تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إدلب إلى حضن الوطن.. آن الأوان..!!

مصدر الصورة
وكالات

أحد ثوابت القيادة السورية هو استعادة كل ذرة تراب من الأرض السورية، ومحافظة إدلب ليست استثناء؛ القيادة العسكرية جاهزة للتنفيذ، لتحرير المدينة وتخليصها من براثن الإرهابيين وجرائمهم؛ إرادة التحرير موجودة والقرار أيضاً، لكن التنفيذ تأخر بعض الوقت لمنح الفرصة للحلول الأخرى لتجنب إراقة الدماء وتجنّب قتل أي مدني، وحتى لا يبقى من عذر لأحد؛ وقّع الرئيس بوتين اتفاقاً في أيلول من العام الماضي مع الرئيس التركي إردوغان لتجنب المعركة وإيجاد حلٍّ بالطرق السلمية؛ لم تنفّذ تركيا حرفاً واحداً من تعهداتها والجميع بات يدرك ذلك، بل إنّ بعضهم يبارك حالة التمرد والتخريب التي تعيشها إدلب القابعة تحت سيطرة "جبهة النصرة" المتلونة الإرهابية؛ لمصلحة من يتم ترك المدينة تحت رحمة هؤلاء القتلة..؟!

الحجة القائلة بوجود مدنيين لم تعد تنطلي على أحد؛ الجميع يعلم أنّ إدلب لن تبقى خارج سلطة الدولة، متروكة بأيدي الإرهابيين الذي يمارسون العدوان والقصف والترهيب ضد المناطق الآمنة وكل المدن المجاورة في حماة واللاذقية؛ من يريد من المدنيين أن يتجنب تصفية القتلة عليه ألا يتورط في حمايتهم؛ الرئيس التركي الذي أُعطيَ فرصة كبيرة للتكفير عن سيئاته، وصل خط النهاية، ولم يعد قادراً على الهروب إلى الأمام أبعد من ذلك؛ إردوغان وعد ونافق وأخلف الوعد، وعليه التوقف عن الكذب والخداع لأن الأبواب سُدّت بوجهه.

تأخير الحل في إدلب هدفه إطالة الحرب على سورية؛ واشنطن وباريس وتل أبيب يناسبها ذلك لأجل استمرار النزيف السوري؛ إطالة الحرب على سورية هدفها منع الاستقرار في سورية وتأخير إعادة الإعمار والبناء في سورية، ولفرض شروط عدوانية على سورية ليحصلوا بالضغوط والابتزاز على ما لم يحصلوا عليه بالحرب؛ الأقنعة كثيرة والحجج عديدة والجميع بات يعرف النفاق الغربي، ولاسيما الأمريكي، ليس فيما يخص سورية فحسب، ولكن فيما يخص العالم كله؛ فيما يخص الانقلاب على الشرعية في فنزويلا، ومحاولة ابتزاز وتركيع كوريا الديمقراطية، والانسحاب الأمريكي من الاتفاق السداسي النووي مع إيران والعقوبات ضد روسيا والصين وغيرها من المسائل والقضايا الدولية؛ ثمّ، هل ترضى تركيا أو فرنسا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة أو أيٌ من الدول التي تدافع عن الإرهابيين وتطالب بحمايتهم، أن تترك مدينة أو جزء من أراضيها بوضع كما هو الوضع في إدلب؟!

القيادة السورية تدرك كل ذلك، وتعلم إلى أين يريد هؤلاء الوصول وغاياتهم وأهدافهم، لكنها أعطت الوقت الكافي للحلول الأخرى حتى لا يبقى مبرر لأحد؛ منطقة ما يسمى خفض التصعيد تحوّلت إلى منطقة للتصعيد ضد المدن السورية والمنشآت السورية ولاسيما محطات الكهرباء، وضد القاعدة الروسية في حميميم؛ فمن أين يحصل هؤلاء "الغرباء" في إدلب على الصواريخ والأسلحة البعيدة المدى؟

أحسب أنّ تحرير إدلب يجب أن يتم قريباً حتى تعود المدينة إلى الحياة الطبيعية كما كانت قبل تعرضها لسنوات من التكفير والإجرام؛ إنها إحدى المحافظات السورية الغالية على قلب الشعب السوري كله، كما القيادة السورية، وقد تأخرت عودتها إلى حضن الوطن كثيراً.. وهي ستعود حكماً..!!

                                                             بديـع عفيـف

 

 

 

مصدر الخبر
خاص - محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.