشق وحماه تحديداً، ما جعل المنتج الأصلي البلدي يدخل في حالة كساد وعدم تصريف نتيجة المنافسة والمزاحمة غير المشروعة التي يتعرض لها، الأمر الذي دفع الجهة المسؤولة عن ملف العسل غير المغشوش إلى تحضير مذكرة بهذا الشأن استعداداً لوضعها على طاولة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك من جهة، والتحرك باتجاه وضع خارطة طريق حكومية وخاصة لإعادة ترميم جزء من الأضرار تمهيداً لعودته التدريجية إلى موقعه على الخارطة الزراعية الإنتاجية.
«الثورة» توجهت بسؤالها إلى المهندس إياد دعبول الأمين العام المساعد لاتحاد النحالين العرب «أمانة سورية» الذي أكد أن سبب كساد العسل الطبيعي هو العسل المغشوش وثمنه البخس الذي يغري الشاري على الرغم من أضراره الصحية والمادية، لجهة عدم معرفة منشأه أو مصدره أو تركيبته.
وأضاف أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي واتحاد النحالين العرب وبالتعاون مع المنظمات الأممية العاملة في سورية قامت منذ عام 2016 وحتى تاريخه بتوزيع 17 ألف و500 خلية نحل على المربين في محافظات حمص وحماه وحلب وريف دمشق ودرعا والسويداء والقنيطرة وطرطوس واللاذقية بقيمة تقديرية تتجاوز 875 مليون ليرة.
وكشف دعبول عن وجود منحة جديدة سيتم توزيعها قريباً وهي عبارة عن 1500 خلية نحل لـ 500 مستفيد موزعين في محافظات حمص وحماه ودرعا السويداء والقنيطرة بمعدل ثلاث خلايا لكل مستفيد «وسطي قيمة الخلية 50 ألف ليرة» إضافة إلى مستلزمات العملية الإنتاجية، منوهاً إلى أن فتح باب استيراد العسل من شأنه أن قطع الطريق وبشكل كامل على عمليات تهريب هذا المنتج من الخارج، وبالتالي الحيلولة دون إغراق السوق بالعسل المغشوش أو المغذى، وحلوله محل العسل الأصلي، لاسيما إذا عرفنا أن حاجة السوق المحلية سنوياً من منتج العسل النهائي تصل إلى 1000 طن والمتوفر حالياً في الأسواق المحلية لا يتجاوز الـ 500 طن في حين أن حصة الفرد السوري السنوية تتراوح بين 30 و50 غرام بينما تصل في باقي دول العالم بين 400 و500 غرام سنوياً.
وأوضح أن أهمية التعاون الدائم و المستمر بين الوزارة والجهات الدولية المانحة وفي مقدمتها منظمة الأغذية والزراعة إنما ينطلق من دور القطاع الزراعي السوري بشقيه النباتي والحيواني في تحقيق الاكتفاء من السلع الزراعية والأمن الغذائي وتحسين مستوى معيشة المزارعين، مشيراً أن الهدف من هذا التحرك هو الأخذ بيد العاملين في تربية النحل «الحاليين والسابقين والمستقبليين» وجعلهم شركاء أساسيين في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال تثبيت هذه الشريحة المتضررة من الأحداث الحالية التي تشهدها البلاد على يد العصابات الإرهابية المسلحة والحفاظ على فرص العمل القائمة في قطاع الزراعة بشقيه النباتي والحيواني، وايجاد فرص عمل جديدة وإضافية لأبناء تلك المناطق والحفاظ على فرص العمل القائمة في قطاع الزراعة، والمساهمة في إعادة عجلة العملية الإنتاجية الزراعية للدوران من جديد في المناطق التي توقفت بها أو تراجعت بشكل أو بآخر الذين تضرروا نتيجة الأعمال التخريبية الإرهابية .

الثورة - عامر ياغي:

مصدر الخبر
الثورة

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.