تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ذكرى النكبة .. الحق عائد بالنضال والصمود

مصدر الصورة
وكالات

يزدحم المشهد في المنطقة تحديدًا بتطورات الأحداث المتسارعة التي تسير وفق إرادة وأهداف خاصة بصانعي هذه الأحداث سعيًا منهم إلى تحقيقها. ولعل مشهد المنطقة المقيد بالفوضى والإرهاب والفتن، وتصاعد نبرات العداء والتشاحن، وتأجيج لغة المواجهة وتسخينها بمراكمة القطع العسكرية، يفصح عن جميع الحقائق التي ارتكزت عليها السياسة الصهيو ـ أميركية والغربية أيضًا، حيث مدار هذه السياسة لم يخرج عن الثوابت التي ارتكزت عليها وهي وضع اليد على مصادر الطاقة وتأمين كيان الاحتلال الإسرائيلي، وضرب كل المهددات في المنطقة، بل والعالم التي يمكن أن يتسلل منها أي خطر يتهدد بقاء هذا الكيان الغاصب.

وسط هذا الزحام الذي هو آخذ في الزيادة، ووسط محاولات رفع مستوى السخونة في المنطقة، وخصوصًا مع الأطراف، سواء كانت فلسطينية أو غير فلسطينية والتي أبدت موقفًا صلبًا ورافضًا مما يجري رسمه من مخططات تصفية ومشاريع استعمارية في المنطقة، وسط هذا يحيي الشعب الفلسطيني الذكرى الحادية والسبعين للنكبة التي تصادف اليوم الأربعاء.

وما يلفت الانتباه هو أن ذكرى النكبة تأتي والقضية الفلسطينية على أعتاب نكبة جديدة يمكن وصفها بأنها النكبة الفاصلة والماحقة ـ كما يريدها واضعوها ـ بحيث تلتهم كل فلسطين، وتتحول القضية الفلسطينية إلى طي النسيان من الذاكرة ومن الجغرافيا ومن التاريخ، وفق الطبخة الصهيو ـ أميركية المسماة بـ”صفقة القرن” التي يرمي من ورائها الصهيو ـ أميركي إلى سحق جميع حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته، وهويته وكل ما يمت بصلة له لوطنه فلسطين.

إن جميع الاستعراضات العسكرية الصهيو ـ أميركية في المنطقة، وتحريك مجاميع التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي جرى استيلادها وإنتاجها وتشغيلها من قبل المعسكر الصهيو ـ أميركي ومن معه في الدول التي ترفض الاحتلال الإسرائيلي والاستيلاء على ثروات الشعوب ومقدراتها، وسلب سيادة دول المنطقة وقرارها السياسي، كل ذلك يأتي ترجمة عملية لما ذكرناه آنفًا من أهداف وأجندة، لا علاقة لها بأمن المنطقة واستقرارها وتنميتها ورخائها، وإنما تنصب في تأمين بقاء كيان الاحتلال الإسرائيلي خنجرًا مسمومًا ومغروزًا في خاصرة الوطن العربي، مع ما يستتبع ذلك من هيمنة أميركية غربية على مقدرات المنطقة.

في الواقع، يعي الفلسطينيون جيدًا خطورة اللحظة، وإلى ما يراد أن تسير إليه الأحداث من نهايات خطيرة، لهذا يؤكد الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته وفصائله استمراره في صموده، ونضاله ومواجهته كل مشاريع التصفية والتقسيم، والتأكيد نصًّا على أن ما يسمى بـ”صفقة القرن” لن يكون مصيرها إلا الفشل. وفي هذا الصدد أكدت حركة “فتح” الفلسطينية في بيان لها عشية ذكرى النكبة أن الشعب الفلسطيني أكثر إصرارًا على التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية المشروعة، مشددة على أن ما يسمى بـ”صفقة القرن” سيكون الفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على التصدي لكافة المؤامرات والمحاولات التي تستهدف حقه التاريخي بأرض وطنه فلسطين، وتستهدف وحدته كشعب، وهوية وطنية، مؤكدة أن “هذه اللحظة التاريخية والمصيرية تستدعي أن نضع خلافاتنا الداخلية جانبًا، وأن نقف موحدين في وجه مؤامرة صفقة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب ـ (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو”، مشيرة في هذا الشأن إلى أنها تمد يدها لحركة حماس لإنهاء الانقسام و”إعادة توحيد الشعب والوطن”.

إن لسان حال الشعب الفلسطيني على جميع مستوياته، وكذلك تحركاته السياسية والنضالية تؤكد “ما ضاع حق وراءه مطالب”، وأن الحق الفلسطيني عائد بالنضال والمقاومة والصبر والصمود، وما قدموه من مواقف نضالية في وجه العدوان الإسرائيلي الغاشم يثبت تطور أدوات النضال الفلسطيني وإمكانية تطويرها أكثر، وتؤكد أن رجاء عودة الحق الفلسطيني تحققه ممكن بسواعد أبنائه.

مصدر الخبر
افتتاحية الوطن العمانية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.