تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العمل الجاد والفعال لمواجهة التصريحات والأقوال العدائية..

جاك يوسف خزمو
مصدر الصورة
خاص - جاك يوسف خزمو - رئيس تحرير مجلة البيادر

جاك يوسف خزمو

 الناشر ورئيس تحرير مجلة البيادر

هناك مبالغة في متابعة تصريحات صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، وكذلك جيسون غرينبلات مبعوث ومستشار الرئيس ترامب للقضايا الدولية، اللذين يعدان أو يترأسان الطاقم ". الذي يعد ما تُسمى "صفقة القرن" فما أن يدلي أحدهما بتصريح حتى تتسارع تصريحات الشجب والإدانة والإستنكار إلى درجة أن هذين المسؤولين الأميركيين أصبحا نجمين من النجوم التي تُلفت أنظار وسائل الإعلام إلى حد كبير ليس المطلوب إهمال هذه التصريحات، ولكن المطلوب أن. يكون رد فعلنا عملياً ومنطقياً وفعالاً، وأن لا يقتصر فقط على الشجب والإستنكار، وأن يكون أيضا مدروساً إلى حد كبير ً ويجب الأخذ بعين الإعتبار حقيقتان مهمتان، أولهما أن الإدارات الأميركية. السابقة أو الحالية أو القادمة منحازة باستمرار لاسرائيل، حليفتها الاستراتيجية في المنطقة، وكذلك فإن المسؤولين الأميركيين ليسوا صادقين مع أنفسهم أو مع تعهداتهم لأن السياسة الأميركية العامة تسيّرهم، وتجبرهم على أن يكونوا خاضعين لها، ولن يدلوا بآرائهم الصادقة إلا بعد أن يتركوا مناصبهم الرفيعة، وخير مثال على ذلك أن وزير خارجية أميركا جون كيري في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما توسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وضغط عليه، لإجراء مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لمدة تسعة شهور مقابل قبول شروط وطلبات ورغبات القيادة الفلسطينية وكذلك وعد بأن يعلن في نهاية المفاوضات عن المسؤول عن فشلها. ولكن هذا الوزير. فشل في إجبار اسرائيل على تنفيذ كل ما وعدت به ، وبخاصة إطلاق الدفعة الأخيرة من أسرانا القدامى، وكذلك لم يستطع أن يعلن أن اسرائيل هي التي أفشلت المفاوضات لأنها لا تريد نجاحاً لها، ولا تريد أي اختراق للجمود السياسي خشية إجبارها على دفع مستحقات وأهمها إنهاء الإحتلال لأراضينا العربية. وقد عبر كيري عن موقفه الصادق بصورة غير مباشرة عبر امتناع المندوب الأميركي في الأمم المتحدة عن التصويت لصالح قرار يدين الاستيطان في شهر كانون الأول 2016 .أي أن الرئيس اوباما وكذلك وزير خارجيته لم يستطيعا دفع المسيرة السلمية إلى الأمام لأن السياسة العامة في أميركا تمنع ذلك لأسباب عديدة، وأهمها الدور الفعال المؤثر للوبي الصهيوني في أميركا وانطلاقاً مما ذكر فإن الرهان على أي دور أميركي هو غير مجد، وليس مطلوباً, لذلك يجب أن تتعدى المقاطعة الفلسطينية للإدارة الأميركية إلى إهمال تصريحات كوشنير وغرينبلات المواليين لاسرائيل، وعدم إعطاء تصريحاتهما أي أهمية، وبالمقابل يجب أن نضع خطة فلسطينية لمواجهة الضغوطات الممارسة حالياً، واللآتية في الأسابيع والأشهر القادمة.. وأن نعمل جدياً وبصمت وهدوء لإفشال أي مخطط صهيو/أميركي، وأن نتكل على قدراتنا المتواضعة، وعلى إرادتنا الصلبة في الدفاع عن حقوقنا المشروعة، وأن نعمل مع الأصدقاء في محاصرة هذه السياسة الأميركية المعادية لشعبنا الفلسطيني عبر كشفها، وعبر تحجيم الدور الأميركي قدر الإمكان، ليس فقط فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بل في كل ما يتعلق بقضايا منطقة الشرق الأوسط بأسرها..

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.