تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سورية.. عودة الفبركات الكيميائية مجددا

مصدر الصورة
وكالات

يبدو أن هواة التحريض والتأليب والتشويه والتشويش، وركوب سياسة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين والنفاق، وهواة الفبركات والمسرحيات الاستفزازية لا يريدون أن يكفوا عن السير في هذه المسالك الشاذة، ويمتنعوا عن غيهم؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه. ومثل هؤلاء الذين خسروا كل رهاناتهم، واحترقت جميع أوراقهم تقريبًا على الميدان السوري باتوا من الواضح أنهم لا يملكون سوى هذه المسالك، بل لا يجيدون شيئًا آخر يمكنهم من خلاله تحقيق إنجاز ما.

لقد ارتبطت الفبركات والمسرحيات حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا وبصورة أكثر دراما وأطول فصولًا ومشاهد منذ قرار منظومة التآمر والإرهاب على سوريا تشكيل عصابة ما يسمى بـ”الخوذ البيضاء” التي تضم عناصر مختلفة استخباراتية، وخبراء أسلحة، وخبراء إعداد سيناريوهات تمثيلية وتصوير وإخراج، حيث كان الظهور الأبرز لهذه العصابة مع مسرحية استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون، والغوطة، وها هي اليوم تستعد وفق التقارير المتوالية والصادرة عن حلفاء سوريا والمبنية على معلومات استخبارية لتنفيذ استفزازات كيميائية جديدة في محافظة إدلب.

كما ارتبطت المسرحيات والاستفزازات الكيميائية دائمًا على الميدان السوري منذ تفجير المخطط الإرهابي التكفيري التآمري على سوريا وحتى اللحظة بكل عمل عسكري يقوم به الجيش العربي السوري ضد فلول الإرهاب التكفيري وبؤرهم في المناطق السورية المصابة بهذا الداء والتلوث الخطيرين. فعلى سبيل المثال عندما بدأ الجيش العربي السوري عمليته العسكرية لتطهير مدينة حلب كانت أبواق التحريض والتشويش والتشويه وفبركة الاتهامات ضد الجيش العربي السوري ترتفع عاليًا عبر العنوان الكاذب آنذاك “حلب تحترق”، وتزداد ارتفاعًا مع كل تقدم يحققه الجيش، مع ما يترتب على ذلك من قيام منظومة التآمر والإرهاب بالإيعاز إلى أدواتها الإرهابية التكفيرية باستهداف المدنيين، وكل ذلك من أجل عرقلة تقدم الجيش العربي السوري، ومنعه من استكمال تطهير المدن والقرى والأرياف السورية الموبوءة بالإرهاب التكفيري، مع ما يستوجب هذا المنع من استخدام التنظيمات الإرهابية المدنيين دروعًا بشرية، والعزف على الوضع الإنساني، وصولًا إلى الاستفزاز باستخدام السلاح الكيميائي، كما هو الحال في الغوطة الشرقية، حيث لم تجد الأدوات الإرهابية اليائسة والمنكسرة والمهزومة وسيلة سوى اللجوء إلى الاستفزاز الكيميائي وبإيعاز من مشغِّليها لتبرير تدخلهم لمنع الجيش العربي السوري من تحرير الغوطة وتطهيرها.

لذلك ليس مثيرًا للدهشة حاليًّا أن تتناقل التنظيمات الإرهابية وبعض وسائل الإعلام التابعة لها أخبارًا كاذبة تتهم فيها الجيش العربي السوري باستخدام سلاح كيميائي في بلدة كباني بريف اللاذقية. فالجيش السوري ينفذ في اللاذقية وريف إدلب وحماة عمليات عسكرية لتطهيرها من الوجود الإرهابي، حيث بدأ يتقدم باتجاه محافظة إدلب، وبالتالي ما دام الجيش العربي السوري بصدد التحرك نحو إنجازات جديدة يستكمل بها انتصاراته على الإرهاب التكفيري ومشغِّليه، فإنه من البدهي العودة إلى وسائل الفبركة وأساليب الاستفزاز لعرقلة تقدم الجيش، وهي وسائل لا تعبِّر إلا عن إفلاس واضح لدى هذه الأدوات الإرهابية ومشغِّليها، وكذلك تعكس مدى الانكسار المعنوي.

سوريا رسميًّا فندت بدورها هذه الترهات والفبركات على لسان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة ووزارة الخارجية والمغتربين مؤكدة أن الأخبار التي تتناقلها المجموعات الإرهابية وبعض وسائل الإعلام التابعة لها عن استخدام الجيش العربي السوري سلاحًا كيميائيًّا في بلدة كباني بريف اللاذقية هي أخبار كاذبة ومفبركة وعارية من الصحة. وأنه “كما دأبت دائمًا بعد أي هزيمة تمنى بها.. تتناقل المجموعات الإرهابية وبعض وسائل الإعلام التابعة لها خبرًا كاذبًا مفبركًا عن استخدام الجيش العربي السوري سلاحًا كيميائيًّا”، مشددة على أنها لم تستخدم هذه الأسلحة سابقًا ولا يمكن لها أن تستخدمها الآن لأنها لا تمتلكها أصلًا ولأنها تعتبر استخدام مثل هذه الأسلحة السامة مناقضًا لالتزاماتها الأخلاقية والدولية.

مصدر الخبر
افتتاحية الوطن العمانية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.