تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العصا والجزرة

مصدر الصورة
وكالات

لم تدخل العلاقات الأمريكية - الكورية الشمالية بعد مرحلة الدفء، التي راهن عليها الكثيرون، كمدخل لاتفاق بينهما يُنهي عقوداً من العداء، ويضع حداً لتوتر شديد بلغ حد التهديد بمواجهة عسكرية على خلفية البرنامج النووي الكوري الشمالي، وتجارب الصواريخ الباليستية، القادرة على حمل رؤوس نووية.

ورغم القمتين اللتين جمعتا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في سنغافورة خلال شهر حزيران الماضي، وقمة هانوي في 27 شباط الماضي، إلا أن الجليد في العلاقات- الذي ذاب في القمة الأولى- سرعان ما عاد إلى ما كان من قبل، بعد القمة الثانية؛ لأن عوامل الثقة التي بدأت تتشكل بين ترامب وكيم في قمة سنغافورة تآكلت، وفقدت قوة دفعها؛ وذلك ما أكدته نتائج قمة هانوي الباهتة، التي تم اختصارها بيوم واحد بدلاً من يومين، وانتهت بشكل عاجل من دون اتفاق على شيء، رغم أن آمالاً عريضة بُنيت عليها؛ لتحقيق اختراق مهم على صعيد وضع حد للبرنامج النووي الكوري الشمالي، ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، بما ينقذ منطقة شبه الجزيرة الكورية ومنطقة جنوب شرق آسيا من حالة التوتر، التي تهدد أمنها وسلامتها.

إن دعوة كوريا الشمالية لتغيير وزير الخارجية الأمريكي بومبيو كمفاوض رئيسي، وإعلان عدم رغبتها في التعامل معه، وتغييره «بشخص آخر أكثر نضجاً»، يعني أنها لا تثق في هذا الرجل؛ لأنه حسب رأيها «يتحمل مسؤولية المأزق الحالي في المفاوضات بين الجانبين».

هذا الموقف يُشير إلى أن الحديث عن عقد قمة ثالثة بين ترامب وكيم يواجه عقبة يجب تسويتها قبل انعقاد مثل هكذا قمة، طالما أن بيونج يانج لا ترى بوزير الخارجية الأمريكي مفاوضاً يمكن الوثوق به.

بيونج يانج كانت حمّلت بومبيو ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون مسؤولية فشل قمة هانوي؛ عبر «إشاعة جو من العداء وعدم الثقة»، وزاد على ذلك بلة، أن بومبيو أكد في تصريح له- الأسبوع الفائت أمام الكونجرس- تصريحات سابقة وصف فيها زعيم كوريا الشمالية ب«الطاغية»، الأمر الذي أثار بيونج يانج، وعدته «مساساً بكرامة قيادتنا العليا، وأصاب كل من هو عاقل بصدمة طاغية»، وفقاً لمدير عام دائرة الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية الكورية الشمالية كون جونج غون.

منذ بداية العملية الدبلوماسية بين البلدين- في العام الماضي- فضلت بيونج يانج التعامل مباشرة مع ترامب، الذي يصف كيم ب«الصديق»؛ لكن يبدو أن فريق المفاوضات الأمريكي لا يجيد التعامل مع بيونج يانج التي بدأت تشعر بأن المطلوب منها التنازل عن كل شيء من دون الحصول على شيء، وهو ما أشار إليه بومبيو بالقول: «ما زلت مسؤولاً عن الفريق المفاوض، وسنواصل الضغط على كوريا الشمالية، كما سنواصل فرض تطبيق كل العقوبات على كوريا الشمالية، وتشجيع كل الدول على فعل ذلك».

قد لا تصح المفاوضات مع كل الدول بمنطق العصا، هناك دول تحتاج إلى جزرة أيضاً.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.