تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عن قمة بوتين - كيم

مصدر الصورة
وكالات

القمة التي تجمع اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في مدينة فلاديفوستوك في شرقي روسيا، وهي الأولى بين الزعيمين، لن تكون قمة عادية، بل تحمل مضامين سياسية مهمة على صعيد العلاقات بين البلدين، والجهود المبذولة لتسوية أزمة الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية الكورية الشمالية، والعقدة التي تواجه المفاوضات بين بيونج يانج وواشنطن بهذا الخصوص، والدور الذي يمكن لموسكو، والحليف الصيني أن يلعباه في دعم موقف كيم بمواجهة موقف الرئيس الأمريكي ترامب، خصوصا بعد فشل القمة الأخيرة التي جمعتهما في هانوي.

معروف أن كوريا الشمالية تحتفظ بعلاقات دافئة مع روسيا التي تقدم الدعم السياسي لها، وتوفير مساعدات إنسانية لمواجهة الظروف الإقتصادية الصعبة التي تواجهها في ظل العقوبات الأمريكية. وكانت آخر قمة عقدت بين البلدين قبل ثماني سنوات في موسكو وضمت كيم جونج إيل والد الزعيم الحالي وديمتري مدفيديف.

روسيا كانت شاركت في المحادثات التي عقدت العام 2009 في إطار المفاوضات السداسية إلى جانب الكوريتين واليابان والولايات المتحدة والصين في إطار الجهود التي بذلت آنذاك لإقناع كوريا الشمالية بالتحلي عن برنامجها النووي.

الكرملين قدم إضاءة بسيطة على قمة اليوم، حيث أشار يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للشؤون السياسية إلى أن «الخلاف النووي وكيفية حله سيكون الموضوع الرئيسي على جدول أعمال الزعيمين»، وقال إن «الوضع في شبه الجزيرة الكورية استقر إلى حد ما خلال الأشهر القليلة الماضية بفضل مبادرات كوريا الشمالية»، وهذا يعني باللغة الدبلوماسية بأن الطرف المقابل، أي الولايات المتحدة لم تبادر إلى موقف إيجابي كما فعلت كوريا الشمالية.

اكتفاء المسؤول الروسي بهذا التصريح المقتضب يعكس من جهة ثانية حرص الطرفين على إبقاء مضمون المحادثات سريا، لكن مصادر سياسية روسية مطلعة تؤكد أن القمة ستكون لها أهمية خاصة بالنسبة للبلدين. كوريا الشمالية تسعى للحصول على دعم لموقفها في المفاوضات مع الولايات المتحدة، وروسيا ترغب في أن يكون لها دور في الملف النووي الكوري الشمالي إلى جانب الصين في إطار سعيها الحثيث لتعزيز أوراقها التفاوضية مع واشنطن حول العديد من الملفات الإقليمية والدولية، وخصوصاً في سوريا وأوكرانيا وفنزويلا ومعاهدة الصواريخ النووية المتوسطة التي انسحبت منها واشنطن.

اللافت أن هذه القمة تتزامن مع وصول ستيفن بيجون المبعوث الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية إلى موسكو لمناقشة المسألة النووية الكورية، ما يعني أيضا أن واشنطن ربما تراهن على موقف روسي يدعم حل هذه الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، وهو أمر ترحب به موسكو ويدفعها إلى الصفوف الأمامية في مساعي الحل بدلا من أن تظل في الصفوف الخلفية.

يرى البعض أن قمة بوتين وكيم سوف تكون على حساب دور الصين، إلا أن الكرملين ليس بهذه السذاجة كي يفرط في علاقاته مع بكين، فالأفضل له أن ينسق معها، خصوصا أن تحالفاً استراتيجياً يجمعهما، ومصلحتهما أن يتعاونا معاً لأن الإدارة الإمريكية وفي إطار الإستراتيجية القومية التي أعلنتها العام الماضي تضعهما معا في خانة «الأعداء».

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.