تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الجولان المحتل عربي سوري وسيبقى ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تغير هذه الحقيقة

مصدر الصورة
SANA

محاولات الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي لتغيير معالم الجولان السوري المحتل وطبيعته السكانية والجغرافية مصيرها الفشل فهو جزء لا يتجزأ من سورية وسيعود إلى سيادتها عاجلا أم آجلا ولا يمكن لقوة في العالم أن تغيب هذه الحقيقة التي أكدتها كل قرارات الأمم المتحدة وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة ويرفض إعلان الاحتلال ضمه ويعتبره باطلا ولا أثر قانونيا له.

أهلنا في الجولان السوري المحتل الذين أكدوا أن عقد اجتماع لحكومة الاحتلال الاسرائيلي على أرض الجولان وإقامة مستوطنة باسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءات باطلة ومخالفة للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وأنه مهما تآمرت قوى العدوان سيبقى الجولان أرضا عربية سورية وسيعود محررا إلى كنف الدولة السورية رغم أنف الاحتلال أعلنوا عن إضراب عام يوم الثلاثاء القادم ضد مخطط الاحتلال الإسرائيلي تركيب مراوح هوائية على أراضيهم.

نضال أهلنا في الجولان ضد الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته العنصرية بدأ منذ أن دنس المحتل تراب الجولان عام 1967 وشكل الإضراب العام الذي أعلنوه عام 1982 تحت شعار “المنية ولا الهوية” أبرز محطات نضالهم حيث سطروا ملحمة بطولية بوجه الاحتلال عندما هبوا في الرابع عشر من شباط للتصدي لإعلانه المشؤوم حول ضم الجولان وللتأكيد على رفضهم القاطع له والتمسك بهويتهم الوطنية السورية ومقاومة كل إجراءات الاحتلال.

قرار مجلس الأمن رقم 497 لم يكن الوحيد للأمم المتحدة الذي يؤكد سورية الجولان حيث أصدرت الجمعية العامة منذ عام 1981عشرات القرارات التي تشدد على بطلان إجراءات ومخططات الاحتلال فرض قوانينه على الجولان السوري المحتل وتكفل حق سورية باستعادته كما لازمت منذ ذلك التاريخ صفة المحتل عند الحديث عن الجولان في جميع وثائق الأمم المتحدة وبيانات أعضاء المنظمة الدولية بمن فيهم الولايات المتحدة.

واشنطن عمدت مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة مطلع 2017 إلى تغيير سياستها حيال المنطقة وبدأت تتخذ إجراءات متصهينة خدمة للمحتل الإسرائيلي والبداية كانت بإعلانها في كانون الأول 2017 القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال ونقل سفارتها إليها في أيار 2018 وبعدها محاولتها إسقاط صفة الاحتلال عن الجولان السوري والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 في انحياز ودعم غير محدود لكيان الاحتلال الإسرائيلي وانتهاك سافر لقرارات الشرعية الدولية التي صدرت بموافقة الولايات المتحدة نفسها وتبع ذلك تصريحات عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ليندسي غراهام في آذار الماضي حول الجولان السوري المحتل التي تعبر عن عقلية الهيمنة والغطرسة للإدارة الأمريكية ونظرتها إلى قضايا المنطقة بعيون صهيونية وبما يخدم المصالح الإسرائيلية ثم جاء إعلان ترامب حول الجولان في الخامس والعشرين من آذار الماضي والذي مثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية وصفعة مهينة للمجتمع الدولي فالرئيس الأمريكي لا يملك الحق ولا الأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة وسياساته العدوانية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح.

الملاحم البطولية لدى أبناء الجولان السوري تتعاظم يوما بعد يوم وهي تنتقل من الآباء إلى الأبناء وهم اليوم أكثر تصميما وعزيمة على الاستمرار في النضال ورغم إجرام المحتل بحقهم ومحاولته سرقة أراضيهم إلا أنهم يواصلون التصدي لكل مخططات الاحتلال حيث أحرقوا في تشرين الأول الماضي البطاقات الانتخابية لما تسمى “انتخابات المجالس المحلية” كما رفضوا مؤخراً بشكل قاطع مخططاً استيطانياً جديداً يتمثل بوضع مراوح هوائية على مساحة تقدر بستة آلاف دونم في عدد من المواقع المحيطة بقرى مجدل شمس وعين قنية وبقعاثا ومسعدة والتي يهدف الاحتلال من ورائها إلى تهجيرهم من قراهم والاستيلاء على أراضيهم بالقوة إضافة إلى رفضهم إعلان ترامب المشؤوم حول الجولان السوري المحتل وإعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إقامة مستوطنة باسم “ترامب” على أراضيهم مشددين على تمسكهم بهويتهم العربية السورية وانتمائهم لوطنهم سورية وإصرارهم على مواجهة جميع إجراءات الاحتلال القمعية الاستيطانية ومواصلتهم الصمود وتشبثهم بأرضهم ومنازلهم حتى تحرير كل شبر من تراب الجولان فكل سياسات الاحتلال وداعميه لن يكون لها أثر في ميزان الإرادة والتمسك بالهوية وصمود أهالي الجولان .

سورية لن تتوانى عن بذل الغالي والنفيس من أجل تحرير الجولان من الاحتلال الإسرائيلي ولن تتخلى عن الاستمرار في مقاومة المحتل وممارساته ومحاولته فرض إجراءاته وقوانينه الباطلة على الأراضي السورية والعربية المحتلة ولن تستطيع كل قوى الهيمنة والغطرسة والديمقراطيات الزائفة كسر إرادة التحدي لدى السوريين وثنيهم عن مواصلة النضال حتى تحرير الجولان السوري المحتل وعودته إلى كنف الوطن فالاحتلال إلى زوال مهما طال أمده شاء من شاء وأبى من أبى.

جمعة الجاسم

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.