تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حكومة ضيقة جداً وأمنيات صعبة التحقيق

مصدر الصورة
خاص

من المتوقع أن يشكل بنيامين نتنياهو حكومته الخامسة بعد تكليفه من قبل رئيس دولة إسرائيل روفين ريفلين، وستحظى هذه الحكومة بدعم 65 مقعداً يمينيا من أصل 120 مقعداً. ولكن حزب "إسرائيل بيتنا"، بزعامة افيغدور ليبرمان، لن يشارك في هذه الحكومة حسب مصادر مُطّلعة، وسيكون مجرد شبكة أمان لنتنياهو، أي أن حكومة نتنياهو ستعتمد على قاعدة برلمانية ضيقة جداً.

 

أما أهداف نتنياهو في تشكيل مثل هذه الحكومة وبأسرع وقت فتتمثل بالآتي:

 

  1. بقاء اليمين الإسرائيلي الحاكم من دون مشاركة تيارات الوسط، وتحقيق بعض مطالب هذا اليمين فيما يتعلق بالضفة الغربية والاستيطان، والتعامل مع الملف الإيراني والاستمرار في تقوية وتعزيز العلاقات العلنية مع العديد من الدول العربية والاسلامية الى درجة إقامة علاقات دبلوماسية معها.

 

  1. تمرير العديد من القوانين التي تخدم اليمين، وتخدم نتنياهو شخصياً وخاصة تأمين سن القانون المماثل للقانون الفرنسي الذي يمنح حصانة لرئيس الحكومة، ويمنع القضاء من إجراءات ضده.

 

  1. تعيين وزير عدل يميني ليكودي يؤيد نتنياهو، وهذا الوزير قد يبعد عن الحكم من السلطة القضائية من هم ضد نتنياهو الذين يعملون على تقديمه للمحاكمة!

 

والمؤكد أن أحزاب اليمين جميعاً، وكذلك الأحزاب الدينية، ستدعم نتنياهو في تمرير هذه القوانين، لكن هناك عقبات أمام هذه القوانين إذ أن عدداً من أعضاء حزب الليكود لن يصوتوا لصالح "القانون الفرنسي" لانه سيسيء لحزب الليكود ونزاهته، وكذلك فان أعضاء حزب "كلنا" بقيادة موشيه كحلون، وزير المالية في الحكومة السابقة، لن يؤيدوا التصويت على هذه القوانين، وقد يكون كحلون فقط المؤيد للقانون، وبالتالي فان مثل هذه القوانين التي هي لصالح نتنياهو من الصعب أن تسن إلا إذا حدثت معجزة أو صفقات قدم من خلالها نتنياهو للأعضاء المعارضين المتحالفين معه عروضا اإغرائية كبيرة وسرية!

 

و إذا لم تمرر مثل هذه القوانين، فإن نتنياهو وبعد حوالي ستة شهور أو سنة، سيعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية، التي ستشكل تهديدا للأحزاب اليمينية بضرورة تلبية رغباته وإلا فانهم سيفقدون المكاسب التي حققوها من خلال مشاركتهم في هذه الحكومة.

 

ولا بد من الإشارة الى أن نتنياهو سيراهن خلال الاشهر القادمة على وقوع خلافات وانشقاقات داخل حزب "أزرق - أبيض" بقيادة بيني غانتس، لكن مقربين لهذا الحزب قالوا إن الحزب قوي ومتماسك، ولن يسمح لنتنياهو بأن يحدث أي انشقاق فيه. كما أنه سيقود المعارضة، وسيجعل مهمة نتنياهو في تمرير قوانين مخالفة للديمقراطية صعبة جداً.

 

في الخلاصة، فان نتنياهو سيشكل حكومة يمينية ضيقة جدا جدا، ولكنه لن يستطيع أن يحقق كل أهدافه وامنياته، وخاصة اذا تحرك القضاء، ولم يتردد في محاسبة نتنياهو على اخطائه، وعلى تحمله مسؤوليات ملفات الفساد المتورط فيها.

جاك يوسف خزمو

رئيس تحرير مجلة البيادر

القدس 17/4/2019

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية- خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.