تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

في عيد العمال العالمي.. العالم إلى أين..؟

بديـع عفيـف

كشفت دراسة جديدة أن الناس يعانون من مستويات عالية من مشاعر الغضب والقلق والحزن في جميع أنحاء العالم. وحسب تقرير عن «العواطف العالمية»، لمركز استطلاعات الرأي الأميركي «غالوب»، فإن معدلات التجارب والأحاسيس السلبية آخذة في الارتفاع، حيث بلغت أعلى مستوياتها منذ بدء فكرة تسجيلها؛

وقال أكثر من ثلث الأشخاص موضوع الدراسة إنهم يعانون من قلق كبير (39 في المائة) أو الإجهاد (35 في المائة)، ويشعر واحد على الأقل من كل خمسة بالحزن (24 في المائة) أو الغضب (22 في المائة)، وادعى 31 في المائة من الأشخاص أنهم يعانون «الكثير من الألم البدني». وكانت الدراسة قد أجريت في عام 2018، وشارك فيها أكثر من 150 ألف شخص بالغ في 140 دولة حول العالم. وتم طرح أسئلة على المشاركين لقياس توازنهم في التجارب اليومية (الإيجابية منها والسلبية)، مثل: هل ابتسمت أو ضحكت كثيراً بالأمس؟ هل عانيت من الغضب كثيراً أمس؟ أوردت ذلك، صحيفة "الشرق الأوسط أونلاين".

لكن الخبر الذي أوردته الصحيفة له جانب آخر: لماذا يعاني الناس من مستويات عالية من مشاعر الغضب والقلق والحزن في جميع أنحاء العالم..؟! ربما لا تحتاج الدراسة للبحث في ذلك، لأن أسباب الغضب والقلق والحزن كثيرة ومتعددة، ربما بتعدد الأشخاص أنفسهم. لكن ثمة أسباب عالمية مشتركة لحزن وقلق العالم وخوفه؛ فقد اعتبر الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف، أن على روسيا والولايات المتحدة حماية الحوار الاستراتيجي، لأن سياسة الردع النووي المتبادل بين البلدين محفوفة بعواقب كارثية.

وقال غورباتشوف لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: "لا يمكن للردع أن يحمي العالم من وقوع غلطة نووية فظة أو من الإرهاب النووي". وأكد على أن هذين الاحتمالين يصبحان واقعيين بشكل متزايد، في غياب حوار مستدام وغني المضمون بين واشنطن وموسكو". وقال: "إني على ثقة تامة بأن مبدأ الردع النووي يضع العالم تحت التهديد المستمر بدلا من ضمانه حماية العالم". وأكد غورباتشوف أن روسيا والولايات المتحدة، تقفان اليوم على مفترق طرق خطير للغاية، ويجب عليهما التمعّن والتفكير عميقا... والكرة الآن في ملعب قادة البلدين".

بالطبع، لم يحدد السيد غورباتشوف أي "كرة" يقصد؛ المصطلح مأخوذ من لعبة كرة القدم، ويشير إليها في العادة، لكنه، ربما يشير هنا إلى الكرة الأرضية برغم حجمها؛ فالجحيم النووي وغير النووي يتهددها ويتهدد مستقبلها بمن عليها؛

وفي مقالها، "المحيط في خطر؟ ظهر منافس أمريكي لـ"بوسيدون"، تحدثت ليديا ميسنيك، في صحيفة "غازيتا رو"، حول ظهور نظير أمريكي للطوربيد الروسي المسمى "طوربيد يوم

القيامة"؛ أجل، لقد عثر صحفيو "هوانكيو شيباو" الصينية، على درون أمريكي غواص، حامل للطوربيدات فائقة السرعة؛ ومن الناحية النظرية، يمكنه اكتشاف الأهداف وتدميرها ذاتيا.

هل أصبحتم أكثر اطمئناناً لأن القادة العالميين متيقظون وساهرون على أمننا وراحتنا؟! إذا لم يكن جوابكم بالإيجاب، فربما معكم حق؛ فأغلب هؤلاء تنقصهم الأخلاق والحكمة وحسن التدبير ورجاحة العقل، حسب رأي بعضهم الآخر؛

فقد أشارت نائب وزير خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي إلى أن لدى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو "أفكاراً حمقاء وخطيرة"؛ العاصمة الكورية الديمقراطية، بيونغ يانغ، كانت قد طالبت في السابق باستبعاد بومبيو من أي محادثات مستقبلية، ووصفته بـ"الطائش" أيضاً.

ليس هذا فحسب؛ بل إنّ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، تمنّى على "السنيور" بومبيو، في كلمة بثها التلفزيون الوطني، بعد فشل الإنقلاب المدعوم أمريكياً في فنزويلا، بألا يتمادى في "التفاهة". قد يكون وزير خارجية الولايات المتحدة طائشاً وتافهاً، ولديه أفكار حمقاء وخطيرة، ولكنّ المشكلة أنّ بلاده تمتلك سلاح "يوم القيامة" أيضاً..!!

وإذا كان الرئيس غورباتشوف يخشى غلطة نووية فظة ومن الإرهاب النووي، وإذا كان مبدأ الردع النووي يضع العالم كله تحت التهديد المستمر بدلاً من ضمانه حماية العالم؛ وإذا كان القادة العالميون يركزون اهتمامهم على السباق التسليحي وشنّ الحروب والتفوق في التدمير والقتل وتحقيق الدمار الأوسع؛ ألا تصبح مشاكل مثل الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وتحسين ظروف المعيشة للبشر دون تمييز، ومواجهة الأمراض الخطيرة وارتفاع حرارة الأرض ومشاكل المناخ... الخ، مسائل ثانوية في قائمة تركيزهم وتوجهاتهم؟!!

أجل ثمّة أسباب عالمية مشتركة للقلق والحزن والغضب، بل وللخوف واليأس الألم... ولكن مع ذلك، ثمة مساحات أخرى للفرح والأعياد والأمل؛ للصلاة من أجل إنقاذ البشرية من الطيش والجنون والحماقات؛ للفصح المجيد ولرمضان المبارك؛ للخير ولقوة الحق ومنطق الحق والحكمة والصلاح والهداية...

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.