تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

خيارات معقدة أمام نتنياهو لتشكيل حكومته الجديدة

مصدر الصورة
وكالات

يعيش رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، حالة صعبة وأجواء غير مريحة خلال اتصالاته لتشكيل ائتلاف حكومته الجديدة، والخامسة في تاريخ حياته.

والضغط الممارس عليه آت من حزبين هما: "هناك مستقبل" بقيادة موشيه كحلون، و"إسرائيل بيتنا" بقيادة افيغدور ليبرمان، وكل من الحزبين حصل على 4 مقاعد في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي الجديد في الانتخابات الأخيرة التي جرت يوم 9 نيسان المنصرم.. ومطالب كل حزب تتناقض مع كتلة اليمين التي يقودها نتنياهو المكونة من حزب الليكود، والأحزاب المتدينة والتي تملك 57 مقعداً في الكنيست من أصل 120 مقعداً.

يجد نتنياهو صعوبة في تشكيل ائتلاف من 65 مقعداً إذ أن من مطالب ليبرمان أن يكون وزيراً للدفاع، وأن يمرر القانون الذي طرحه للتجنيد الإلزامي للمتدينين (الحريديم). وتعارض هذا القانون الأحزاب المتدينة، وترفض تمريره أو المصادقة عليه في الكنيست. وإذا أراد التخلي عن ليبرمان فإن أمامه حكومة من 61 مقعداً. لكن هناك صعوبة أكبر أمام نتنياهو إذ أن موشيه كحلون يطالب بحقيبة المالية، وبالتالي سيرفض الميزانيات المخصصة للمتدينين، وسترفض الأحزاب المتدينة المشاركة في الائتلاف إذا كان كحلون ساعياً لضرب ميزانيات المتدينين من خلال اقتطاع مبالغ كبيرة منها. وموقف كحلون من الحريديم عدائي لذلك أمام نتنياهو عدة خيارات:-

الخيار الاول: تشكيل حكومة بمشاركة ليبرمان وكحلون، ولكن هذه المهمة صعبة. وهذا الخيار شبه مستحيل، لذلك فإن هذا الخيار غير قائم وغير مطروح  إلا إذا جرت معجزة ما تخلى كحلون وليبرمان عن مطالبهما الصعبة!

الخيار الثاني: تشكيل حكومة من 61 مقعداً، تضم الأحزاب الدينية وحزب ليبرمان، ولكن هذه الحكومة ستكون ضعيفة جداً لان عضواً واحداً سيكون قادراً على إسقاطها.. وتعتقد مصادر عديدة أن نتنياهو وليبرمان سيتفقان على أن يكون ليبرمان وزيراً للدفاع، ولكن أي قرارات تتعلق بقطاع غزة لن تكون من صلاحيات ليبرمان بل من صلاحيات المجلس الوزاري الأمني المصغر المعروف باسم "الكابينيت". وهذا الخيار الوحيد المتاح أمام نتنياهو حاليا، مع أنه لا يحقق أهدافه في تمرير قوانين في الكنيست تضمن له البقاء في منصبه وعدم تقديمه للمحاكمة. وهذا الخيار هو الأوفر حظاً لنتنياهو!

هناك خيار ثالث وارد لتشكيل حكومة وحدة وطنية إذا فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف، ومرت الفترة القانونية المتاحة له لإجراء اتصالات وتشكيل حكومة جديدة، فإن حزب الليكود سيطلب من نتنياهو الاستقالة للحفاظ على سمعة ومصداقية وشعبية الحزب. وقد يتعرض نتنياهو لتحرك جماهيري ضده يطالبه بالاستقالة قبل تقديم أية لائحة اتهام رسمية بحقه حول ملف أو أكثر من ملفات الفساد التي يتعرض للاستجواب حولها.

ولكن التساؤل هنا، إذا سقط أو رحل نتنياهو، فهل من الممكن أن يقبل حزب الليكود بحكومة وحدة وطنية يكون بيني غانتس زعيم حزب "أزرق أبيض" رئيسها، أو من خلال المناوبة على منصب رئاسة الوزراء!

هناك احتمال ضعيف، ولكنه وارد الى حد ما، ويتمثل في تشكيل حكومة بزعامة غانتس في حالة فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومته. وقد يتحالف كحلون وليبرمان مع غانتس لأن هناك هدفا مشتركاً ألا وهو وضع حد للمتدينين، ولليمين الاسرائيلي المتطرف جداً جداً. وسيشكل الحزبان العربيان مظلة أمان للحكومة مع أن الإسرائيليين لا يفضلون اعتماد حكومتهم على أحزاب عربية.

لقد حصل نتنياهو على تمديد لفترة تشكيل حكومته الجديدة. والمعروف عنه أنه في اللحظات الأخيرة قد ينقذ نفسه ويشكل الحكومة. والمنقذ الرئيسي له هو أفيغدور ليبرمان الذي قد يحصل على حقيبة الدفاع مقابل تجميد تمرير أي قانون حول التجنيد الالزامي الذي تعارضه الاحزاب الدينية! وسينطلق نتنياهو بحكومة ضيقة جداً تعتمد على 61 مقعدا، ولو لعدة أشهر، لأنها ستسقط بعد عدة شهور.. وأهم هدف لنتنياهو هو أن يكون رئيساً للوزراء، ويحصل على أكبر وقت ممكن لعله يستطيع من خلال هذه الحكومة الضيقة جداً أن يشق حزب "أزرق أبيض"، ويضعف "اليسار" كما يدعي مع أن حزب غانتس ويعلون ولبيد ليس يسارياً كما تؤكده كل التصريحات لقادة الحزب، وكذلك ممارسات هؤلاء السابقة عندما كانوا في مناصب رفيعة وأصحاب قرار

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.