تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عن الأجزاء في الدراما ونهاية المشاريع الرائعة دوماً

مصدر الصورة
خاص

رغم مرور نصف قرن تقريباً على بداية البث التلفزيوني عربياً على المستوى الشعبي,  ما يزال العمل الفني لا يرقى إلى مستوى الاحتراف ,  ومزاجية الفنانين تجعل من استمرارية أي عمل بنفس السوية أمراً مستحيلاً ، إن ظاهرة الأجزاء ليست جديدة بل هي موجودة منذ بدايات التلفزيون ، فصح النوم لنهاد ودريد كان من موسمين , صحيح أن مجموعهما لم يتعد الثلاث عشر حلقة بيد أن الفكرة كانت موجودة ، ولكن التجزئة للأعمال على خلفية نجاحها جماهيريا بدأت مطلع التسعينات .مسلسلات

 قلة قليلة من رفضت استثمار نجاح جزء لإنتاج أجزاء أخرى ،وهذا ما حصل مع رائعة أكرم شريم أيام شامية الذي يعتبر الجد لمسلسلات الملا و باب الحارة ، رفض الكاتب كتابة جزء ثان رغم نجاح الأول بشكل أسطوري ، ولكن في المقابل نجاح أبو كامل بعده بعامين جعل القائمين عليه يفكرون بإنتاج أجزاء أخرى ورغم موت أبو كامل في نهاية الجزء الأول إلا أنه في الجزء الثاني أصبح يأتي كطيف لصالحة في عملية ضحك على لحى الجمهور.  واللافت أنهم كتبوا في نهاية الجزء الثاني نلتقي مع الجزء الثالث منذ أكثر من ربع قرن ومازلنا ننتظر .

لتنجح الاعمال المجزأة يجب ان تحافظ على ممثليها على الأقل ,  لأن النجاح الأول هو ما سبب استمرار العمل ،وعلى الرغم من وجود أعمال بوشر بها كنواة لسلسلة إلا أنها لم تكتمل فرائعة الثلاثي حسن م يوسف وأيمن زيدان و نجدت أنزور أخوة التراب انتهت بسبب خلاف زيدان -  أنزور الشهير و انحرفت شخصية اسماعيل المحورية وقصة أرضه ليحل محلها سرد تاريخي و تغيير لمعظم الممثلين نفّر المشاهد من القصة ،الأمر تكرر مع حمام القيشاني الذي كان يفترض ان يكون نسخة سورية عن ليالي الحلمية كما أخوة التراب ولكن حظر الدولة على الاقتراب من فترة التاريخ بعد    23 شباط الشهير,  جعل ظهور أديب في حمام القيشاني أكبر من ظهوره في التاريخ السوري حتى ، وانتهى العمل بتغيير جميع الممثلين إلا عمران المسكاوي وصباح بركات .

ونصل الى أجزاء الجوارح التي حاول هاني السعدي أن يقدم فيها شيئاً مختلفا كل مرة بتغيير التسمية ليتقبل الجمهور أي إضافة على القصة , و خبا وهج الجوارح و انتهت الفنتازيا التاريخية إلى غير رجعة ، باب الحارة ،رغم كل ما قيل من آراء سلبية حول المسلسل إلا أنه كان الوحيد الذي كسر الحصار على الدراما السورية بعد حرب تموز و اغتيال الحريري ، و الحق يقال لو أن بسام الملا حافظ على الممثلين و سير "الحواديت" كما أحبها الناس لكان العمل استمر بنفس الوهج لست مواسم على الأقل أما تحويله لماركة كمزيل الشعر أو "الديودوران" فهو ما جعله مجرد برنامج أقرب منه الى عمل درامي .

أخيراً هيبة تيم حسن قالوا في أول جزء إن العمل قصة حياة مهرب شمالي شهير ثم نفوا وألصقوه ببابلو اسكوبار ،نجح العمل بفخامة انتاجه لتقوم شركة الانتاج باستثماره مثنى وثلاث ورباع مع أن قصته لا تحتمل المط كون الخط الدرامي منتهي أصلا في الجزء الأول , و للأسف سينتهي الهيبة كنهاية موسم ريال مدريد الحالي بعد ثلاثية دوري الأبطال التي لن تتكرر ، في الغرب توقع العقود على أساس استمرار العمل ،حتى حين وجود نية لاستثمار النجاح لا يسمح بتغيير ممثل رئيسي ، فمثلا في العراب الجزء الثالث والذي كان عرضه تجارياً بحتاً لا علاقة له بالرواية الأصلية اختلف فرانسيس كابولا مع آل باتشينو على أجر الاخير، فهدده كابولا بأن جنازة مايكل كورليون ستكون أول مشاهد الفيلم ان لم يمثله ، تخيلوا معي لو أن ويلسون (حنتر) و رفض أن يكمل في دكتور هاوس بعد الموسم الثالث مثلا؟ أو أن جون سنو اعتذر بعد موسمين عن صراع العروش؟؟؟

أنجح الأعمال التي قدمت كأجزاء هي ما اكتفت بجزأين و حافظت على طاقم العمل من ألفه إلى يائه ولكم في ضيعة ضايعة والفصول الأربعة خير مثال على هذا.

أوقفوا الاستثمار بالنجاح حتى افشاله ، اجعلوا من الأعمال الخارقة النجاح فرصة لإبداع أعمال أخرى وليس أسر الممثلين بها حد إصابة المشاهد بالقرف عاماً بعد عام وجزءاً تلو آخر. !!!

                                        علي محي الدين أحمد

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.