تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

خمسة آلاف موقع أثري في حمص نتاج ثلاث وثلاثين حضارة

مصدر الصورة
SANA

تحتضن ربوع محافظة حمص نحو خمسة آلاف موقع أثري كانت نتاج عشرات الحضارات التي تعاقبت على المنطقة لتضفي عليها صفات التعدد والتنوع والغنى.

وتنتمي المواقع الأثرية في حمص وفق المهندس أحمد عكاش مدير السياحة في المحافظة إلى ثلاث وثلاثين حضارة متعاقبة مبيناً أن هذه المواقع تضم أسواقاً وخانات وحرفاً تقليدية وبيوتاً قديمة تشكل منتجاً سياحياً مميزاً  قادراً على تحقيق نهوض اقتصادي فضلاً على دورها المعرفي داعياً إلى ترميم المواقع التي يتهددها خطر التداعي والاهتمام بتقديم الخدمات السياحية فيها.

ولفت عكاش خلال تصريح لمراسلة سانا إلى أن مساحة المحافظة الواسعة أدى إلى غناها بالمدن والأوابد الأثرية الضخمة من تدمر وقلعة الحصن وقصر الحير الشرقي وكنيسة أم الزنار وجامع خالد بن الوليد وتل المشرفة ودير مارجاورجيوس وكنيسة ماراليان الحمصي إضافة إلى أسواقها وأبوابها القديمة ما يسهم في جعلها قبلة سورية الأولى للسياحة ولا سيما بعد عودة الأمن والأمان إلى معظم مناطقها.

ولدى استعراض المواقع الأثرية في حمص تكتسب قلعة الحصن أهمية فريدة وخاصة أنها صنفت ضمن مواقع التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” منذ عام 2006 حيث تمتاز وفق الباحث والمهندس المعماري غسان جنعير من لجنة التراث في نقابة المهندسين بجاذبيتها وفرادتها الهندسية الرائعة وتنوع فنون العمارة وامتزاجها فيها إضافة إلى إطلالتها الساحرة بين أحضان الطبيعة مؤكداً زيادة الاهتمام بها لما تحتويه من عناصر طبيعية وبشرية وعوامل جذب سياحية.

وتشترك مدينة تدمر مع قلعة الحصن في أنها هي الأخرى مسجلة على مواقع التراث العالمي ولكن قبلها بستة عشر عاماً حيث تؤكد المهندسة غصون قسيس من مديرية السياحة أن النهوض بواقع المدينة بعد ما طالها من إرهاب ضرورة حتمية لتنشيط السياحة في المحافظة مع تطوير بنيتها التحتية ومرافقها من مطاعم وفنادق لتأمين الخدمات اللازمة مشيرة إلى وجود فكرة حالياً لتجديد فندق زنوبيا وهو أحد أقدم الفنادق الموجودة في تدمر وبني بين عامي 1918و1920.

وبعد ما جادت به السماء هذا العام من أمطار غزيرة فإنها أعادت تفجر نبع (إفقا) التاريخي في مدينة تدمر ما ينعش بدوره السياحة العلاجية وفق الباحث في الآثار ومدير سياحة تدمر جميل عمر القيم الذي دعا إلى إعادة تأهيل النبع لاستثماره أثرياً وبيئياً وسياحياً وإدخاله ضمن برامج الاستثمار السياحي الذي تقيمه وزارة السياحة سنوياً بحيث يشكل مورداً اقتصادياً وعائداً اجتماعياً للعمالة في تدمر.

وإلى جانب الأوابد الأثرية التي تضمها حمص وباتت أشهر من نار على علم فإنها تضم مواقع أخرى مهمة بحاجة لتسليط الضوء عليها مثل سد خربقة حيث يبين المهندس المعماري عامر جواد السباعي أنه شيد في الحقبة الرومانية بغرض تجميع السيول في منطقة البصيري شرق حمص والتي كانت تحتوي غطاء نباتياً كثيفاً حينها مشيراً إلى أن البادية في سورية تضم الكثير من الكنوز الثقافية ويجب الاهتمام بها.

وجراء التخريب الممنهج الذي طال محافظة حمص خلال سنوات الحرب الإرهابية على يد التنظيمات التكفيرية يصبح لزاما إطلاق حملات توعية لزيادة العناية بالآثار وصونها للأجيال كما يؤكد رئيس الجمعية التاريخية بحمص الدكتور عبد الرحمن البيطار عبر إعداد وطباعة وثائق ومخطوطات تاريخية ونشرها في مجلات ودوريات لإغناء المكتبة بكل ما يسهم في التعريف عن آثارنا.

 صبا خيربك

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.