تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل تنفجر "كبسولة" كولن باول ويخرج مارد الحرب..؟

مصدر الصورة
عن الانترنت

انقسمت ردات الفعل تجاه ضرب ناقلتي النفط العملاقتين، في مياه خليج ُعمان، صباح الخميس 13/6/2019 بين مؤيد لواشنطن في اتهامها لطهران، كالنظام السعودي وبريطانيا، وآخر متريث، كالكويت وألمانيا التي أعلن وزير خارجيتها هايكو ماس، أن التسجيل المصور الذي قدمته الولايات المتحدة على خلفية استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان، غير كاف لتحميل إيران المسؤولية عنه.. وهذا بالطبع موقف أوروبي لافت ومهم جدا.

الرئيس دونالد ترامب، وفي حديث لقناة "فوكس نيوز"، بدا ضبابيا و مربكاً، وقال ردا على سؤال عن كيفية كبح إيران: "سنرى"، مضيفاً أن "إيران تضررت، لكنها لا تزال تشكل تهديدا".

أما القائم بأعمال وزير دفاعه باتريك شاناهان، فقال إن الإدارة الأمريكية تركز على بناء إجماع دولي بشأن هذه المشكلة الدولية، أي أ ّن الرد الأمريكي ليس وارداً الآن ولا بالقوة التي يشتهيها البعض.

الإرباك الأمريكي والبحث عن إجماع دولي، سببه، على ما يبدو سوء تقدير الأمور عند الإدارة الأمريكية، كما أساؤوا تقدير الموقف في فنزويلا؛

المرشد علي خامنئي ليس الراحل صدام حسين، وإيران ليست العراق المعزول والمحاصر ليمارس الإستعراض والعدوان ضدها؛ ليس من السهولة ولا هو متاح، كما كان في السابق، أن يذهب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى مجلس الأمن ويرفع "كبسولة" جديدة تتهم إيران بالتهم التي تريدها الولايات المتحدة وداعمي الحرب، كما فعل سلفه كولن باول قبل الحرب الأمريكية على العراق؛ في مجلس الأمن.

 الآن قوى فاعلة تريد إجراء تحقيق نزيه وصادق، وهي قوية بما يكفي للجم التهور الأمريكي إن حدث.

أضف، وكما يرى بعض الإعلام الموالي لايران، أن خيارات واشنطن ضيقة في الرد على الجمهورية الإسلامية وعملية خليج ُعمان، قدمت صورة حقيقية وبيانا عمليا ساخنا عما سيحدث لو اندلعت الحرب، والخسائر المتوقعة التي ستصيب الأطراف القارعة لطبولها؛

صقور الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي والنظام السعودي الجميع يدرك أنه ليس من مصلحة ترامب الدخول في حرب ضد إيران، لا يعرف نهايتها وأضرارها ونتائجها، وهو على أبواب مرحلة انتخابية رئاسية مصيرية، وهو يدرك ذلك أيضا ،ولذلك نراه ونسمعه يهدد، ولكن لسان حاله يقول "امسكوني"، وما حدث في فنزويلا قبل أسابيع لم يغب عن الذاكرة بعد. ولذلك أيضا يرى البعض، حتى من أنصار إيران، أن الهجوم في خليج ُعمان وبغض النظر عمن قام به، فقد خدم الموقف الايراني وقدم تحذيراُ جديا لهواة الحرب بأن الأمر ليس بالبساطة التي تتخيلون, وأن العقوبات الأمريكية على إيران لن تمر دون رد, فمهلا ؛ تصوروا أن تشتعل الحرب في الخليج لتمتد إلى البحر الأحمر والكيان الاسرائيلي، وتزيد حرائق آبار النفط في الخليج توهج المنطقة وحرارتها اللاهبة؟!

أليس الهجوم على مطار "أبها" السعودي رسالة قوية لما قد يحصل؟! هل فكر أحدٌ بكم سيصبح سعر برميل النفط لو اشتعلت الحرب؟ هل يستطيع النظام السعودي تأمين الفاقد من النفط الايراني من السوق ؟! الرسائل الصاروخية والطائرات المسيرة تقول إنه لن يُسمح له بذلك ، بل ربما لن يكون قادرا على إنتاج وتصدير ما يصدره اليوم.

الرفض الايراني لاستلام رسالة ترامب التي حملها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، يعني أن القيادة الايرانية ليست في وارد الرضوخ للتهديدات الأمريكية ولا التراجع. وهي أعلنت ذلك على أعلى المستويات، بل هي رفضت التفاوض تحت الضغط لأن كرامة الأمة الايرانية لا تسمح بذلك، والأهم أن طهران ليست ضعيفة لتُفرض عليها شروط الإستسلام الأمريكية.

ربما استيقظت إدارة ترامب وصقوره من أحلامهم، ولذلك بدأ يظهر الإرباك الأمريكي، بعد أن أدركوا أن مارد كولن باول محنط في كبسولته منذ زمن طويل..!! 

الجميع يضع يده على قلبه ولا يريد الحرب ويحذر من مخاطرها؛ الأمين العام للأمم المتحدة، أغلب الدول الأوروبية والعربية والآسيوية؛ والأهم أن القادة الايرانيين والإدارة الأمريكية يقولون إنهم لا يريدون الحرب؛ لأن الجميع يدرك الكوارث والمآسي والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تخلفها حر ٌب مدمرة كهذه.

 أما الكيان الإسرائيلي الذي أشعل الفتيل، فيلتزم الصمت ويتراجع لأنه يعلم أن لا قدرة لديه على تحمل نتائج إشعال الحرب وكلفتها لديه في الداخل وعلى الإدارة الأمريكية ذاتها.

وبالمحصلة، قد تشتعل الحرب في الخليج لسبب أو خطأ ما، أو بفعل فاعل ما، ولكن النتائج ستكون كارثية ولاسيما على قارعي طبولها.. ولن يعلم أبعادها ونتائجها إلا  الله..!!

بـديـع عفيـف

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.