تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ياسر طفل سوري هجرته الحرب ثم أفقدته مخلفاتها يده اليمنى

مصدر الصورة
خاص

لم يشفع لأحمد اللجوء إلى مدينة حمص كملجأ آمن هرباً من ويلات الحرب التي كانت دائرة بمحيط قرية المسعودية بريف حمص الشرقي منذ سنوات

هذه الحرب التي أفقدت أحمد اثنين من أشقائه ونالت منه ومن أخيه الذي لم يبق له غيره, بإصابات مختلفة أجبرته في النهاية على الإبتعاد مع عائلته الصغيرة نحو حمص في العام 2015

سنوات مضت آمنة على أحمد الذي أقام في حي المهاجرين بمدينة حمص إلا أن أمانها كان يحمل في طياته ألماً آخر تجسد في فقدان طفله ليده اليمنى أثناء لعبه في إحدى المزارع القريبة من منزل والديه بعد انفجار جسم من مخلفات الحرب كان يقبع في التراب ليقتل فرحة طفل لم يتم التاسعة من عمره.

يقول الطفل ياسر:"ذهبت إلى اللعب مع رفاقي في الحي كما كنا نفعل يومياً وخرجنا إلى إحدى المزارع القريبة ,عندما وجدت قطعة معدنية حاولت أن أرفعها عن الأرض قبل أن تنفجر بيدي ولم أعلم ما الذي حصل بعد ذلك"

يضيف ياسر "أشعر بالألم الشديد في يدي ولم أعتد حتى الآن على عدم وجود يد يمنى"

يبكي ياسر بصمت وتنهال دموعه على وجنتيه إلا أن الألم الأكبر كان لدى الوالدة التي لم تصدق حتى الآن ما الذي حصل لطفلها الصغير

" حصل ذلك مطلع شهر أيار الماضي إلا أني لا أصدق الخبر حتى الآن .. ما الذي يجعل جسماً متفجراً مدفوناً طيلة هذه المدة بالقرب منا ونحن لا نشعر به وفي النهاية يشاء القدر أن يفجعنا بإصابة طفلي الصغير"

تضيف أم ياسر "إن إصابة ياسر بالغة ولا نستطيع أن نتأقلم مع تبعاتها فتجاوز الأمر ليس بالأمر السهل ونحتاج إلى عناية خاصة بياسر حتى يعود ويمارس حياته الطبيعية مجدداً "

" لقد تواصلنا مع بعض الجهات الرسمية والخاصة بهدف تأمين طرف صناعي ذكي يمكن أن يعوض القليل من عقبات الإصابة "

تقول ختام وهي المعالجة النفسية العاملة لدى الفريق السوري التطوعي لمتابعة شؤون الجرحى في حمص إن حالة ياسر النفسية في الأيام الأولى كانت سيئة للغاية إلا أنه ومع تجاوز الآلام مرحلة بعد أخرى بدأت أحواله تتحسن وبدأ يدرك أن عليه التأقلم مع وضعه الحالي ريثما يتم تأمين طرف صناعي ذكي يمكن من خلاله أن ينجز بعض مهامه"

تضيف ختام" إلا أن المعضلة تكمن في الحالة النفسية لوالدي الطفل... فالأم لا تتوقف عن البكاء كلما نظرت لطفلها وكذلك الأب الذي يبدي حزنه بشكل واضح وهذا بدوره يمكن أن ينتقل إلى طفلهما الذي هو بحاجتهما للوقوف إلى جانبه معنوياً بشكل أكبر "

وتنهي ختام حديثها :" المطلوب الآن هو العمل على تدريب ياسر بشكل يومي على الكتابة باليد اليسرى ومحاولة الاعتماد عليها أكثر... وأنا أرى أنه قادر على تجاوز الألم ونسيان ما حصل له والمضي قدماً في حياته والنجاح فيها"

ما حصل لياسر يبقي باب التساؤل مفتوحاً حول إمكانية التعامل مع مخلفات الحرب في المرحلة القادمة ولاسيما أن هناك آلاف الأراضي الزراعية التي بقيت لسنوات خارج سيطرة الدولة السورية وبالتالي فإن استمرار وقوع الحوادث المشابهة سيكون أمراً واقعاً وسيفرض على الجهات المعنية  تحمل المسؤولية والتحرك سريعاً لإيجاد الحلول المناسبة والتخلص من مخلفات الحرب.

حيدر رزوق

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.