أشاد الرئيس بوتين بالتكامل الاقتصادي الأوراسي، معتبرا أن مشروع التكامل هذا أثبت نجاعته خلال السنوات الـ25 المنقضية على انطلاقه. وفي رسالة للمشاركين في المؤتمر العلمي العملي الدولي "من الفكرة إلى الواقع"، الذي بدأ أعماله في مدينة نور سلطان اليوم، كتب بوتين: "أحييكم بحرارة بمناسبة افتتاح هذا المؤتمر الدولي. فعلى مدى السنوات الـ25 الماضية، قطعت بلدان المنطقة الأوراسية طريقا طويلا، من فكرة تشكيل اتحاد دول متساوية الحقوق التي طرحها أول رئيس لكازاخستان نور سلطان نزارباييف في جامعة موسكو، وصولا إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الناجح الحالي". وأشار إلى أن دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي مستمرة في تعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية والاستثمارية والإنسانية المتبادلة. وشدد بوتين على أن، "التعاون عبر الحدود وبين الأقاليم يتطور بشكل حيوي، ويجري تنفيذ مشاريع مشتركة واسعة النطاق في مختلف المجالات، وهناك تفاعل مع الهياكل الأخرى متعددة الأطراف في القارة". وتابع: "عمليات التكامل داخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، توفر فرصا إضافية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية والتحالف بين روسيا وكازاخستان، وهو أمر هام ولصالح شعوبنا الشقيقة".
إلى ذلك، أعلن بوتين في اجتماع مع القادة العسكريين والنواب العامّين أن صاروخ "سارمات" الثقيل العابر للقارات، اجتاز الاختبارات الأساسية وصار في المراحل الأخيرة قبل اعتماده. وذكّر الرئيس بوتين "بالعمل المضني والممنهج الذي تم بذله في السنوات الأخيرة لتطوير الجيش الروسي بشكل متكامل، وتزويد القوات المسلحة بالأسلحة والمعدات الحربية المتقدمة والحديثة". وقال: صاروخ "أفانغارد" بمحركاته فرط الصوتية، سيعزز بشكل كبير من قدرات القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية وأضاف، أن "سارمات" يجتاز حاليا وبنجاح، آخر الاختبارات قبل دخوله الخدمة.
إلى ذلك، ووفقاً للحياة، تبنّى البرلمان الروسي قانوناً مثيراً للجدل، لإنشاء "شبكة إنترنت مستقلة" في روسيا تكون معزولة عن الخوادم العالمية الرئيسة، اعتبره منتقدوه وسيلة للسلطات لتشديد رقابتها على الشبكة الإلكترونية. والنص الذي تم تبنّيه في قراءة ثانية، بـ 320 صوتاً في مقابل 15، يجب أن يُطرح لقراءة ثالثة ثم يصادق عليه مجلس الشيوخ، في إجراء روتيني، قبل أن يقرّه الرئيس بوتين. والنصّ الذي يحمل اسم "سلامة الشبكة المعلوماتية"، ينصّ على السماح للمواقع الروسية بالعمل من دون المرور عبر الخوادم الأجنبية. وتؤكد الجهات التي تقف وراء مشروع القانون أن الهدف منه هو إيجاد "آلية دفاعية لضمان استقرار مهمات شبكات الإنترنت في روسيا على المدى البعيد"، في حال اتخذت الولايات المتحدة أيّ تحرك إلكتروني لتهديدها.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن بلاده فعلت بلا جدوى، كل ما في وسعها لإقناع الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا، بالتخلي عن مشروع "السيل الشمالي-2" للغاز الروسي إلى أوروبا. وقال بومبيو أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي: "بذلنا عمليا كل الجهود الممكنة لإقناع الأوروبيين وفي المقام الأول ألمانيا بالتخلي عن المشروع، لكننا لم ننجح حتى الآن". وأضاف: "ألمانيا متمسكة بالمشروع، ونحن نعمل معها لمعرفة ما إذا كان هناك طريقة لضمان إمدادات بعض الطاقة إلى أوروبا، وعلى الأقل عبر أوكرانيا". وفي وقت سابق صرح بومبيو، بأن بلاده تعارض اعتماد حلفائها في أوروبا على الغاز الروسي، وخاصة بعد إنجاز "السيل الشمالي-2".
