تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل يخسر ترامب ومعه أمريكا.. لِمَ لا..؟!!

مصدر الصورة
وكالات - الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شعاراً كبيراً: أمريكا أولاً!! ليكن! كلٌ يرى أن بلاده أولاً، إلا الخونة والمنحرفين. ولكنّ المهم كيف يمكن الحفاظ "أولاً" على البلاد التي ننتمي إليها، وكيف يمكن صيانة استقرارها وبناء مستقبلها. فكيف إذا كانت المسؤولية تقع على شخص بمنصب رئيس الدولة. الرئيس الأمريكي أرعب الجميع بنمط تفكيره وسياساته المتأرجحة والغامضة وأسلوب تعامله، الأصدقاء منهم قبل الخصوم والأعداء؛

الرئيس ترامب بدأ بتقويض أسس العلاقات الدولية، عبر التخلي عن المعاهدات والقوانين الدولية والأنظمة الدولية؛ في المناخ والتجارة والاقتصاد والسلاح والسياسة... الخ؛ حاول ترامب تهديد الجميع بأنهم مطالبون بطاعة الولايات المتحدة وإلا فإن غضبها سيحلّ عليهم؛ أخاف البعض، وحاذر البعض الآخر، وعارك آخرون، لكن ثمّة دول وقيادات لها وزنها وقوتها وثقلها ولا تخضع للبلطجة الأمريكية بأي حال.

في العامين الماضيين، لم يكد بلد يسلم من الضغوطات والعقوبات الأمريكية، وهذا ما ولّد تحديات كثيرة وكبيرة أمام عدد لابأس به من الدول. لكن بالمحصلة، بدأ يتضح أنّ للهيمنة الأمريكية حدوداَ وارتدادات سلبية على الولايات المتحدة وبالتالي على الإدارة الأمريكية نفسها وعلى الرئيس ترامب في الداخل الأمريكي ولاحقاً ما قد يتجلّى في الانتخابات الأمريكية الرئاسية القادمة.

ونأخذ مثالاً العقوبات التجارية التي بدأت إدارة ترامب منذ فترة بفرضها على جمهورية الصين الشعبية والشركات الصينية؛ فقد قرّبت هذه العقوبات بين بكين وموسكو بعكس ما كانت ترجو واشنطن وتأمل؛ سياسياً حيث التنسيق الروسي الصيني على أعلى المستويات وهو ما بات يستقطب دولاً وأطراف عالمية جديدة؛ واقتصادياً وتجارياً حيث قارب التبادل التجاري بين روسيا والصين مائة مليار دولار، فيما ستزيد شركات الغاز الروسية حصتها في سوق الغاز الصينية على حساب الحصة الأمريكية، إذا ما نفّذت الصين تهديدها برفع الرسوم الجمركية من 10% إلى 25% على واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، وهو ما اعتبره المحللون تحولاً كارثياً لصناعة الغاز المسال في الولايات المتحدة.

وفوق هذا وذاك، فإن العديد من الدول، وفي مقدمتها روسيا والصين، تحولت من السندات الأمريكية والدولار الأمريكي إلى الذهب؛ فقد ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية الاقتصادية، قبل أيام، أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب، بقيادة روسيا والصين، بلغت في الربع الأول من 2019 أعلى مستوى في 6 أعوام، مع اتجاه بلدان عديدة نحو تنويع أصولها بعيدا عن الدولار.

الحرب التي فتحها الرئيس الأمريكي ضد بعض دول أوروبا وضد الصين وروسيا وإيران وكوريا الديمقراطية وتركيا، وممارسته الابتزاز ضد النظامين السعودي والإماراتي الحليفين... والعديد من دول العالم الأخرى، لن تمر بسلام ولن تنتهي دون خسائر كبيرة وضحايا في الجانب الأمريكي، وربما ترامب نفسه سيكون أحد أول هذه الضحايا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة. لكنّ خسائر الولايات المتحدة الأمريكية ستكون كبيرة في الاقتصاد والتجارة، والدور الأمريكي العالمي، والهيبة الأمريكية ومكانة الولايات المتحدة في الساحة الدولية وهي التي تعتبر نفسها القوة العالمية الأولى، وهو ما بدأ يؤشر إلى زعزعة هذه المكانة وتقدّم آخرين للمنافسة عليها بقوة وثبات

بديع عفيف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.