تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تحليل إسرائيلي لعلاقات إسرائيل مع العالم العربي و النظرة العربية لصفقة القرن

مصدر الصورة
وكالات

صحيفة "يسرائيل هيوم": كيف تبدو علاقات إسرائيل مع العالم العربي بعد 70عاماًعلى اقامتها..؟

كتب البروفيسور الإسرائيلي، ايال زيسر، إن علاقات إسرائيل مع العالم العربي في العقود الأولى لإقامتها، تميزت بصراع دامٍ، بعد رفض العرب التسليم بوجودها، واعتبارها موقعاً متقدماً للغرب في قلب الشرق الاوسط. في حين حمّل كثيرون في العالم، إسرائيل مسؤولية الصراع مع جيرانها، ورأوا أن الصراع هو السبب المركزي لانعدام الاستقرار الإقليمي وللمشاكل في المنطقة، التي أدت الى ظهور "الإرهاب الاسلامي" الذي انتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم.

لكن تحولاً كبيراً حصل بعد سبعة عقود على قيام إسرائيل. فهي اليوم، لاعب إقليمي يتمتع بالقوة والمكانة، والأهم من ذلك، "دولة مقبولة وشرعية وحليف مرغوب في نظر بعض العالم العربي". إذ تقيم علاقات سلمية مع بعض جيرانها، وتعاوناً استراتيجياً، على شكل تحالف غير معلن، لا سيما في المسائل الأمنية، وحتى في الاقتصاد، مع الدول العربية الأخرى. وهذا التحول يعكس وجه الشرق الاوسط المتغير، وخاصة "تراجع" القومية العربية وضعف الدول العربية أمام قوة إيران وتركيا، ما يدفع الدول العربية للتعاون مع إسرائيل، وخاصة دول الخليج.

وأمام هذا الواقع، تراجعت القضية الفلسطينية عن مقدمة جدول الأعمال العربي، وهي التي كانت تشكل عائقاً امام أي محاولة لدفع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. ورغم أن القضية الفلسطينية لا تزال مهمة وربما عقبة أمام إقامة علاقات سلام بين إسرائيل وجاراتها، إلا أن بعض الأنظمة العربية نجحت في المناورة بين التزاماتها تجاه شعوبها ومصير الفلسطينيين، وبين مصالحها بدفع العلاقات مع إسرائيل.

بالتالي، فإن التحالف بين إسرائيل وعدد من جاراتها، والذي يركز في الأساس على "التهديد الإيراني"، من شأنه أن يتوسع أكثر الى ما هو أبعد من ذلك. فلإسرائيل والعرب مصالح مشتركة كثيرة، مثل الكفاح ضد "الإسلام الراديكالي"، وتحسين الاقتصاد الاقليمي. فالتعاون الأمني بين إسرائيل واليونان وقبرص، وتوثيق العلاقات الاقتصادية مع البلدين ومع مصر، يؤشران الى إمكانية توسيع شبكة العلاقات والتحالفات بعيداً عن القضية الفلسطينية، الى مسائل استراتيجية، حتى خارج الشرق الاوسط. فالحديث هذه المرة يدور عن تحالفات جديدة، تشكل إسرائيل فيها المحور الذي تدور حوله شبكة التحالفات، ما يعني تحولها من لاعب هامشي ضعيف ومعزول في نظر العالم العربي، الى "دولة قوية وحليف مرغوب".

صحيفة معاريف: عندما تبدل البقرة الحلوب وجهها.. السعودية والإمارات وصفقة القرن..

كتب المحلل جوكي حوكي، أن مبعوثي الرئيس الأمريكي الى المنطقة، اقترحوا على الفلسطينيين مساراً لحل تاريخي للصراع، وفي نفس الوقت، يقومون بإذلالهم في كل مناسبة. وهذا الأسبوع، اتضح أن السلطة الفلسطينية ليست الوحيدة، فحتى السعودية، تعرضت للإهانة من قبل ترامب، الذي وصف المملكة بالدولة الغنية جداً، قائلاً إن الولايات المتحدة تدافع عنها.

وأضاف المحلل، إن السعودية هي حجر الأساس في اتفاق السلام الذي سيطرحه الأمريكيون في المنطقة، نظراً لمكانتها الإقليمية والدينية، وخاصة المالية. يضاف الى ذلك أن صفقة القرن تركز على تحسين الاقتصاد الفلسطيني، حتى في قطاع غزة. والأموال المطلوبة يجب أن تأتي من جهة ما. ومن الطبيعي أن يطلب الأمريكيون من شيوخ الرياض أن يكونوا البقرة الحلوب.

ورأى المحلل، إن السعودية، فهمت مسبقا أن ترامب يتوقع منها أن تكون الممول الأساس لخطة السلام الإشكالية، لكنها لا تبدو متسرعة للمساهمة في تمويل الخطة الأمريكية، لسبب بسيط لكنه جوهري، هو أنها ليست بحاجة لوجع الرأس. إذ كيف يمكن للسعودية أن تشرح لشعبها بقاء القدس الشرقية تحت السيادة  اليهودية..؟ السؤال هو: هل ستتخلى الأنظمة العربية عن مبادئها وتقرر بيع فلسطين، فقط لأن الولايات المتحدة تدافع عنها..؟ ربما كانت بعض الانظمة على استعداد للتخلي عن القضية الفلسطينية. لكن الشارع لن يسمح لها بذلك. فالشارع العربي هو اليوم بمثابة المسدس المسلط على رقاب حكامه. وفي ضوء ذلك، فإن اقتراح السلام الأمريكي، يحظى، قبل أن يولد، بتأييد محدود من الشركاء الطبيعيين.

ترجمة: غسان محمد

 

مصدر الخبر
محطة اخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.